السياحة والنزهات السياحية لا تنام أو تتوقّف، هي فقط تصيبها قيلولة شتوية بسيطة لا تخلوا من الضيوف والمارّة، هناك قناعة شبه جامعة بأن السياحة وتحديداً الشاطئية وُجدت للصيف فقط وبعض أيام الربيع، لكن أيضاً هناك من تحلو له السياحة في الشتاء، سياحة شاطئية بحتة مستلزماتها وأدواتها متوفّرة وبخدمات مميّزة تضاهي مثيلاتها على هذا البحر الأبيض، رأس البسيط ووادي قنديل هما عقر دارها الشعبي الرحب، هنا يستمتع الجميع على وقع شواطئ رملية تحتضنها جبال خلابة ساحرة، في البسيط كل الأسس الداعمة قائمة، عبر الفندق الراقي والشاليهات الموزّعة على جوانبه ببراعة، وخدمات مميزة يُشرف عليها كادر متخصّص تابع لدور الراحة العمّالية في منطقة البسيط السياحية والشاليهات الخاصّة الأخرى، كذلك الأمر بوادي قنديل عبر أكواخه ومنتجعاته، هو أرضية خِصبة لاستقطاب هواة المطارح الممزوجة بعبق الطبيعة، حيث الشاليهات الخشبية ودُورها الموزّعة على كتف ذلك البحر تحاكي زرقة المياه النظيفة.
وهناك إجماع من ذوي الشأن بأن السياحة الشاطئية الشتوية بوضع مقبول نوعاً ما، وهي في تزايد مضطرد كل موسم عمّا قبله بسبب عودة الروح إلى بلادنا الجريحة وتنفّس الصعداء بأغلب الجغرافية، كما أنه بطبيعة الحال هناك ضيوف وسكان مؤقتون يشغلون المنطقة ساهموا في تعزيز التجمّعات السياحية وأضافوا نكهة خاصة للمنطقة من خلال فنونهم في تقديم الطعام والشراب وكيفية صناعته بحرفية عالية وسمعة سياحية خاصّة، عملوا على نشر أذواقهم المنوّعة بصنع الطعام، يدبّون الحياة في الشوارع الرئيسية من خلال تلك الروائح الشهية تدور بين مبانيها المترامية وحدائقها الآمنة، رائحة الخبز والفطائر تعطّر المكان من خلال التنّور الجاثم بأحضان تلك الشاليهات يوزّع روائح الخير والبقاء بين أرجاء تلك الأبنية إلى جانب ما تشتهر به المرأة السورية من فنون الطبخ والطعام والعودة إلى أدوات الماضي البسيط بصدقه وصفائه.