الإبداع محكوم بـ (الخنق)!

الوحدة 30-12-2020

 

نحاول ونحن نستعد للخروج من جحيم 2020 أن نخف عن أنفسنا, ونتجه إلى تبسيط الأمور قدر  المستطاع, علّنا نركب لحظة فرح مندسة بين أيام عام يوّلي الأدبار, فنتذكر أي شيء فيه غير الغصّات المتتالية..

 بعيداً عن حاجات الجسد وما أصابها من قلّة وجدب في عام 2020, حضر غذاء الروح كافياً من حيث الكم, وعلى الرغم من تأثر الأنشطة الثقافية بإجراءات الحظر والاحتراز من وباء كورونا, إلا أنها حضرت حيث سمح لها بالحضور, وكانت في بعض مطارحها ( مفرحة) ورسمت انطباعاً لدى المتابعين أن (الحياة حلوة) فتابعنا إصدارات حديثة, وقراءات نقدية, ومهرجانات ثقافية, وملتقيات تشكيلية, ومحاضرات فكرية.. إلخ.

 كان إصرار الحرف واللون قوياً في 2020, حتى أثناء فترة الحظر المنزلي كان هناك مبادرات الكترونية, أبقت الثقافة بكل أطيافها قاطرة رئيسية في مشهدنا الحياتي..

 نسأل, ونعرف الجواب بكل أسف, نسأل عن المردود الذي يلقاه هؤلاء الذين  يمتشقون الكلمة, وينكوون بوهج اللون, وهل يصحّ أن يحسد كاتب كبير(عامل جلي) في مطعم متواضع؟

 هل يعقل أن يتقاضى من يجلي الصحون (مع احترامنا وتقديرنا لكل من يتعب ويعمل من أجل أن يحقق ذاته الإنسانية)، لكن حرقة المقارنة هي التي دفعتنا لذكر مهنة ما غير الكتابة!

 من يعمل في  الكتابة, مهما كان نوعها, مظلوم إلى ما هو أبعد من الغبن, يتكلف من أجل أن يوسّع فضاء كلمته, وغالباً ما يكون نهباً  للصوص (الفيسبوك) ولخفافيش بعض المطبوعات التي وصفت نفسها بـ (الثقافية أو الأدبية).

 في حضرة (المثقف الحقيقي, الكاتب المبدع), نخجل من أنفسنا, حين نراه يستجدي منبراً, أو يصبح مديناً لدار نشر, أو متسكعاً في مقاهٍ أغلقت أبوابها في وجهه!

 الكتابة لا تطعم خبزاً, لافي الأدب ولا في الصحافة, ومع هذا فإن من أدمن القلم لا يجيد معاقرة سواه.

 ثمة مسابقات أدبية ( على ندرتها)، تخصص جوائز محزنة للفائزين بها, وبمجرد اتصال أي شخص  بأي برنامج مسابقات تلفزيوني مهما كان تافهاً يحصل على مئات الآلاف وربما ملايين الليرات, حتى لو لم يعرف بأي بلد تقع بيروت (مثلاً)!

كاتب أغنية هابطة يتقاضى عليها أكثر مما يجنيه مبدع طيلة حياته فأين المشكلة, ولدى مَن حلّها؟

 المصرف العقاري يمنح قروضاً في إطار عمله, وكذلك المصرف الزراعي و..

 أليس حرياً بـ (أهل الثقافة) أن يفكروا بهذا الاتجاه, ويمنحوا قروضاً تساعد الأفكار على التحليق, وتفتح الآفاق على إبداعات أكلها الغبار لعجز أصحابها عن نشرها؟

يارا غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار