الوحدة 4-2-2021
لن تمطر السماء لا ذهباً ولا فضة, وحتى الشعب الذي فتح فاه لعنقود الدوالي اقتنع أخيراً أن المسألة بحاجة إلى(نطّة) فوثب قبل أن يقتله الجوع!
على مدار السنة (يرشّنا) الفيس بوك وعوداً بزيادة الرواتب وترشنا الحكومة مثلها فيما يخص تحسين مستوى المعيشة, والفرق بين الاثنين أن الفيس بوك ليس مضطراً لتدعيم وعوده بأي ثوابت, فهو مجرد (فيس بوك) يحق لك أن تجعل فيه اللبن من المشتقات النفطية, أما حين يتعلق الأمر بأيّ وعد حكومي فمن واجب السلطة التنفيذية هنا أن تقول لنا على أي أسس اعتمدت, وما هي الإجراءات التي أُقرت, وما هي الخطوات التي أُنجزت, وبالنهاية ما هي الآثار الإيجابية التي أُحدثت, وما عدا ذلك لا يخرج عن كونه (ثرثرة على التنور) أيام زمان!
في حالة الترقب التي نعيشها لا نريد أن نصنّف الوعود الحكومية تحت بند الـ (لا مسؤولة), ومن الطبيعي أن تراجع بيانها الذي نالت على أساسه ثقة مجلس الشعب, وعلى الأخير أن يراجع نفسه أيضاً, أو على الأقل أن يكون أكثر صرامة في مراقبة العمل الحكومي, ونخصّ منه ما يتعلق بلقمة عيش المواطن, والتي لا تخرج عن (الأساسيات), وبإمكاننا كمواطنين أن نعتبر (الفروج) على سبيل المثال من الكماليات, وأن يكون سقف (ملذاتنا الشخصية) حليباً وبيضاً وخبزاً شهياً, حتى إن شئتم, شطبنا السردين من مفردات المواطن المقهور على نفسه وعلى أبنائه!
إذا ما حصرنا هذا الحديث المقتضب بـ (المواطن الموظف), فإننا نكرر هنا ما اقترحناه سابقاً, وملخصه أنه في كل ساحة عمل للقطاع العام يوجد ما نسبته (50%) تقريباً من الموظفين الذين لا عمل لهم, أو الذين يمكن الاستغناء عن خدماتهم, وخاصة في هذه الظروف التي تراجع فيها العمل إلى ما هو أكثر من النسبة السابقة, وقبل أن يُساء الفهم, نوضّح أننا لا ندعو إلى فك الارتباط مع أي موظف, ولكن بإمكاننا أن نخيّر أي موظف, وخاصة ممن تجاوز الـ 50 من العمر, أو ممن يعانون من أمراض بين عدم الحضور والالتزام بالدوام مقابل الاكتفاء بالراتب دون أي تعويضات أو مزايا عليه, وبين التزامه وتعهده بالإنتاج الحقيقي مع الاستمرار بهذه المزايا..
يمكننا كجهات عامة أن نوفّر الكثير على الخزينة العامة, وبذات الوقت نوفّر على الموظف عناء وكلفة المواصلات على سبيل المثال مقابل توقيف التعويض العائلي مثلاً..
إراحة كاهل القطاع العام خطوة أولى على طريق إصلاحه, والمقترح السابق يمكن تجربته, أو ربطه بالظروف الحالية, وينتهي العمل به فور انتهاء الظروف الحالية!
احسبوها (صح), وما قد نوفره من تقليص الالتزام الوظيفي يمكن توظيفه في تحفيز من يؤدي عملاً حقيقياً منتجاً….
غانم محمد