الوحدة : 12-11-2021
أيها المسافر، وقد أزف الموعد ترفع على كاهلك هموم أيامنا.. تحمل أمتعتنا وقد بليت بفعل ملوحة الدمع المنسكب عليها من عيون أمهات وزوجات وحبيبات ثكالى
وترحل.. قف تريث قليلاً… تمهل… اترك ثمالتك في قعر كأسك أثراً طيباً.
يا راحل.. قد هجرتنا طيور الفرح.. لم ترف على بيادرنا عصافير الدوري.. والشوك، نبت الشوك، ما دمت فينا، فهل لنا إلى السعد سبيل؟
نحن أبناء الحياة.. أتعبتنا سطوتك، تعبنا، هددتنا بكوارثك، هدنا الألم.. زدت في دفاترنا أوجاعك.. ارحل.. بلا زعل.. ارحل بلا وجل ولا خجل.. عسى أن نرتجي
من غيرك فائض الأمل..
×××
احتشدنا، كما الأيام… نحن وأعمارنا، كما الأوهام.. لحظاتنا تركض متسارعة
وكذا ثوانينا.. لا تستوقفها عقارب ساعة حائط بارد.. ببلادة نتسكع في حضن الأحلام
ماذا بمقدور أمانينا أن تفعل؟
كل الأيام تقاسمنا كل الأحلام.. حتى كؤوسنا أترعناها، شربناها.. كيف للحلق يفص بماء.. يختنق بدخان هواء، يمتص، يستاف من عطش الصخر بقايا تراب.. سخونة رمل.. رشفة أمل.. لم تنزل مثل غيث.. أو حتى قطرات ندى.. هربت من قيد ضباب أناء الفجر، مؤجلة حتى ساعة صبح سحر…
نسي الفجر أن يعلنه، كيف.. كيف.. وترى المعكوفة والمخصورة كعلامة ترقيم؟
ينتصب تعجبها أعمدة منقوطة !!!!!!!!
كل الأوجاع تقاسمنا، كل الآلام تناقلنا، حتى كسرات الروح، تشاركنا وتتابعنا…
وتوالت قسمتنا إلى مال لا نهايتها حتى صار الناتج صفراً..
خالد عارف حاج عثمان