الباحث د.إياد عبدالله يونس: دراستي الأثرية هدفها التعرّف على عراقة الحضارة السورية والأدوار التي مرت بها
الوحدة 23-12-2020
د.إياد عبدالله يونس دكتور في آثار الشرق القديم و وحاصل على الماجستير في المنظمات الإنسانية والأمين العام لاتحاد الثقافة العربي له العديد من المؤلفات منها – اللغة الفينيقية دراسة مقارنة مع اللغات الشرقية – اقتصاد المتوسط في القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق. م مملكة أوغاريت نموذجاً -نشأة الكتابة وأصولها و أدب الأسطورة في العصر الفرعوني وله العديد من الأبحاث والمقالات العلمية والمحاضرات الهامة جداً في المراكز الثقافية إضافة إلى العديد من التنقيبات الاثرية بسورية وخارج سورية التقيناه ليحدثنا عن تفاصيل الدراسات والأبحاث:
– عرفناك باحثاً ودكتوراً بآثار الشرق القديم ماذا عن دراساتك بهذا المجال؟
دراستي في الآثار كانت من منطلق التعرّف على عراقة الحضارة السورية منذ آلاف السنين والأدوار التي مرت بها ،وماذا قدمت للبشرية جمعاء فمن خلال قراءاتي الكثيرة وجدت الكثير من التزوير و التحريف والتلاعب بالمعطيات الأثرية والتاريخية لسورية وخاصة إن الغرب دائماً يكتب تاريخنا بمفهومة ليقزّم حضارتنا وبالأخص الدراسة التوراتية الصهيونية التي عملت على سرقة التاريخ قبل سرقة الأرض واغتصابها من هنا تعمقت بدراسة آثار الشرق القديم وخاصة اللغات القديمة للوقوف على حقيقة الحضارة السورية العريقة وماذا قدمت للبشرية جمعاء.
– نلت الماجستير بالمنظمات الإنسانية كيف ترى عمل المنظمات في سورية وخاصة بعد الحرب، وهل قامت بدورها الإنساني على أكمل وجه؟
للأسف عندما نتحدث عن المنظمات الدولية نتحدث عن الهيمنة الصهيو أمريكية على القرارات الدولية والإنسانية وتعطيل أي عمل حقيقي لها فدائماً ارتبطت بنشاطات مشبوهة لصالح الصهيونية العالمية والعديد من الدول الأوروبية وفرض سلطتها على القرارات وتغييب الحقيقة وإنشاء فروع تحت رعايتها أهدافها أصبحت واضحة للعيان كمنظمة الخوذ البيضاء الإرهابية التي استخدمت الكيماوي والعديد من الأفعال القذرة لإلصاقها بالدولة السورية أما عن الجانب الإنساني فلم تقم بواجبها أبداً وإنما محاولات خجولة من كافة النواحي سواء الطبية أو الإغاثة أو الغذائية وما حدث في سورية خير دليل حتى المعونات الغذائية تم توزيعها لصالح أطراف عملت على التخريب وما كان يصل للمواطن النذر اليسير بسبب ضعاف النفوس إضافة إلى عملها في الكثير من الجوانب بشكل غير مباشر على تغذية الصراعات لأهداف مشبوهة لأن كافة المنظمات الدولية قرارها قرار صهيو أمر يكي.
– لك العديد من المؤلفات، هل بالإمكان أن تحدثنا عنها باختصار وتكثيف؟
لدي العديد من المؤلفات الهامة قمت بنشرها وطباعتها سواء بسورية أو خارجها ومنها أدب الأسطورة في العصر الفرعوني تناولت من خلاله مفهوم الأسطورة ودلالاتها وكيف وظفت لصالح الحياة اليومية الروحية و الحياتية .الكتاب الثاني كان اللغة الفينيقية دراسة مقارنة مع اللغات الشرقية القديمة أتى هذا الكتاب على كشف الكثير من المغالطات والتشويه والتزوير التي شابت التاريخ السوري العريق لصالح مدارس الاستشراق والمدرسة التوراتية الصهيونية وعملت ضمن الكتاب على دراسة كافة النواحي اللغوية من نحو وصرف لأصل إلى حقيقة علاقتها بلغتنا الحالية وكيف تطورت اللغة حتى وصلت إلى وقتنا الحالي وعرّجت على مدلول كلمة عرب وما معناه ومن أين أتت كلمة عرب .أما الكتاب الثالث كان المختصر في الكتابة تناولت فيه تطور الكتابة من المرحلة الصورة وصلنا إلى وقتنا ودرست غالبية النظريات التي حاد أغلبها عن هدفها العلمي الأساسي .أما كتابي الأخير اقتصاد المتوسط في القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد مملكة اوغاريت أنموذجاً، والسبب كان لأن أغلب الدراسات بالتاريخ القديم تناولت الحروب و الصراعات الدولية وشخصية الحاكم والأسرة الحاكمة ولم تتناول الاقتصاد إلا بشكل خجول جداً جداً. وبالتالي بينت كيف استطاعت مملكة أوغاريت وضع نظام اقتصادي سيطرت به على المتوسط.
– عملت بالعديد من التنقيبات الاثرية بسورية وخارج سورية ماذا عن عملك؟ ماذا عن جديد التنقيب عن الآثار؟
عملت في العديد من مواسم النقيب الأثري سواء في سورية أو خارجها للدراسة والتاريخ على أرض الواقع ومن البعثات كانت البعثة الأمريكية في تل سويحات بمحافظة الرقة ومع البعثة الهولندية في تل الصبي الأبيض إضافة إلى البعثة الوطنية السورية في تل سيانو بجبلة وعملت في مغارة عمرو موسى في وادي بهت بالمملكة المغربية مع المعهد الوطني لعلوم الآثار وجامعة محمد الخامس واعتدت في عملي على منهجية خاصة ارتبطت بالمراقبة والمشاهدة الدقيقة للوصول إلى النتائج العلمية المرجوة للوقوف على عظمة حضارتنا وماذا قدمت للبشرية وكيف طوعت الظروف للتطور فكرياً وروحياً وسياسياً واقتصادياً.
– كتابك الأخير هل بالإمكان أن نقف عنده قليلاً، وما مستقبل الأبحاث التاريخية في ظل ما نمر به من أزمات؟
كتابي الأخير هو اقتصاد المتوسط صدر حديثاً يتناول الفكر الاقتصادي على ساحل المتوسط وكيف كان الإنسان السوري الكنعاني يفكّر بالزراعة والصناعة والتجارة، وما هي الزراعات والحيوانات التي اعتمد على تربيتها إضافة إلى كيفية توزيع الأراضي وإهدائها من قبل الملك والتبني من قبل السلطة للأشخاص لوراثة الأرض .كما تناول الكتاب الصناعة ونشأتها والمواد التي استخدمها الأوغاريتي المعدنية والعافية و الخشبية والصناعات الغذائية والأسلحة وتناول الكتاب التجارة الداخلية والخارجية وحقوق التجار وكيف كانت الأسرة الملكية شريكة في التجارة الدولية إضافة إلى ذلك دور المعبد في الحياة الاقتصادية وكيف نظر الإنسان الأوغاريتي إلى الآلهة المباركة وكل ما يتعلق بالحياة الاقتصادية إضافة إلى دور الأسرة الحاكمة في حياة المعبد كما تناول الكتاب النظام الضريبي وتنظيم الضرائب ومساواة الناس فيها كلا حسب عمله ومقدار إنتاجية وكل ذلك من خلال الوثائق المسمارية الأوغاريتية.
نرجس وطفة