اللغة العربية بين الدال والمدلول

الوحدة 23-12-2020

 

احتفاء بيوم  اللغة العربية أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان اللغة العربية بين الدال والمدلول ألقاها رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس الأستاذ محي الدين محمد قال فيها: في الحديث عن اللغة العربية أقف عاجزاً عن التعبير مما تحمله هذه اللغة من استعارات ومجازات وبلاغة تعجز عنه اللغات العالمية ولذلك لقيت هذه اللغة في تاريخها معاندة من قبل الآخرين لأن اللغة الفرنسية والانكليزية لم ترتقِ إلى هذا المستوى وذلك باعتراف ويليم شكسبير عندما قال أن اللغة الانكليزية لا تكفيني لكي أرتقي إلى مستوى لغة الشعر الذي يدخل في الوجدان، وأضاف عرفت اللغة بأنها الألفاظ الدالة على المعاني وهنا سنقف على ولادة اللغة وتاريخ تأسيس اللغة فاللغة العربية لها ولادتان ولادة تفكيرية وأخرى تعبيرية ولكل منهما سمة خاصة به فاللغة التفكيرية هي المنظومة الدائمة في علاقة الإنسان بالفكر والثقافة والحاجات الدائمة في الحياة فيما تنقل اللغة التعبيرية الحواس وتدافع عن اللغة بطريقة مبدعة إذا كان أصحابها يتقنون هذا الفن، واتفق الدارسون على أن اللغة العربية متجذرة في تاريخ الإنسان العربي رغم الافتراء على اللهجات وأول ذكر لتاريخ اللغة العربية كان عام ٨٦٣ قبل الميلاد، وأشار أن اللغة العربية لغة تحليلية حيث أكدت الدراسات عند النقاد أنها هي نموذج للغات الحية في محيطها الثقافي والاجتماعي كما أنها تمثل الشكل الأولي في سلم اللغات الأخرى فاللغة العربية لغة تربي تهذب وتعلم وتصنع أجيالاً قادرة على الإبداع والوصول إلى الآخر فكراً ونموذجاً حضارياً، ونوه أنها لغة عازلة فمما لا شك فيه أن اللغة التي تنهض بعبء التجربة إلى مستوى المعاناة لتفتح آفاق على مستوى العالم العربي شرقه وغربه تكمن في هذا التنوع الثقافي الذي تتقابل فيه الأفكار بحيث يكون الحوار حواراً مفتوحاً حول مجموع الصيغ والتراكيب التي نقف عليها في انسيابية الشكل والمضمون والتجربة داخل أي نص قدمته اللغة بتقنيات تعبيرية، وفي إثراء الدلالات المتعددة التي تأتي شاهداً على معجزة اللغة العربية في صورتها وتطورها لابد من الإشارة إلى أنها لغة عازلة تهرب السرعة الجنونية إلى قيمتها حين تحليل المقاصد التي تنقلها للآخرين، وأضاف إن ميزة الإشعاع الصوري التي يحملها النص الشعري تسبق المتلقي وهذا بدوره يتعلق بالمشروع التنافسي بين الشاعر واستطالته الزمانية والمكانية وطبيعة علاقته باللغة، فاللغة العربية تتغير فيها البنائية بتغيير المعاني ودون هذا التغيير لا يمكننا أن نمسك الخفايا التي تثبتها وتحتفظ بها أسرارها لإحكام الصلة بينها وبين المبدعين القابضين على أبعاد وتداعيات الصور البلاغية، أخيراً اللغة العربية  لغة اشتقاقية ومتصرفة تدخل عالم التحري والتطبيق والتصريف لنقف من خلالها على حقيقة إدراك طبيعة الأشياء التي تدور من حولنا ولنقرأ في فضائها ذلك المشغل الخيالي الذي يحتاج إلى التحليق ومحاولة كشف كل الظواهر الاجتماعية الحية في عالمنا المتنامي الأطراف.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار