مديرية الثقافة في اللاذقية.. جهود جماعية للارتقاء بالواقع الثقافي نحو الأفضل

الوحدة: 10-1-2021

 


 

 

الثقافة دائماً هي الحاجة العليا للمجتمع كي ينمو ويزدهر, وعبر سنوات طويلة تبين لنا الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة في المجتمع, وأثرها في رقي الشعوب، ولأن رسالة الفنون والآداب رسالة سامية هدفها الإنسان أولاً وأخيراً، فإنها – كانت وما زالت- بقعة الضوء التي نطل من خلالها لنرى نور المعرفة من خلال ما تقدمه من محاضرات وندوات وأمسيات وكل أنواع وأصناف الثقافة على اختلاف أنواعها. ورغم الظروف التي تركت آثارها على كافة مناحي الحياة وآخرها وباء كورونا، فإن المراكز الثقافية- على امتداد جغرافية وطننا الحبيب سورية– أخذت على عاتقها العمل بكافة طاقاتها وإمكانياتها من أجل نشر المعرفة والثقافة وتشجيع المواهب الجديدة بالوقوف إلى جانبهم ودعمهم من خلال أنشطتها وفعالياتها الفنية والأدبية التي تعد دليل عافية في مجتمعنا، وحول مسيرة العمل الثقافي ودوره في رفد المجتمع بكل ما هو جديد ومفيد، التقت (جريدة الوحدة) مع الأستاذ مجد صارم مدير الثقافة باللاذقية وكان لنا معه الحوار الآتي:

– بعد عام من الجهود والنشاطات المميزة، بحسب رأيكم، ما هو الدور الملقى على عاتق المراكز الثقافية، وماذا تقدم للمجتمع؟

 

بداية أود أن أشكر فريق العمل في مديرية الثقافة والمراكز الثقافية التابعة لها لجهودهم المبذولة خلال العام المنصرم وخاصة أنه للمراكز الثقافية دور هام وحيوي في بناء المجتمعات واحتضان فعالياتها ومبدعيها بالإضافة إلى صقل مواهب اليافعين والأطفال وإيلاءهم الرعاية الكاملة، وقد حمل بين طياته الكثير من المتغيرات في العمل، وأقصد هنا (على الصعيد الصحي وباء كورونا) حيث إن هذه المراكز قد فتحت أبوابها للزوار، وقدمت مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية، بالإضافة إلى خدماتها في مجال الدورات التعليمية المختلفة، للمكتبات العامة، في ظل إجراءات احترازية مكثفة للحد من انتشار كورونا.

– من خلال النشاطات المتعددة، ما هو تقييمكم لأداء مديرية الثقافة خلال العام المنصرم؟

مديرية الثقافة تقوم بمجموعة من النشاطات والفعاليات في مراكزها الثقافية وفق خطة موضوعة بالتنسيق مع وزارة الثقافة، والغاية من هذه الخطة هو تلبية حاجات المثقفين ورواد المراكز الثقافية، لتكون شاملة لكل ألوان الطيف الثقافي (مسرح، سينما، معرض كتاب، موسيقى … إلخ) ونعتبر أن تقييم الأداء يكون من خلال الجمهور الذي يتابع هذه الأنشطة والفعاليات، ويرتاد هذه المراكز، وهي الغاية التي نعمل من أجلها، ونحن نلتمس رأي الجمهور من خلال متابعته لأنشطتنا الثقافية المختلفة.

– برأيك، أي نوع من النشاطات تلاقي إقبالاً، وحضوراً مميزاً أكثر من غيرها وتستقطب جمهوراً أكثر؟

لعل أهم الأنشطة التي تحقق إقبالاً جماهيرياً هي تلك التي تقدم أشياء مختلفة وجديدة عن الأنشطة الثقافية الاعتيادية, مثال على ذلك: مجموعة من الحفلات الموسيقية والمسرحية, التي قدمت من خارج محافظة اللاذقية كمسرحية (إعدام) للمخرج زيناتي قدسية، مسرح (خيال الظل) الذي قدم لأول مرة على مسارح المراكز الثقافية في اللاذقية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، جوقة (قوس قزح)، (أمسية أوبرالية) بالإضافة إلى استضافة أكثر من عشرين فناناً تشكيلياً, والمبادرات الشبابية التي تم احتضانها وإعطاؤها فرصة لتقدم أعمالها على مسارح المراكز الثقافية، وهذه الأنشطة كان لها الدور الفعال في استقطاب جمهور الشباب أكثر من غيرها.

– في ظل وباء كورونا، ما هي الإجراءات المتبعة من قبلكم، وهل أثرت على حركة النشاطات؟

بالتأكيد كان لوباء كورونا تأثير كبير على نشاطاتنا الثقافية، ولكن حاولنا أن نكون على تواصل دائم مع جمهورنا الثقافي من خلال البث المباشر لهذه الأنشطة على منصات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواع هذه الأنشطة، لكي نبقى قريبين وعلى تواصل دائم ولكي ننقل هذه الحركة الثقافية إلى داخل بيوت الجمهور الثقافي الذي نعتز ونفتخر به. بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية من تباعد مكاني وتعقيم والتقليل من نسبة الحضور لتصل إلى 50% من عدد المقاعد في الصالة.

– حبذا لو قدمتم لنا موجزاً لأهم النشاطات التي قامت بها مديرية الثقافة خلال العام الماضي؟

كانت النشاطات غنية ومتنوعة ومن أهمها: ملتقى حنا مينة للإبداع الروائي، ملتقى محمود عجان للموسيقى، مهرجان اللاذقية للتراث، أيام الثقافة السورية تحت عنوان (ثقافتي هويتي)، مسابقة سنوية للأطفال تقيمها وزارة الثقافة في مجالات القصة، الشعر، الرسم، التصوير الضوئي والخط العربي، وهي موجهة إلى كافة شرائح الأطفال من بينها ذوي الاحتياجات الخاصة وأبناء الشهداء، كورال حنين، ملتقى زكريا الشريقي للفن التشكيلي، كورال الراعي الصالح،  مبادرة (أرضي ذهب) التي أقامها الفريق الثقافي لبناء مهارات الحياة، من خلال المشاركة بحملات التشجير في المحافظة، حيت تم توزيع مجموعة من الإهداءات (إصدارات وزارة الثقافة من الكتب) للأطفال واليافعين الذين ساهموا بحملات التشجير.

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار