بسين «بيت القمر» ترفل بثوب الجمال.. مدرستها الثانوية فوق «نبع ماء» ومياه الشرب ساعة في الأسبوع

العدد: 9307

7-3-2019

يليق بقرية (بسين) الفخر عندما يكون الحديث عن الجمال، فلها النصيب الأكبر منه، وهي المتوضعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة القرداحة على بعد10 كم عنها، وعلى ارتفاع نحو 700 متر عن سطح البحر ومعنى اسم بسين يعود إلى عدة عصور حسب اللغة الآرامية ويعني (بيت القمر) وفيها من المقومات الطبيعية كالموقع والمناخ والغابات الكثيفة المتداخلة مع المنازل والمتدرجة من قمة الجبل إلى أدناه، والطبيعة الجميلة الساحرة, والمناظر الخلابة ما يؤهلها لتكون إحدى قرى الاصطياف الجبلية فيما لو توازت جودة بنيتها التحتية الخدمية مع ما حباها الله به من جمال، وهذا محور موضوعنا والذي حاولنا التعرف عليه من خلال زيارتها ميدانياً واستطلاع آراء بعض أهاليها الكرام.
ساعة.. ويوم واحد في الأسبوع!


السيدة أمينة محمد قالت: قريتنا مخدمة بشبكة المياه منذ زمن طويل, تضخ المياه عبرها من خلال بئر موجود في القرية يوم واحد في الأسبوع ولمدة ساعة واحدة فقط، وبعلم الجميع ساعة واحدة ضخ في الأسبوع لا تكفي لقضاء أي حاجة من حاجات المنزل الكثيرة، علماً أن مؤسسة المياه تقوم بتوزيع مياه بئر قريتنا لعدة قرى مجاورة غير (بسين) منها عوينة الريحان, والقطلبة والباسل والثورة.
وأضافت: إضافة إلى ذلك العديد من الأحياء في القرية لا يستفيد من المياه وذلك بسبب تضاريس القرية الجبلية منها: حي عين جمين، والجزء الغربي من حي بيت سالم، بالإضافة لقسم من حي بيت حمودي مع العلم أن الغالبية العظمى من أهل القرية مشتركين ولديهم عدادات.
وقالت: يكمن الحل في حفر بئر ثانٍ لتعزيز قدرة الضخ حيث إن المؤسسة حددت مكاناً لحفر البئر الثاني ولكن إلى الآن لم تتم المباشرة فيه أو تفعيل خط السن الملاصق تمديده لمشروع البئر الذي نشرب منه، كذلك نتمنى العمل على إقامة سدات مياه في المنطقة يتم من خلالها حجز مياه الأمطار الكثيرة ومياه الأنهار والسواقي التي تذهب هدراً واستعمالها للأغراض الزراعية أو المنزلية، وهي أيضاً تساهم فيما لو نفذت في الحد من حاجة القرية والقرى المجاورة الشديدة للمياه.
شبكة كهرباء عمرها 30 عاماً
* السيد يوسف خلوف تحدث عن واقع الطرق السيئ قائلاً: غالبية طرق القرية الفرعية والرئيسية محفرة وبحاجة للصيانة والتعبيد بالإضافة إلى حاجة القرية إلى الطرق الزراعية وخطوط النار وخاصة إنها مليئة بالصنوبريات والغابات تحيط بها من كل الاتجاهات.
وذكر مثلاً على الطرق الزراعية الطريق الواصل من جانب المشتل الزراعي في القرية وصولاً إلى طريق البقعة بطول حوالي 2 كم وتخدم الكثير من أراضي القرية ومنازلها، كذلك طريق من جانب بيت أسعد حمود وصولاً إلى الطريق العام جانب الجسر على ساقية الغميقة، كذلك حي جمين بحاجة لشقّ طريق زراعية وتعبيدها ويستطيع الأهالي من خلالها تنفيذ بعض المشاريع كالمداجن أو مزارع الأبقار…
كذلك أشار إلى وضع الكهرباء في القرية حيث تعاني بعض الأحياء من ضعف في الكهرباء وتحتاج إلى خزان جديد يخدم حي الصفا والبقعة وجمين وقد تمت المطالبة برفد القرية بخزان كهرباء وتم وعدنا وإلى الآن لم يركب.
بالإضافة لذلك ضرورة تأهيل شبكة الكهرباء وصيانة الأسلاك القديمة أو استبدالها وخاصة إنها من بداية وضعها في الخدمة منذ ثلاثين عاماً لم تتبدل.

مواصلات غائبة بعد الظهر
السيد عبد اللطيف حسن رئيس الجمعية الفلاحية في بسين قال: كنا في البداية نعتمد على زراعة التبغ ولكن في الحقيقة قل الاعتماد عليه كثيراً بسبب قلة الأيدي العاملة حيث إن أغلب شباب القرية يخدمون بالجيش والسبب الثاني غلاء مستلزمات هذه الزراعة من أسمدة وأدوية وحراثة وساعة الحراثة على الجرار بـ 5000 ليرة سورية كل هذه الأسباب منعت الفلاحين من استثمار أراضيهم وجعلتهم يعتمدون على زراعة الأشجار كالزيتون والأشجار المثمرة الأخرى كاللوزيات والتين وأشار أيضاً السيد عبد اللطيف إلى مشكلة قلة المواصلات وخاصة بعد الثالثة ظهراً مما يترتب على الموظفين وطلاب الجامعة أعباء مادية أخرى تضاف إلى أعبائهم وخاصة إن أجرة السيارة الخاصة من القرداحة إلى بسين يتراوح ما بين 1200 و1500 ليرة، وخاصة أنه لا يخلو بيت من بيوت القرية من طالبين على الأقل في الجامعة ما يحرمهم من محاضراتهم المسائية أو يكبدهم الأعباء المادية الكثيرة.
ولذلك نطالب إلزام السائقين بالمناوبة بشكل يومي ودوري إلى وقت انصراف طلاب الجامعة وتأمين عودتهم إلى منازلهم وأشار أيضاً إلى الهواتف الأرضية في القرية قائلاً: إن قرية بسين تتبع لمقسم بكراما, وإن الخدمات تقدم بشكل جيد وتتم صيانة الأعطال مباشرة.
الابتدائية (تمام) والثانوية فوق (نبع ماء)!
السيدة وعد جمعة مديرة مدرسة الشهيد عيد خلوف الابتدائية قالت: تضم المدرسة 50 تلميذاً من الصف الأول للسادس والكادر التدريسي مكتمل ومميز، ولا يوجد أيّ نقص في المدرسة، ويتم التعاون مع المجمّع التربوي بالقرداحة والموجهين المشرفين على المدرسة لإزالة أي عقبة قد نعاني منها، ولدى سؤالنا عن ساحة المدرسة الصغيرة أجابت: بأن العقار صغير ولا توجد إمكانية لتوسيع الساحة أكثر من ذلك.
السيد عادل فاضل مدير ثانوية بسين (الشهيد علي صقر مهنا) قال: بعد أن نقلنا له شكاوى العديد من الأهالي حول حاجة المدرسة للصيانة وخاصة الحمامات فيها أجابنا: يبلغ عدد طلاب الثانوية 200 طالب وطالبة، وفيها شعبتان للعلمي والأدبي حيث أحدثت مديرية التربية شعبة العلمي فيها منذ ثلاث سنوات رحمة بطلابنا الذين يدرسون في الفرع العلمي، ورأفة بأوضاعهم حيث كانوا يذهبون مسافات لمدارس بعيدة ويتكبدون العناء الشديد لإكمال دراستهم العلمية.
وأضاف الكادر التدريسي مكتمل منذ بداية العام، ومديرية التربية مشكورة تولي هذا الجانب كل الاهتمام، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن بالبناء القديم للمدرسة وبموقعها غير المناسب، حيث بنيت على نبع ماء, وهو ما أدى عبر مرور السنين إلى تشقق الأرضيات وبعض الجدران، وفي العام الماضي بدأت مديرية التربية بصيانة المدرسة ولكن المتعهد توفي في بداية العمل وتوقفت أعمال الصيانة بعدها، حتى أننا قمنا مع بعضنا نحن المدرسين بصيانة نوافذ المدرسة على حسابنا الشخصي منذ بداية هذا الشتاء حرصاً على أبنائنا الطلبة، وبالنسبة للحمامات نعاني الأمرين منها فهي مجرد هيكل بناء سيئ جداً خارج الخدمة وبعيد عن المدرسة، وقدمنا الكثير من الطلبات لصيانتها إلا أن المتعهد الذي يطلع على واقعها لصيانتها يرد علينا مباشرة بأنها مكلفة ولا توجد موازنة لصيانتها، وأشار أيضاً الأستاذ عبد اللطيف ونوس أمين سر حاسوب في المدرسة: بأنه زار المدرسة أكثر من مدير تربية سابق وجميعهم وعدَّوا بالصيانة ومازلنا ننتظر وقال أيضاً إنّ أغلبية الحواسيب في المدرسة ذات مواصفات قديمة لا تتناسب مع المناهج الحديثة والمطورة من حيث الذواكر والمعالج وبحاجة للاستبدال.
وذكر الأستاذ عبد الرزاق يوسف موجه الثانوية لحاجة المدرسة لمظلة مطرية تقي الطلاب أمطار الشتاء وحر الصيف، على الأقل مكان اصطفاف الطلاب حيث يصطفون تحت الأمطار، أشار أيضاً إلى حاجة المدرسة إلى موجه ثانٍ للمساعدة في ضبط الطلاب حيث إن كل هذا العدد من التلاميذ يحتاج إلى أكثر من موجه.
الصرف يغطي 85%
السيد حكمت أحمد رئيس البلدية قال: أحدثت البلدية في بسين عام 1992 وتخدم 5786 نسمة موزعين على قرى بسين، عوينة الريحان، الباسل، وتبلغ موازنة البلدية لهذا العام ثلاثة ملايين ليرة سورية وعن المخططات التنظيمية لقرى البلدية أجاب: تبلغ مساحة المخطط التنظيمي لقرية بسين 100 هكتار، وهو مصدق منذ العام 1999، أما المخطط التنظيمي لقرية عوينة الريحان فهو قيد التصديق بمساحة 110 هكتارات، بينما لا يوجد مخطط لقرية الباسل علماً إنه يتم مسحها طبوغرافياً وحالياً المخطط التنظيمي فيها قيد الدراسة.
أما بالنسبة للصرف الصحي: قرية بسين مخدّمة بالصرف الصحي بنسبة 85% باستثناء حي بيت حمودي والذي تمت دراسة مشروع الصرف الصحي فيه من قبل الخدمات الفنية وقد وجه السيد المحافظ مشكوراً لاعتماده في خطة 2019 للخدمات الفنية والدراسة بكلفة 56 مليون ليرة سورية وذلك كون الحي يحتاج إلى محور خاص بطول 2000 متر وهذه الدراسة تخدم مجموعة كبيرة من الأهالي في الحي، مشيراً إلى أن الشبكة في القرية على قدمها مازالت جيدة ونقوم بالصيانات الضرورية دائماً.
أما في قرية عوينة الريحان فيوجد فيها صرف صحي بطول 3 كم يخدم كل المنازل الواقعة فوق الطريق وغالبية القرية باستثناء عدد قليل من البيوت التي تقع تحت الطريق بسبب صعوبة تخديمها وحاجتها لمنسوب خاص بها، وقرية الباسل مخدمة بالكامل منذ العام 2000 مع الإشارة إلى أن مصبّات الصرف جميعها في محور بكراما حيث محطة المعالجة.
أما بالنسبة للطرق فقد ذكر السيد رئيس البلدية بأن غالبية الطرق في القرية بحاجة للصيانة، وقد تمّت دراسة مشروع طرق بقيمة 31 مليون ليرة يخدم ذوي الشهداء والجرحى ضمن قطاع البلدية، وتم إرسالها إلى وزارة الإدارة المحلية بتوجيه من السيد المحافظ لتقديم إعانة لتنفيذ هذا المشروع، أما بالنسبة لترحيل القمامة فقد ذكر السيد أحمد بأن البلدية تملك سيارة ضاغطة وشحناً قلاّباً لترحيل القمامة، وقد قامت بتوزيع 50 حاوية قمامة في قرى البلدية، ويتم الترحيل بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع، مشيراً بأنه تم تأجير القلاب للقطاع الخاص ضمن الشروط النظامية والقانونية لتأمين عائد للبلدية.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار