«نطمح للمساواة.. نبنــي بذكاء.. نبدع من أجــل التغيـير..»

العدد: 9308

الأحد: 10-3-2019

شعار فعالية أقامها مركز دير مار يعقوب المقطع للإغاثة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في ملعب سقوبين.
قالت مديرة المركز نسرين نهري: أردنا تكريم المرأة السورية بنشاط ترفيهي، المرأة السورية أثبتت عبر العصور، وما مرّ من أزمات أنها (أخت الرجال) فهي الأم والصديقة، والزوجة، والأخت والحبيبة والابنة، وهي المساندة للرجل، لقد أثبتت الوعي عبر مراحل الأزمة التي تمر فيها سورية بجدارة، هي التي قدمت الشهداء والجرحى، وتحوّلت إلى معيلة للعائلة. والأزمة لا تؤثر على الحجر فقط، بل أيضاً على البشر، . من هناجاءت فكرة العمل على إنتاج فكر متحضّر بإعادة الطموح والأمل للعمل على أن بكرى أحلى في مجتمع وغدٍ مشرق لسوريا.
وحول الفعالية أوضحت: هي نشاط ترفيهي هادف بالهواء الطلق وبمساحة خضراء مفتوحة بمشاركة نساء مع أزواجهن، ومشاركة النساء الناجحات اللواتي أثبتْن خلال الأزمة أنهنّ كنّ معيلات لأسرهن، وغالبيتهنّ استفدْن من برامج وخدمات ومنح المركز من نساء المجتمع المحلي ومن الوافدين إلى المحافظة وهم من نطاق عمل المركز بدءاً من بساتين الريحان إلى القيادة البحرية باتجاه سقوبين وصولاً إلى مشقيتا وعين البيضا.
مئات الألوف من العائلات بين مجتمع محلي ووافد يستقر في نطاق عمل المركز في الأحياء الشعبية مع اكتظاظ سكاني أكبر بالآونة الأخيرة، بوجود الوافدين. ونحن مهما قدّمنا في هذه المنطقة فإن الاحتياج أكبر. وتأتي أعمال المركز بأشكال ترميم اقتصادي، تعليمي، بناء، ومساعدات طبية عامة، ومساعدات عينية. علماً أن الدير لم يعتمد الإغاثة المتمثلة بالسلل الغذائية لكن منذ بداية انطلاق عمله في 2016 كان التوجه نحو التمكين الاقتصادي بين تدريب على مهن ومنح ونحن مستمرون بالإنتاجي والتنموي.
الدكتورة أحلام اختيار منسقة العنف الجنسي والعنف القمعي، النوع الاجتماعي، في مركز دير مار يعقوب، تعمل على كل قضايا العنف، مناصرة للمرأة، وكذلك للرجل الذي يقف إلى جانب المرأة. عملها يتمثل بجلسات توعية، وإدارة حالة. ورداً على سؤال حول أكثر أشكال العنف التي لاحظتها خلال عملها لمدة عام بالمركز واستقبال الآلاف في جلسات التوعية والحوار، أشارت إلى ارتفاع نسبة عنف الشريك الحميم، الزوج، إما عنف لفظي، أوعنف جسدي بالضرب، أو منع المرأة من العمل خارج المنزل. لتأتي المعالجة إما بإحالة نفسية ومعالجة سلوكية بإدارة الحالة أو تحويل إلى الخدمة القانونية لتخديمها قانونياً مع ملاحظة قضايا أفرزتها الأزمة ومنها تجديد الهوية، أو تثبيت الزواج أو الأولاد بالمحكمة، وذلك بالتشبيك مع الأمانة السورية لتقديم خدمات قانونية.
من سنة لأخرى مع الاستمرار بالعمل هناك قضايا تظهر ولتحليل الواقع الذي تعيشه المرأة السورية بحاجة إلى عينة كبيرة لرصده. لكن مهمتنا وعملنا هو التركيز على رفع الوعي، وتغيير المعتقد وعادات وتقاليد بالية ومتخلفة.
ولاحظت د. اختيار الاندماج بين المجتمع المحلي والوافد وأكدت أن باب مكتبها في المركز مفتوح لاستقبال أي استشارة، أو إدارة حالة، أو جلسة توعية إن كان للسيدات أو للرجال.
هدى مستفيدة من منحة من دير مار يعقوب بعام 2017 تتعلق بمعدات لإنتاج الحلويات ( عجانة، فرن، جرة غاز) ساعدتها للانطلاق بالعمل وتأسيس معمل صغير في سقوبين مع المساعدة بأسلوب الإعلان والتسويق لمنتجاتها من خلال دورة في مركز الدير، وحققت الاكتفاء الذاتي ودون خسائر.
أم وسيم صنعت الفطائر على أرض الملعب ووزعتها للحضور، من السيدات اللواتي استفدن من منح الدير بمنحة (طاولة، فرن، عجانة) استأجرت محل لإنتاج الفطائر في سقوبين والإقبال جيد لتسويق منتجها، وأكدت اهتمام ومتابعة الإشراف من الدير منذ 2016، نجاحها بعملها ساعدها لترميم منزلها.
من المشاركين بالفعالية الأستاذ أحمد مع زوجته تحدث بعد 30 سنة زواج ناجح عن علاقة جيدة حكمها الحوار والمشاركة والتكامل لافتاً إلى أن المرأة تقاسم الرجل هموم الحياة، والمرأة مرآة الرجل، فكل رجل زوجته هي نفسه الثانية تعكس أحاسيسه، وعنوان السعادة داخل المنزل لا خارجه، وهومن مناصري حقوق المرأة ويترجم الكلام عملياً لا شعارات خصوصاً التي تعمل داخل المنزل وخارجه وهي تتفوق بقدرتها هذه بتحمل الضغوط وتأدية الواجبات أكثر من الرجل بتعب مضاعف تمنى أن يكون عام خير وسعادة على نساء سورية.
تحدثت ندى برهوم مسؤولة ومنسقة الأنشطة للفعالية عن التحضير من خلال إعداد محاور تتعلق بالمرأة، محاور حياتها، حقوقها، ومعاناتها، وتم تقسيم المحاور إلى محطات، وكل محطة تعكس أحد الجوانب السابقة، إما بلعبة أو نقاش وتم تنفيذ المحطات بوجود ثماني طاولات تحلّقت حولها سيدات للحوار والنقاش بوجود ميسّر من المركز لإدارة النقاش والحوار، ثم يتم الدوران لمشاركة الجميع بالمحطات كافة.
الحوار والنقاش كان يعكس ثقافة ومعرفة وخبرة السيدات وتأثير البيئة، بالإضافة إلى دور دورات التوعية في رفع الوعي لدور المرأة، وطرح أسئلة قد لا تتوقف عندها المرأة بزحمة انشغالها بالأسرة والعمل. منها سؤال استوقفني وهو: هل الطفل سجن المرأة العاطفي؟ لتأتي الأجوبة، نعم ابني يقيّدني.
فيما هناك آراء بأن الولد مرحلة بحياة المرأة، الابن لا يقيد هو مكمل ومرحلة بحياة المرأة، عندما يكبر سيتزوج ويتركها ويمشي لحياته الخاصة.
لكن من باب الواقع ومع ضحكة، قلت لها مستحيل في مجتمعنا ومن باب الحلم وجود امرأة وأم لا تتابع ابنها في مجتمعنا ومهما حصل وبكل التفاصيل ومهما كبر. ورداً على سؤال حول العمل بروح الفريق، وما لاحظته من نشاط وتنسيق لثلاثين شاباً وشابة؟
أوضحت برهوم: أي شخص في مركز دير مار يعقوب، لا يعمل ضمن نطاق جامد، أو مكانك راوح، أو على مبدأ دمى متحركة والنشاط نفسه، بل يعمل على الخبرات الموجودة التي تتجدّد بالدورات المستمرة والاجتماعات الدورية، وتسليط الضوء على نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتجاوزها.
ورئيسة المركز نسرين نهري لا تقولب الفريق، لكنها تعطي مساحة حرية كافية للإبداع مع ثقة لتحفيز الفريق لتقديم أفضل ما عنده، وتدعم معنوياً بطرق غير مباشرة، علماً أن ندى برهوم كانت رئيسة اللجنة التنظيمية لمهرجان (أرسم حلمي) وانتقلت للعمل بالمركز لبرنامج الترميم التعليمي للأطفال المهجرين، ونجحت بالاختبار.

 وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار