الوحدة: 24-1-2021
الأديبة فاديا قراجة استطاعت بجرأتها أن ترسم الواقع وفق الصورة التي تراها ملائمة لطموحاتها، وأن تتمرد على الكثير من القضايا الاجتماعية المتعلقة بالمرأة عامة، وكل ذلك بأسلوب شيق مبني على إيصال رسالتها إلى مجتمعها، وترى أن اللغة هي الحامل الأول والأهم لهواجسها، تقول: (مذ بدأتُ بخط أول حرف في القصة، كيف يمكن أن أشبّه علاقتي بالوجود من حولي دون لغتي الخاصة، يقال إن المبدع يسافر باللغة، لكن في الحقيقة هي تسافر بي من خلال ما أقرأ وما أكتب).
وعن شغفها بالكتابة تضيف: كانت الكتابة هاجسي منذ الطفولة، وكبر الهاجس وأصبح حقيقة، مرت كتابتي بمراحل طفولية، حيث كان الحرف طفلاً يحب حكايات الساحرات ويغفو على هدهدة سرير الكلمات، ثم مر بفترة مراهقة يتقلب على نار الشوق، وتكرره اللهفة والحب، لكنه عندما امتلك ناصية الحرف وعقد صداقة متينة معه أصبح أنا، وكنتُ هو.
الكتابة عندما تصبح هدفاً ورسالة لا بد أن تصيب الهدف، وتصل رسائلها، لهذا أقول وأكرر لا حقيقة إلا نار الكتابة، التي تشوى في نار مقدسة.
وعن مطالعاتها تتابع: بدأتُ القراءة في طفولتي عبر مجلة أسامة، التي كانت تعني لي الكثير، وعندما أدمنتُ القراءة ونضجت فكرة الأدب، كنتُ أتأثر بكل كتاب، لكن هناك مجموعة أسماء سحرتني، أولها زكريا تامر، وتشيخوف، وجنكيز ايتماتوف، وكانت العائلة التي شهدت ولادة كاتبة تحتفي بي، وتشد على يدي.
وعن الأدب النسائي تقول: مصطلح أدب نسائي أنا أرفضه، يشبه مصطلح عدو المرأة الذي اتخذه بعض الأدباء ربما ليحتمي به من المجتمع، إن تجنيس الأدب لا يضيف للمبدع أي ميزة، بل يقلل من قيمته، ويحصره في بوتقة واحدة، وإذا بحثت عن (الأدب النسائي كما يحلو للبعض تسميته) سنجد كاتبة يستهويها دور الشهيدة فتبدأ بإدانة الرجل وتحذير النساء منه، وكاتبة تعيد وتكرر تجربتها الشخصية في مجمل أدبها، أو ما يسمى تجربتها الأدبية، لذلك لا يوجد أدب نسائي أو أدب ذكوري، يوجد إبداع، بعيداً عن هذه المصطلحات التي تصنف المرأة، وتحصرها به.
وعن أعمالها تضيف: في القصة لي مجموعة من الأعمال منها: (مساحة للحياة)، (رغبات بيضاء)، (أهل المغارة)، وهناك رواية هي تحت الطبع الآن بعنوان: (مرج الزهور).
د. رفيف هلال