الشاعرة بدرية إبراهيم والمركز الأول في الشعر المحكي ضمن مسابقة المجموعة العربية للمبدعين العرب the Arabs Group
الوحدة 24-12-2020
لطالما كان اللسان العربي والعالمي يتسابق في خلق صورة للجمال يزين الحياة في تعدد فصولها وألوانها وللشعر حصته الكبيرة في هذا المجال لأنه حال اللسان ونطقه وبوحه ورؤاه.. والشعر في تعدد أشكاله خلق حالة تواصلية تقرّب الأرواح عندما تمتلك جلّ المقومات والأسس الموضوعة لصناعة الحرف وتبيانه.
المجموعة العربية للمبدعين العرب أقامت هذا العام مسابقتها السنوية التي واظبت على قيامها منذ سنوات نشأتها الأولى لجميع الاختصاصات يتقدم إليها المبدعون العرب من كافة البلدان العربية والعالمية حيث تقوم لجان خاصة بتقييم المحتوى وإعلان المراكز الأولى للفائزين وسورية سابقاً كان لها وكما العادة نصيب في هذه المراكز و المستويات سواء في الفن أو الأدب.
وهذا العام كان للشاعرة السورية والأديبة بدرية إبراهيم المركز الأول في الشعر الزجلي حيث تبوأت المركز الأول لمسابقة المبدعين العرب لعام 2020 والأديبة بدرية إبراهيم شاعرة زجل اهتمت بهذا النوع من الشعر وأصدرت ستة وعشرين ديواناً زجلياً أو ما يسمى بالشعر الشعبي منها (أبجديات الغزل)- (حب وعتب)– (هو ذا الغزل).. إلخ.
كما كتبت الكثير من الأغاني وشاركت في العديد من المهرجانات والنشاطات الثقافية ولم تكتف بذلك بل أيضاً انتقلت إلى الشعر الفصيح وأصدرت أربعة دواوين منها (أنا السمراء- أحلام فوق الطرقات- حين يغتال الحنين) كما أنها لم تكن بعيدة عن كتابة الرواية فقد صدرت لها روايتان هما (جزيرة النساء- ليتني كنت متمردة).
حول هذه المسابقة وقيمة الأدب وحيويته الملحة الآن كان لنا هذا الحوار:
– ما معنى أن يفوز الشعر المحكي والزجل السوري في مسابقة عالمية؟
الشعر المحكي هو نوع من الأدب القديم الذي توارثناه عن الأجداد وهو محبب لقلب الجميع الصغار والكبار كما أنه شامل وواسع في المعنى لسهولة تصريف الكلمات فيه لذا تكون كلماته بسيطة ومعبرة تلامس مشاعر البشر وهذا النوع رفيق الجميع في كل المناسبات في الأفراح والأتراح حتى أنه يرافق المقاتل في ساحات المعارك والأجمل أننا ننظر إلى هذا الشعر القديم وخاصة الأغاني التي تُغنّى بها القدماء على أنها تراث ونمجّد تلك المفردات البسيطة و نراودها في كل مكان إذ أصبحت أغانيهم تراثاً بالنسبة لنا ،والسؤال ماذا سنقدم لأحفادنا وأي تراث نترك لهم؟! وأن يفوز هذا النوع من الشعر أي شعر الزجل في مسابقة عالمية برأيي هذا دليل على أهميته وجماله وتقديراً من الجهة التي أقامت هذه المسابقة التي تضم جميع ألوان الأدب بالإضافة إلى الكثير من الاختصاصات في مختلف مجالات الحياة.
– ما هي الآلية التي تمت لمشاركتك وبكم قصيدة شاركت؟
طبعاً من خلال متابعة صفحتي على الفيس بوك وملاحظة منشوراتي البسيطة تمّ التواصل معي منذ عامين وبعد التعرف على نتاجي الأدبي طلبوا مني الاشتراك بالمسابقة لكن بعض الظروف الخاصة والظروف العامة لم أوافق على دخول المسابقة وليعود بعدها بنصحي للتقدم لهذه المسابقة ببعض القصائد ترددت في البداية ولكن تشجيع من حولي جعلني أقدم على هذه الخطوة وأرسل موجز عن سيرتي الذاتية ونتاجاتي الأدبية ودخلت المسابقة بالشعر الزجلي الذي فزت فيه بالمركز الأول لمسابقة عام 2020.
– الشعر الشعبي وخبّو صوته في سورية بينما ما يزال له مكانته في الدول الأخرى برأيك لماذا؟
أنا حزينة على وضع هذا النوع من الشعر في سورية لأنه لا صوت ولا صورة بينما نتشوق لسماع ولو حفلة بسيطة بين شعراء الزجل وخاصة إذا كانوا من خارج سورية، وسورية فيها عدد كبير من شعراء الزجل المبدعين أما السبب في خبوه واختفائه يجوز أن نطبق المثل مزمار الحي لا يطرب.
– كم عدد المشاركين بهذا النوع الشعري ومن أي بلدان؟
من كافة البلدان العربية وحتى المقيمين خارج أراضيهم وبلدانهم لا أعرف العدد الحقيقي بالضبط لكنني أعرف أن العدد كبير وهناك اهتمام كبير بهذا الشعر.
– متى سيتم توزيع الجوائز وكونك من سورية الحبيبة المحاصرة كيف ستستلمين الجائزة؟
طبعاً تمّ توزيع الجوائز للذين حضروا الاحتفال ووضع أسماء الفائزين على لوحة جدارية الكترونية ضخمة وكم كنت سعيدة عندما رأيت اسم بلدي سورية يتصدر القائمة وبعد أعياد الميلاد سأستلم شهادة الفوز والميدالية عن طريق الشحن وكم أنا سعيدة لفوز بلدي سورية ولأنني أحمل هوية سورية.
– ما هو شعورك وأنت تحملين صوت سورية في مسابقة عالمية؟
طبعاً تغمرني السعادة ويمتلكني شعور يكتسح داخلي بالفرح والفخر يطوقني أشعر أنني حققت جزءاً من حلم كنت أرسمه منذ زمن بعيد وثابرت عليه وتعبت حتى نلته والحمد لله وخاصة أن حصولي على المرتبة الأولى في بطولة كأس العالم للمبدعين العرب لعام 2020 زاد من سروري وخاصة أن اسمي تناقلته بعض المحطات العربية والعالمية وظهر اسم بلادي وعلمه وأنا حزينة أن تُكرّم خارج سورية وليس داخلها.
– ماهي مشاريعك القادمة؟
طبعاً المشاريع لا تنتهي بإذن الله ولو أتيحت لي الفرصة أن أشارك في مسابقات لاحقة سأشارك وأنا الآن أكتب الرواية والشعر الفصيح في مراحل أخيرة لإنهاء الرواية والديوان الشعري.
كل الشكر لجريدة الوحدة وللعاملين فيها مع تمنياتي لسورية ولأبنائها بالنمو والازدهار كما كنا وأكثر.. التوفيق للجميع يا رب.
سلمى حلوم