العدد: 9305
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
عبارات تملأ واجهات محال الألبسة في أسواق اللاذقية، تخفيضات 30%، 50% وحتى 70% «اغتنم الفرصة ولا تدعها تفوتك» حتى ليكاد المواطن يعتقد أنّ بمقدوره شراء كسوة عائلته من راتبه الشهري والسير قُدماً بقيّة أيام الشهر دون الاستعانة بصديق أو بالأهل، ولكن ما إن يدخل المواطن تلك المحال حتى يكتشف بنفسه أن التنزيلات كذبة حقيقية وأنّه لن يكون الرابح في أيّ جولة تتعلق بتوفير جزءٍ من ماله أو راتبه الشهري فالتاجر أو البائع لن يخسر من أجل سواد عيون المواطن، والتنزيلات كما أجمع المواطنون طريقة لتصريف البضاعة المخزّنة في مستودعات التجار وأصحاب المحال ولأنّه موسم التنزيلات حيث يَمُنُّ أصحاب المحال على المواطنين بموسمي تخفيضات واحد في نهاية موسم الشتاء والآخر في نهاية الصيف.
تجولنا في الأسواق وسألنا المواطنين عن رأيهم بموسم تنزيلات الألبسة وإلى أيّ حدّ يستفيد من تلك العروض في توفير ماله وشراء ما يحتاج من كسوته وكسوة عياله فجاءت الإجابات التالية:
* السيدة أديل علي: التنزيلات كذبة يُخْدَعُ بها المواطن المسكين، العام الماضي- في موسم التنزيلات- اشتريت لأولادي الثلاثة سترات شتوية ودفعت راتبي كله بعد التخفيضات ومع أنني خزنتها في منزلي بالطريقة المثلى إلا إنّهم في موسم الشتاء القادم لم يتمكنوا من لبسها أكثر من شهر حيث بدأ الجلد بالتشقق، وهذا يعني أن عروض التنزيلات تكون دائماً على نوعية الأقمشة الرديئة والتي مرَّ زمن طويل على تخزينها في المستودعات حيث أكلها العت وأراد التجار التخلّص منها ومع ذلك تبقى أسعارها مرتفعة حتى بعد التنزيلات.
* السيدة رهف موسى: بعد تجربتي تكون عروض التنزيلات دائماً على البضاعة السيئة والأقمشة الرديئة والموديلات القديمة أمّا الأقمشة الجيدة وموديلات العام نفسه لا ترى عليها التخفيضات وبالتالي فهذه الأسعار هي الأسعار الحقيقية لتلك الملابس لا بل أغلى بكثير من أسعارها الحقيقية فالتخفيضات كذبة وليست حقيقية والتاجر أو البائع لا يمكن أن يخسر من أجل المواطن .
* أحمد نجار: دخلت إلى أحد محال الألبسة الرجالية وأردت شراء «سترة» وبعد أن أعجبتني إحدى السترات المعروضة سألت البائع عن ثمنها فأجابني: «هذا الجناح لا تخفيضات عليه» التخفيضات فقط للجناح المقابل وعندما سألته لماذا؟ نظر إليَّ بامتعاضٍ وأجابني: أخي التنزيلات على هذا الجناح فقط» هذا يعني أن التنزيلات تشمل الستوكات فقط.
أما البضاعة الجيدة لا تخفيضات عليها وحتّى البضاعة التي تشملها التخفيضات لن نتمكن من شرائها فسعر السترة بعد التخفيضات 25ألف ليرة سورية وراتبي 30ألفاً لذلك سأتّجه إلى البالة فتخفيضاتها حقيقية مئة بالمئة.
التنزيلات «للستوكّات»
* السيد شادي عبّود: التنزيلات حركة يقوم بها أصحاب المحال أو التجار عندما يحتاجوا سيولة ماليه للوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليهم وغالباً ما تكون التنزيلات على البضاعة ذات القماش الرديء والموديلات القديمة ومع ذلك تبقى الأسعار بعد التنزيلات أكبر من قوة المواطن الشرائية يعني لن يتمكّن المواطن السوري من الشراء حتى في موسم التخفيضات بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار.
* السيدة أميرة عبد ربه: غالباً ما كنت ألجأ إلى مواسم التنزيلات لشراء حاجة أولادي من الألبسة للموسم القادم ولكن في السنوات الأخيرة لم أتمكن من ذلك بسبب بقاء أسعار الملابس مرتفعة حتى بعد التخفيضات لذلك أقصد محلّات البالة فسعر الجاكيت فيها بعد التخفيضات /1500/ ل.س وهذا المبلغ يجعلني أشتري أربع سترات بسعر أقل من سعر سترة واحدة في المحلات التي أجرت عروض التنزيلات بالإضافة إلى أن بضاعتها أفضل بكثير.
محال لا تحترم عقل الزبون
* السيد رائد جناد: معظم المحال التي أجرت عروض التنزيلات لا تحترم نفسها ففي «سوق التجار» قرأت عبارة على واجهة أحد المحال تقول: «أيّ بيجاما داخل المحل فقط بـ «5000ل.س» دخلت المحل وانتقيت البيجاما التي أريد وطلبت من صاحب المحل تغليفها،
وعندما ناولته /5000/ ل.س قال أريد عشرة آلاف أخرى فسعرها /15/ ألف ليرة سورية قلت له ولكن العبارة على واجهة المحال تقول: /5000/ ل.س فضحك وقال هذه العبارة لشد الزبون ولفت انتباهه وإجباره على الدخول إلى المحل خرجت من المحل ولم أشتر فالسعر مرتفع والبائع مخادع وغير محترم.
رغم أنّه موسم العروض على الملابس حيث وصلت التنزيلات إلى 50% ولكن بقي الإقبال ضعيفاً على الشراء والسبب كما قال أحد التجّار: انخفاض القوة الشرائية للمواطن ويبقى المواطن دائماً يبحث عن طرقٍ يؤمن بها حاجته وحاجة عياله لذلك كما أجمع أغلب المواطنين– تبقى البالة مقصد الجميع في ظل ظروف مادية صعبة ولا ترحم.
ربا صقر