الوحدة 30-12-2020
لم يكن عامنا هذا عادياً، إنما استثنائياً، ثقيلاً، لم يرحم أحداً من وطأة أيامه، مثقلاً بالهموم والآلام والأحزان والمصائب.. أفراحه ومسراته خجولة، كادت أو تكاد تكون معدومة.. تفاءلنا في أوله وهللنا لقدومه وأنرنا له أشجار قلوبنا قبل أن نضيء شجيرات منازلنا، وأشعلنا شموع الفرح كما هي عادتنا كل عام، لكنه خيّب آمالنا ونكس راياتنا، وحنث وعوده، وتبرأ من عهوده… لنفاجأ بكم غير محسوب من الخيبات والكبوات في وسطه، ليكمل معنا بقية أيامه ونحن نحسب ألف حساب لما يخبئه خلف ستارة يومياته، ونحمد الله على سلامتنا ومن نحب يوما بيوم.. ونهنئ الناجين من أسقامه وكرباته.. كان عاماً مليئاً بالموت، يحيط بنا في كل تفاصيل حياتنا، ويتربص بنا على عتبات بيوتنا، وخلف أحلامنا التي وأدها ونال منها، وفتك بما بقي من رمق ضحكات فارقتنا، ونسينا طعمها وحلاوتها، فما استطعمنا إلا بمرارة ووحشة الفراق والأسى.. وكيلا نظلمه، وننصفه حق إنصافه، نتذكر بعض حسناته وما خبأه في جعبته الصغيرة من خير وعطاء وحب، أحاطنا به مع من نحب، من أهل وأصدقاء وأعزاء.. لملم أوراقك الصفراء وخريفك الذي لم يغادر فصولنا، بحزنك وتعبك، ووضب حقائب آلامك وأشجانك، وعوضنا بأوراق خضراء تشبه فصول قلوبنا البيضاء.. كم من عبر ومواعظ أكسبتنا أيها الراحل؟! وكم من أخطاء وعثرات اقترفتها أيدينا بفعلك أيها المغادر؟! تمضي حياتنا، بسواد لياليها وبياض نهاراتها، وتبقى عيوننا معلقة على القادم من أخيك، وأفئدتنا تعانق آمالا وأماني كبيرة، أتراه أخف وطأة علينا في قادمات أيامه؟ أم سنترحم عليك ونتذكر حسناتك؟ كلنا أمل أنه سيكون عام الأمان والاطمئنان والفرح والسلام لسوريتي التي ستخلع عنها رداء الحزن والحرب… كل عام والخير والحب والفرح يرافق دروب سوريتي، وكل عام وأنتم ووطننا وقائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد بألف ألف خير.
ريم جبيلي