التحديثات الثقافية العربية في عصر الليبرالية الجديدة

الوحدة: 24-1-2021

 

 

 

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (التحديثات الثقافية العربية في عصر الليبرالية الجديدة) ألقاها الباحث والدكتور سومر صالح وقال فيها:

التحديات الثقافية في عصر الليبرالية الجديدة من حيث المبدأ ليست وليدة هذا العصر كليّاً ولكنها تفاقمت مع عصر النيوليبرالية ووجدت إرهاصاتها الأولى منذ ما يقارب القرنين أي منذ الاحتكاك الأول مع المستعمر الغربي إبان حملة نابليون بونابرت والتي أدت إلى ظهور إشكاليات ثقافية كبيرة وتحديات مجتمعية، وظهر ما يسمى  آنذاك بالتأخر التاريخي بالمعنى الزمني والعلمي والتقني والمعرفي، لتبدأ بعدها محاولات لترميم هذه الفجوة المعرفية مع الآخر، فنشأ لدينا تياران: تيار ذهب باتجاه التغريب، وآخر باتجاه التراث، وتعامل معه بطريقة معيارية وبطريقة تقديسية، فظهر تضاد ثقافي حداثي سلفي أدى بطريقة أو بأخرى إلى تفاقم المشكلة الثقافية التي هي مشكلة في المصطلح بدايةً، وفي الوعي وبنية العقل ثانياً، بالإضافة إلى أنها مشكلة في التأخر التاريخي ثالثاً، وليس آخراً، وأيضاً هناك التحديات التي نشأت لاحقاً ومنها مفهوم العلمانية الذي اتهم بالإلحاد، كما تحدث عن التحديات الثقافية التي نشأت لاحقاً لليبرالية المعاصرة الجديدة التي تحمل أي الليبرالية المعاصرة مضامين النسبية الأخلاقية والترويج للتسليع، فهي تتعامل مع الإنسان كسلعة، ومع الأخلاق كذلك، مما أدى إلى تفاقم المشكلة والتحديات الثقافية التي تعيشها الثقافة العربية، وانتقل بعدها للحديث عن كيفية مواجهة هذه النسبية الأخلاقية، وكيف نتغلب على المفاهيم الوافدة إلى ثقافتنا العربية، كما نوّه إلى أسباب المشكلة الثقافية، وكيفية الخروج منها، وأكد أن أحد الأسباب هو نشوء نمط من التضاد المعرفي بين تيارين في الثقافة العربية، وهذا التضاد كان يحتاج إلى حسم معرفي للتغلب على هذه المشكلة، أما إذا استمر الجدل فلن نصل إلى ردم الفجوة مع  الآخر، أيضاً نحتاج إلى تفعيل أحد أهم المكونات الثقافية الغائبة وهو المكون الإبداعي المعرفي (الإنتاج العلمي المعرفي) فالثقافة العربية هي مجموع مكون من مكون تعبيري ومكون قيمي ومكون معرفي، وهناك خلل لأننا متأخرون معرفياً عن الآخر في العلوم، وهنا أقصد ( الرياضيات، الفيزياء والكيمياء…) فالثقافة ليست عبارة عن شعر وأدب ونثر  وقصة وراوية، رغم أصالتها في هذه الثقافة، بل هناك مكون معرفي، أيضاً أكد على نقطة أساسية وهي طرح المشكلات بجرأة، فنحن نحتاج إلى طرح عميق وحوار مع كل الأطراف حتى نصل إلى تثبيت المصطلحات والمفاهيم وكيف نتغلب عليها، والأهم من ذلك هو إعادة ترميم العقل العربي (كيفية التفكير وأدواته) الذي عانى الكثير في فترة الانحطاط العثماني حيث أدى إلى إضعاف بنية العقل العربي أي البيئة التي يفكر بها فأربعمئة سنة من محاولات التتريك والتجهيل أدت إلى إضعاف هذه البنية لذلك نحتاج أدوات تفكير هذا العقل وتطويره، وعن التحديات القادمة قال اليوم لدينا تحديات في عصر الليبرالية الجديدة ولدينا تحديات مقبلة في العصر الرقمي القادم حيث ستعاني الثقافة العربية من إشكاليات في العصر التقني القائم، ومنذ اليوم نرى مشكلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال المفاهيم الجديدة للتواصل الاجتماعي والأمور التقنية وعلى سبيل المثال فإن العصر القادم هو عصر الذكاء الاصطناعي، فأين نحن معرفياً من الذكاء الاصطناعي، وهل ستتفاقم لدينا مشكلة التأخر التاريخي لذلك نحن بحاجة لمضاعفة الجهود في العصر القادم.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار