تدمر منارة الشرق… في محاضرة بالمركز الثقافي باللاذقية

الوحدة 5-1-2021  

 

أقيمت في المركز الثقافي باللاذقية محاضرة ثقافية للباحث جميل عمر القيم حول (تدمر منارة الشرق) استهلها بالحديث عن الموقع الجغرافي للمدينة حيث تقع في وسط البادية السورية على بعد 160كم من محافظة حمص و240كم من العاصمة دمشق.

يعود الوجود البشري بالمدينة إلى العصر الحجري القديم بدليل العثور على جمجمة عمرها الزمني 450 ألف سنة في منطقة الكوم شمال شرقي تدمر كما وجدت بقايا مستحاثات حيوانية وأدوات فخارية تعود للعصر الحجري الحديث.

وأشار الباحث إلى معنى (تدمر) فهي تعني بالآرامية (تدمرتو) الأعجوبة أو الجميلة وباللاتينية (بالميرا بلاد التمور) ورد ذكرها الأول في القرن العشرين قبل الميلاد في منطقة كبادوكيا وذكرها الثاني في أرشيف ماري على الفرات في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وورد ذكرها الثالث في مسكنة (ايمار) وذكرها الرابع في القرن الحادي عشر قبل الميلاد في حوليات الملك الآشوري تغلات فلاصر.

وتحدث الباحث القيم عن تدمر التي تحولت من قرية تجارية إلى قوة عظمة وعالمية فبعد سقوط البتراء وضمها إلى الامبراطورية الرومانية عام 106م تحول طريق التجارة العالمية نحو تدمر فقد أصبحت عاصمة التجارة العالمية, شكلت نقطة توازن في العالم القديم بين الامبراطورية الفارسية والرومانية فمدينة تدمر لها ميناء على الفرات وآخر على الخليج العربي وميناء على نهر النيل إضافة إلى العديد من المكاتب التجارية في بابل ودلمون وفي اليمن حيث وجدت كتابات تدمرية.

ولعلّ من أهم عوامل الازدهار الاقتصادي لمدينة تدمر وجود المصادر المائية أهمها النبع الكبريتي (آفقا) ويعني بالآرامية البداية أو المخرج.

النبع يقع عند السفح الشرقي لجبل المنطار على بعد 1.5كم للجنوب الغربي من تدمر الجديدة وعلى بعد أمتار للغرب من مدخل تدمر الشام ويمر من فوقه حفر مجرى النهر كقناة صخرية في جوف المنطار وفي نهايتها عدد من الآبار الغلوكلوزية…

وبيّن الباحث أنه وفي عام 1882م اكتشف أحد الباحثين أقدم وثيقة اقتصادية في العالم والتي تعود إلى 137 م, وهي عبارة عن التعرفة الجمركية وحالياً الوثيقة موجودة في أحد المتاحف الأوروبية.

وأكد الباحث بأنّ تدمر تمتعت بالحريات الدينية حيث وجد العديد من الكنائس والمعابد اليونانية والرومانية والتدمرية (بل وجاد) إضافة لتمتعها بالحريات المدنية ،المساواة بالحقوق والواجبات مضيفاً بأن المرأة التدمرية كان لها دور فاعل في الحضارة التدمرية والدليل وجود على أحد المدافن صورة لمرأة تحمل بيدها رمح والأخرى جمل هذا يعني أن المرأة كانت  تاجرة أو مرشدة للقوافل التجارية.

يقول الباحث محمد علي مادون في كتابه ( تفاعلات حضارية على طريق الحرير) التدمريون كانوا إما تجاراً أو ناقلين للسلع والبضائع أو كانوا حماة وحراساً للطرق وتأمين القوافل.

 ونوّه الباحث إلى مجلس الشيوخ والشعب المعني بسن القوانين وتكريم الأشخاص البارزين والمتميزين بالمدينة ويتألف المجلس من رئيس المجلس وأمين السر واثنين من الاراخونت لهم سلطة قضائية وإجرائية إضافة لعشرة أعضاء ممثلين للقبائل هذا يعني أن الحياة الديمقراطية كانت موجودة بالحياة التدمرية .

وتطرق الباحث إلى بعض المظاهر الحضارية التدمرية كمسرح تدمر بني في القرن الثاني الميلادي ويحتوي على منصة بطول 48 متراً ويحتوي الواجهة على عدة محاريب وفي الوسط ربة الفنون يتألف المسرح من ثلاث بوابات من الشرق والغرب والجنوب.

 حمامات زنوبيا وتعود إلى فترة ازدهار المدينة وفيها أعمدة غرينيتية في الواجهة ويتألف الحمام من القسم الحار والدافئ والقسم البارد كما توجد قاعة للمطالعة إذ لعب الحمام درواً ترفيهياً . ويحتوي الحمام على العديد من الخزانات المصنوعة من الأجر ونلحظ في الطريق إلى الحمامات نجد حفرة فيها قناة تدل على شبكة للصرف الصحي تعود إلى القرن الأول ميلادي.

يسرا أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار