الوحدة : 31-12-2020
عدوية كاسر ديوب اسم لمع في عالم الفن وعالم الطفل معاً، هذه الشخصية الودودة الحساسة تركت بصمة كبيرة في مجتمع الأطفال وبين ثنايا العمل التنموي والمجتمعي والتطوعي في سورية حيث شغلت منصب مديرة مكتبة الأطفال العمومية كأول مشروع مكتبة تفاعلي موجه للأطفال يعتمد الكتاب والنشاط والعمل التفاعلي والتنموي مع كامل الأسرة وعلى مدى سنوات طويلة…
جذب هذا العالم النقي عدوية، والذي يحمل بحد ذاته مدرسة يومية عملية وواقعية بعيداً عن النظريات حول واقع الطفل وحيوات أحلامه ونشيد واقعه المرير، وهي خريجة ماجستير فنون جميلة اختصاص غرافيك لتبتعد قليلاً عن عالم الفن والرسم لسنوات ليست بقليلة، والجدير ذكره أن الفنانة عدوية نشأت في حقبة من الزمن لم تكن دراسة الفنون محبذة لدى الأهل والمجتمع، فشقت طريقها وحيدة بالإصرار والعزم والتصميم بدعم شخصيات عامة وحتى خاصة أثرت في مثابرتها وشكلت حافزاً لها لتجتهد وتنجح في مجالها وتحمل المسؤولية وفي مقدمتهم والدتها بالمعنى الإيجابي وهناك من أثروا استكانة في قرارها ولو لحين وعارضوا ميولها واهتمامها ووقفوا ضده لسنوات وفي مقدمتهم كان والدها.
– بين الماضي والحاضر ما الذي تغير في شخص عدوية ديوب؟
أجابت عدوية: كل يوم يمر يغير بعدوية شيء فحياتنا تجري وعند كل شمس جديدة، دينمو يومياتي التي تؤدي بدورها إلى متغيرات يومية وتشكل خبرة تراكمية جمالية وعاطفية وفنية لديّ هو البحث عن الجميل والمقيد في مخازن الجمال بالفن والرسم للكبار والصغار وتوظيفه وإعادة تدويره لصالح الهوية البصرية المنفتحة والمخزون الفني والجمالي والانفعالي الفطري والمدروس الخاص بتجربتي كعدوية وخبرتي كفنانة بالإضافة إلى الهم الإنساني والفني العام.
– وهل أثّر واقع الكورونا في حياة الطفل اليومية ورسوماته؟
أفادتنا الفنانة عدوية من خلال تعاملها مع الأطفال بجمعية مكتبة الأطفال العمومية قائلة: إن الفيروس والكمامة أصبحا أبطالاً في رسوم الأطفال بالإضافة إلى العيون المفتوحة والأشخاص المختبئة وراء الكمامة أو في البيوت وهواجسهم تجاه آخر اجتماع للعائلة على أفعال يسعى المجتمع لتكريسها كالقراءة والمساعدة في الأعمال المشتركة، كما لمست الوعي ولو الجزئي والمضطرب لبعض القواعد الصحية الخاصة من خلال الرسم بهذا الزائر مثل ضرورة غسل اليدين وتجنب المصافحة ،ووضع الكمامة ،العطاس عند المرفق ومحاولتهم إظهارها بالمعنى الايجابي أي نصح الآخرين بضرورة الالتزام بها .
مؤخراً أصبح هاجس الفنانة عدوية اليومي الاهتمام برسوم كتب الأطفال ليقينها وبعد سنوات من العمل مع الأطفال بأن الصورة ولاسيما في المراحل العمرية الصغيرة هي الرسالة الأقوى والأسرع في إيصال الفكرة وهي الحاضن للجميل من أحلامه وهي المعلم والحاضّ على التأمل والتفكير والمحفز الأقوى للولوج في عالم المعرفة والحياة . فبرأي الفنانة عدوية يتكامل الشكل مع الفكرة واللون والموضوع تربوياً وتعليمياً ونفسياً فالتقنية بمجلة الأطفال السورية مجلة شامة الصادرة عن وزارة الثقافة /الهيئة العامة للكتاب هي مصدر فخر بالنسبة لها . واردفت قائلةً :أعتز بها ولابدّ من شكر القائمين عليها وفي مقدمتهم رئيسة التحرير الأستاذة أريج بوادقجي ولما للمجلة من دور مهم وعزيز عند الرسامين السوريين وعند الكتاب وعند الأطفال . وبما تتميز به من جودة وتفرد بالطرح والموضوع مع مراعاة الخصائص النمائية للأطفال من عمر ٤ وحتى ٨ سنوات وتشكل حالياً واحة اختصاص متنوعة بالمحتوى الموجه للأطفال حاملاً للإبداع والجمال نصاً ورسماً وإخراجاً .. ومن المعروف عن الفنانة عدوية محبتها للطبيعة والوجدان الداعم والمتفاعل مع أبطال العمل ويتناغم معها بتقنية الكولاج تدعيماً للفكرة التي ترغب بالوقوف عندها او إيصالها للطفل. وأخيراً وجهت الفنانة عدوية من خبرة دامت ١٣سنة مع الطفل وحتى تاريخه نداء للأهل والمجتمع بصورة عامة وحثيثة على احترام رغبة وميول الأطفال وتشجيعهم في الولوج في عالم الرسم دون تدخل والاستعانة باختصاصيين أو ترك الطفل على فطرته دون تدخل أو توجيه واهتمام بمادة الرسم كفعل أساسي في الحياة لا تقل أهمية عن أي مادة علمية أخرى وإيلاء رسوم الطفل أهمية بالدراسة والبحث .. وكانت أمنية الفنانة عدوية بنهاية هذا العام أن يحمل العام القادم المزيد من الاهتمام برسوم الأطفال والكبار وكل عام وأنتم بألف خير.
رهام حبيب