التجارة شطارة.. ارضَ بالقليل تربح كثيراً

العدد: 9305

الخميــــــــس 28 شـــباط 2019

 

مع نهاية كل موسم تبدأ التنزيلات على كافة البضائع وتتسابق المحال التجارية لاستقطاب أكبر عدد من الناس بهدف تحقيق الربح أولاً ولتصريف البضائع ثانياً حتى لا تدوّر للعام المقبل، عن حقيقة التنزيلات وطبيعتها، التقينا بعض أصحاب المحال التجارية وكانت لنا الحوارات الآتية:
العم «أبو محمد» يقول: التخفيضات لها هدفان الأول هو البيع لأنّ البضائع لها زمن محدّد وبقاءها يشكل خسّارة، وفي حال تحقّق الربح بجملة البيع يبقى الربح بباقي القطع الفردية غير مهم، وذلك بهدف الحصول على رأس مال لشراء بضائع جديدة للمواسم التالية وخاصة موسم الشتاء.
كما قال أحد أصحاب المحال التجارية: عندما نتناول موضوع التخفيضات فنحن حتماً نتكلّم عن الوكالات التي تسعّر القطع كما تريد لتعلن فيما بعد عن تخفيضات كبرى، أمّا نحن أصحاب المحال العاديّة فنبيع بأسعار التخفيضات منذ البداية، فالبلوزة التي تسعّرها الوكالة بـ 9000 نبيعها نحن بـ4500 من بداية الموسم، وبالتالي يمكن للوكالة القيام بالتنزيلات، ففي بعض الحالات يعاني تجّار الجملة من كساد فيعرض علينا شراء كل الكمية بسعر رخيص يسمح لنا ببيعها بأسعار زهيدة تكسبنا المزيد من الزبائن.
كذلك يقول السيد صفوان (صاحب محل ألبسة نسائية): طبيعة عمل المحلات التجارية تختلف عن الوكالات، فالوكالات تحصر منتجاتها بها وتضمن عدم المنافسة من قبل غيرها وبالتالي يكون لها حرية تسعير القطع، أما باقي المحال التجارية فتبتاع بضاعتها من قبل مشاغل محددة وبالتالي تتوفر القطعة ذاتها بأكثر من محل ويفرض علينا ذلك البيع بسعر موحد تقريباً، وتكون تنزيلاتنا محصورة بالقطع الأخيرة من «السيري» ذاته، أو للقطع التي يخشى التاجر من كسادها، ونحن اليوم بفترة ركود تجاري بسبب انشغال الناس بتوفير لقمة عيشها ليبقى اللباس آخر همها، وأعود وأؤكّد أنّ التخفيضات في الوكالات هي وهم على عكس باقي المحال التي تسعى لبيع كل قطعها خوفاً من الكساد خاصة، وهناك عدّة عوامل أساسية يعتمد عليها في تسعير القطع كموقع المحل وطبيعة الزبائن وجودة القطع فهناك ارتباط وثيق بين الجودة والسعر إضافة إلى نسبة الربح والتي يجب أن تتراوح من 20 إلى 25 %، و من المعروف أنّ من يطمع بالربح الكثير سيخسر كثيراً لأن النّاس ستنفر منه وبالتالي التجارة شطارة.
كذلك التقينا بعض المواطنين وكانت لهم الآراء الأتية:
تقول مريم: هناك فتيات لديها هوس الوكالات فترفض شراء أي قطعة إن لم تكن من وكالة ما وبالتالي من لديه هذا الهوس والقدرة المالية سيشتري مهما بلغ ثمن القطع، بينما من لا يملك القدرة المالية سينتظر مواسم التنزيلات وهذا ما يفعله الكثيرون.
تقاطعها صديقتها سماح قائلة: أنا انتظر مواسم التخفيضات كي أشتري ما أحتاج وذلك من باب التوفير على الرغم من أنّ هناك بعض القطع التي تختفي عند بدء التنزيلات، فهل تم بيعها حقاً أم أن أصحاب المحلات يخفونها؟
فيما يقول نذير: لا أهتم بهذه المواضيع كثيراً لأنني سأشتري عندما أحتاج دون النظر إلى وجود تخفيضات، أعتقد أنّها أمور تهم الفتيات لتلبية متطلباتهنّ الكثيرة.
أخيراً تقول زينة: لألبسة الوكالات طعم آخر حقاً وأنا دائماً بانتظار بدء مواسم التنزيلات لأشتري لي ولابني ما أريد وعن عام كامل، فالجودة والمتانة لها دور كبير وسبب التخفيضات هو بيع كافة القطع الموجودة لأنّ الوكالات لا تعيد عرض موضة العام الفائت .

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار