«كرمـــى» عيـــون الزبائـــن..!

العدد: 9305

الخميــــــــس 28 شـــباط 2019

التنزيلات هي غالباً مجموعة عروض لمنتجات عجز الفقراء عن شرائها عندما يكونون بأمس الحاجة لها في مواسمها الحقيقية ولم تنفع الحسومات عليها في تسهيل شرائها مع ظهور متطلبات معيشية أكثر ضرورة، ولذلك فإنّ التنزيلات مخصّصة للمقتدرين مادياً والذين يسعون لشراء المزيد من موديلات الألبسة والأحذية وغيرها، وإن كان أصحاب المحال يلجؤون إلى حسومات مغرية فإنّ غايتهم تحقيق مصالحهم في تصفية ما تبقى من منتجات كاسدة في محالهم آخذين بعين الاعتبار– بذات الوقت– أن الموضة تتغير من عام إلى آخر وإن الزبائن غالباً يتماشون مع الموضة الدارجة سواء في الألوان أو الموديلات.
فيما يلي مجموعة آراء وضعت أمامنا حقائق حول موسم التنزيلات بإيجابياته وسلبياته:
* المهندس نجدت نزيهة قال: تطالعنا المتاجر بعروض تنزيلات الأسعار لاسيما مع قرب انتهاء فصل وبداية فصل آخر، المثير للدهشة وطرح التساؤلات هو نسبة التخفيض التي تتجاوز أحياناً ثلث أو نصف القيمة الأسبق للسلعة؟!
لاشك أنّ التنزيلات قد تشكل فرصة للكثيرين للتشجيع والإقدام على الشراء، ولكن يا ترى هل تحصل التنزيلات «كرمى» عيون الزبائن ورأفة بهم أم ماذا ؟!
التنزيلات أسلوب يلجأ إليه القطاع الخاص في نهاية موسم الشتاء لتجنّب تجميد رأسماله في سلع التخزين بعد انتهاء موسمها كي يستفيد في تحريكه واستثماره في موسم جديد بأسعار مرتفعة.
السؤال: إذا كان بمقدور التاجر بيع سلعة ما بهذه الدرجة من التخفيض فعلى الأغلب لن يقبل بتعرّضه للخسارة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، إذاً هل يتم وضع تسعيرة السلع بطريقة علمية منطقية تراعي أصول عملية التسعير؟
عموماً نتمنى من الجهات المعنية أن تبين للمواطنين تكاليف تصنيع بضع نماذج فقط من الأحذية الرجالية والنسائية التي تتراوح أسعارها من ٥٠٠٠ إلى ٢٥٠٠٠ ل. س، وكذلك الأمر بالنسبة لأسعار القمصان، و معرفة رأي لجنة أو هيئة تحديد الأسعار و وزارة التموين ودوائر حماية المستهلك، فبقدر ما تسرّ مواسم التنزيلات فإنها بذات الوقت تدعو للتساؤل حول دور الرقابة والجهات المعنية في تحرّي وتقصي سلامة وأمانة تحديد الأسعار ومراقبتها ومراعاة مبدأ تشجيع الصناعة المحلية إلى جانب حماية المستهلك لاسيما الشرائح منخفضة ومتوسطة الدخل.
* المهندسة أريج الخولي قالت: إن التنزيلات من ناحية اقتصادية أمر له انعكاسات إيجابية على زيادة القدرة الشرائية وبالتالي إعادة النشاط الاقتصادي للسوق الذي ربما أصابه شيء من الكساد بفعل الأزمة أولاً وغلاء المعيشة ثانياً. ولكن هذا في حال التزام التجّار بأصول التنزيلات المعروفة وآلياتها، وهو أنّ يكون الحسم على السعر القديم قبل التنزيلات، لا كما يفعل بعضهم برفع السعر وتطبيق الحسم على السعر الجديد.. لتعود المادة المراد شراؤها إلى سعرها القديم قبل التنزيلات ويمكن تسميتها بالتنزيلات الوهمية.
* السيدة ندى عبد الرحمن قالت: عموماً موسم التنزيلات مهم لأنّه يساعد على الشراء بمبلغ معقول أكثر من قطعة، إنما للأسف أنا لا أشارك فيه لسبب أن تجاربي الشخصية مع مواسم التنزيلات بيّنت لي أنّ التجّار يعرضون أسوأ بضاعة وليس البضاعة الحديثة والمرغوبة، لكن لابد من الإشارة هنا إلى أهمية موسم التنزيلات للكثير من العائلات في تخفيف الأعباء المادية عنها في شراء الهدايا لمناسبات النجاح لطلاب الشهادتين للتعليم الأساسي والثانوي والعديد من المناسبات.. لذلك أراها فرصة مناسبة لشراء الهدايا بمبالغ مقبولة لا تضع العائلة بموقف محرج، وأنا أنصح أي عائلة بالادّخار بشكل يومي ولو بنثريات صغيرة ضمن حدود الممكن وخلال الموسم تجد مبلغاً يدعم حاجة الأسرة الشرائية.
* مهران عثمان أدب انكليزي: أرى أن موسم التنزيلات يشكل فرصة إيجابية، ويدعو للمنافسة بين التجّار كما يسهل فرص الشراء للمشتري لاختيار ما يناسبه من احتياجاته بأسعار أقل تكلفة.
* هناء سليمان: ﻻ شك أنّ التنزيلات فرصة جيدة للمواطن كي يشتري بأسعار مناسبة قد تصل إلى النصف أو أكثر ولكن رغم سعرها المنخفض إﻻ إنّها ﻻ تتناسب مع دخل المواطن الذي بالكاد يلبي احتياجاته الغذائية إضافة إلى أشياء ضرورية وملحة تهمه، ويختلف الإقبال على التنزيلات من شخص ﻵخر حسب أولوياته وأخص بالذكر الشباب الذين همهم الأول أناقة المظهر والشكل الخارجي، ناهيك عن استغلال هذه المواسم بمناسبة أعياد الأم والمعلم وهدايا أعياد الميلاد وعيد الحب غيرها، بالنتيجة التنزيلات أراها محببة لقلوب معظم الناس مع طموح أفضل لتكون بين متناول الجميع بأسعار مناسبة تتلاءم مع الدخل.
* ندى سعيد صاحبة محل ألبسة قالت: عادةً اتّبع في بيع الألبسة على الربح القليل الذي لا يتجاوز قيمة 1000 أو1500 ل.س، ذلك أنّ المحل لا يشهد إقبالاً كبيراً نظراً للظروف المادية الصعبة التي تمر بها سورية، وهناك الكثير من العائلات تعتمد على لباسها القديم أو الاتّجاه إلى محال الألبسة المستعملة، أما في موسم التنزيلات فأنني أترك هامشاً بسيطاً للربح لا يتعدّى قيمة 500 ل.س من أجل تشجيع الناس على الشراء بشكل معقول .

ازدهار علي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار