الوحدة: 27-12-2020
يا لذا الفجر الّذي ينبثق من ثناياكِ الجميلة, ويا لذا المطر الّذي ما زال يشرب آلامي وأوجاعي, ويبتلعها كما تبتلع الأرض ماء الطوفان, فأعبر الأيّام الموجعات حيث الحنين وحيث الشّوق, الأيّام الّتي جعلتني أرتقب بعض ضوء من سنا عينيكِ ومن رفّة هدبيكِ, فأرى نفسي متسمّراً مكاني أبحث في الذّكريات وأتصفّح الذّكريات ووجوه الأيّام كيف تبدّلتْ وتغيّرت, فلا أجد غير غيوماً تحمل على متنها بعض أحلامٍ عششتْ فيها وسافرتْ معها ولا أدري أين ستحطّ رحالها , وأنا المسافر في قاربٍ من حنينٍ ومن أمل.
هي العيون الّتي لأجلها أكتب القصيد, فأجد نفسي قد فاض الحبر والعيون ملاحم عشقٍ وقصيدتي معلّقة من المعلقات على أهدابها وقد صدح بها النّسيم العابر فنشرها كفوح الشّذا, لتكون قصائدي لعينيها نجوم الدرب يهتدي بها إليها العاشقون, والكلّ يبحث عن أيقونة الحبّ, ليصلّي في محرابه ويردّد تراتيل عشق , تراتيل تُزيل العتمة وتشلح رزاياها.
يا لذا القلب الّذي ما زال يرفّ, ويودّ أن يُبحر في غابة الحلم, فيدثّره الورد وتتراقص عشيباتٌ على أغنيات الذّكريات, فأرى مقلتيّ وقد عانقتا البدر المرافق لي في حلمي, وأصير طيراً يفرد للرّيح جناحيه, وأشرب كأسَ عذابي وأرتمي في غيبوبة الاشتهاء, وأصحو مسترجعاً أمسي من أمسي لأرى حقول الحبّ مبعثرةً أمام ناظري, وأرى شوقي على هدبي.
نعيم علي ميّا