حراج اللاذقية.. إجراءات تسابق الحرائق والتعديات

العدد: 9307

7-3-2019

تشكل مساحة الحراج في محافظة اللاذقية 37% من المساحة الإجمالية للمحافظة البالغة (230000) ألف هكتار، منها حوالي (85000) هكتار حراج، والتي تمتد في المناطق الجبلية والوديان ذات الانحدارات الكبيرة ما يعطيها أهمية استثنائية من الناحية البيئية، حيث تلعب الغابات دوراً جوهرياً في صون التنوع الحيوي، وحماية التربة من الانجراف، وحماية المساقط المائية، ودعم تغذية المياه الجوفية، والتخفيف من السيول والانجراف، إضافة لأهميتها السياحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
مازن صقور معاون رئيس دائرة حراج اللاذقية أشار إلى الأنواع الحراجية في اللاذقية (مخروطيات، وغابات عريضات الأوراق) حيث تتركز المساحات الأكبر من المخروطيات (صنوبر) في القسم الشمالي من المحافظة (ربيعة القسطل)، بينما تمتاز الجهة الشرقية والجنوبية من المحافظة بسيادة عريضات الأوراق.


التهديد الحقيقي
تعتبر الحرائق التهديد الأكبر للغابات، فقد تلتهم مساحات كبيرة جداً خلال وقت قصير في حال توفر الظروف الجوية المساعدة لانتشار الحرائق من رطوبة متدنية وارتفاع بدرجات الحرارة ورياح شديدة السرعة، الأمر الذي يتطلب جاهزية دائمة من العاملين في مجال إخماد الحرائق، وعليه فإن مديرية زراعة اللاذقية في بداية موسم الحرائق تقوم بإعداد خطة سنوية لإدارة مكافحة حرائق الغابات، تقر ذلك الخطة من قبل السيد محافظ اللاذقية بمشاركة جميع المعنيين في المحافظة من مديرين وممثلي منظمات، وخلال العام الماضي وتحديداً بتاريخ 30/5/2018 تم إقرار خطة إدارة مكافحة حرائق الغابات وتضمنت الخطة وضع آلية للاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة لدى مديرية زراعة اللاذقية بالإضافة إلى الصعوبات والمقترحات.
إجراءات خاصة
اتخذت مديرية الزراعة كل الإجراءات الخاصة بمكافحة الحرائق الحراجية والزراعية لتكون في أتمّ الجاهزية من خلال الإمكانيات المتوفرة والتي أدت إلى:
* وضع خمسة مراكز إطفاء توزعت على (الحفة، القليلة، القرداحة، زاما، بلوران) تحتوي على (34) إطفائية و(3) صهاريج تغذية مع وجود (10) سيارات نقل عمال و(19) جراراً مع مقطورة وفرقة تدخل سريع و(10) أبراج مراقبة، علماً أن جميع الإمكانيات المذكورة هي بحالة فنية جيدة وعلى اتصال مباشر مع غرفة العمليات في مديرية الزراعة الجاهزة على مدار الساعة لاستقبال الاتصالات على الرقم المخصص، والتعامل الفوري مع أي حريق، بالتوازي مع جاهزية الإمكانيات المادية، فإن الكادر البشري العامل في مجال إخماد الحرائق بكامله بحالة استنفار دائم سواء فوج الإطفاء ضمن المراكز أو فرق التدخل السريع المنتشرة على مستوى المحافظة وحتى عمال الأبراج.
صعوبات آنية
تشكل العمالة الموسمية أساس العاملين في إخماد الحرائق بالرغم من صعوبة تأمين هؤلاء العمال نظراً لتدني أجور العمالة الموسمية، الأمر الذي أدى لترك معظم العمال القديمين، وانطلاقاً من مبدأ معرفة المشكلة والعمل على حلها وبخطوة إيجابية كبيرة لحل هذه المشكلة تم عام 2017 تعيين (90) عامل إطفاء بشكل دائم كما تم مؤخراً صدور أسماء (450) عاملاً ممن تقدموا لمسابقة التعيين بصفة عامل إطفاء بموجب عقود سنوية.
إجراءات وقائية للحد من الحرائق
* ترميم الطرق الحراجية وخطوط النار حسب الخطة السنوية المقررة لعام 2018/ والبالغة (2000) كم، نُفذ منها حتى نهاية العام الماضي (1567) كم.
* العمل على شق طرق حراجية في مختلف المناطق الحراجية وحسب أهمية كل موقع.
* دعم مراكز حماية الغابات بأعداد إضافية من العمال الموسميين خلال موسم الذروة، وتشكيل مجموعة من فرق التدخل السريع في المناطق الحراجية ذات الخطورة المرتفعة بالنسبة للحرائق، مهمة هذه الفرق إيقاف الحرائق في حدودها الدنيا من خلال سرعة التدخل، مع العمل على تنظيف جوانب الطرقات العامة وتحت شبكات التوتر الكهربائي من الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال من قبل الشعب الحراجية في المناطق وكذلك تنظيف جوانب المحولات الكهربائية.
* توسيع دائرة المشاركة وذلك من خلال التعميم على كافة العاملين في مديرية الزراعة ومسؤوليتهم الكاملة في حال نشوب أي حريق بالتدخل أو الإبلاغ عنه.
* توزيع الآليات في مواقع الغابات بحيث تنفذ خطة الترميم والشق المقررة إضافة لأفضلية القيام بأعمال الاستصلاح للأراضي الزراعية المجاورة للغابات في فصل الصيف (ذروة حدوث الحرائق) وذلك للاستفادة منها في إخماد أي حريق يحدث في تلك المواقع، وتوضع جداول بأسماء السائقين للآليات الثقيلة مع أرقام هواتفهم لطلبهم للمؤازرة عند حدوث أي حريق في موقع عمل أي آلية هندسية، مع توزيع سيارات الإطفاء لدى المديرية على المواقع الحراجية وحسب أهمية كل قطاع، وهناك إجراءات كثيرة منها وضع الجرارات المزودة بمضخات مركبة على مقطورات الإطفاء لاستخدامها كإطفائية مع الفرق الميدانية في بعض المواقع البعيدة والحساسة، مع تزويد فرق الإطفاء بمضخات ظهرية وذلك لاستخدامها في المواقع التي يصعب وصول الآليات إليها ولها فاعلية كبيرة ومجدية في بداية الحريق، إضافة إلى نشر الوعي بأهمية الغابات وحمياتها والمحافظة عليها، والمشاركة بإعادة تحريجها من خلال قيام العاملين في شعبة التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية تنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات واللقاءات مع المنظمات الأهلية والحكومية.
التعديات
يقوم العاملون في دائرة الحراج بعملهم من خلال شعب مركزية (الحماية، الاستثمار، المحميات) وشعب حراج المناطق (القرداحة، الحفة، جبلة، عين عيدو، ربيعة، قسطل المعاف) وهذه الشعب بدورها تقوم بمتابعة مهامها من خلال المخافر الحراجية الموزعة عل كامل مساحة المحافظة في المواقع الحراجية الأكثر أهمية ويبلغ عدد المخافر (28) منها حالياً (3) خارج الخدمة وهي (البيضاء، عين القنطرة، عين عيدو) ويعمل في هذه المخافر (151) عنصر ضابطة حراجية، مهمتهم الأساسية ضبط التعديات على المواقع الحراجية، وتنظيم الضبوط بحق من يخالف وإحالة الضبوط إلى القضاء.
التحريج والمشاتل
يتم وضع خطة سنوية لإنتاج الغراس الحراجية في المشاتل التابعة لدائرة الحراج (الهنادي، بسمالخ، البلاط، البارد، الجوبة) ومن ثم تحريج بعض المساحات الحراجية المحروقة أو ذات التغطية الضعيفة، وكذلك المواقع المعتدى عليها والصادر بها قرارات نزع اليد، وهناك أرقام تتحدث بذلك علماً أنه خلال الخطط الأخيرة يتم التركيز على بعض الأنواع الحراجية ذات المردود الاقتصادي كالصنوبر الثمري وكذلك الأنواع عريضة الأوراق المقاومة للحرائق كالغار والخرنوب وبعض الأنواع الرحيقية كالروبينيا، وتم إنشاء مشتل للنباتات الطبية والعطرية في بسين التابعة لمنطقة القرداحة كخطوة نوعية بهدف مشاركة المجتمعات المحلية في جمع وإكثار النباتات الطبية والعطرية وتشجيعهم على استخدامها كزراعات بديلة للأنواع المزروعة في مناطقهم كون هذه النباتات ذات قيمة اقتصادية عالية، وهناك أعمال تربية وتنمية من خلال تفريد وتقليم الغابات بهدف المحافظة على الحالة الأوجية للغابة أو الوصول إلى الحالة الأوجية بالإضافة لعمليات تنظيف جوانب الطرق للحد من خطر نشوب الحرائق.

أميرة منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار