الوحدة: 21- 12- 2020
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (بابلو نيرودا … الشاعر الثائر) ألقتها أمل معلا وقالت فيها: الشاعر من الشيلي ولد سنة ١٩٠٤ في مدينة باراك، اشتهر بابلو نيرودا في مرحلة النضال السياسي، نضال الشعوب ضد الديكتاتورية، وظهرت موهبته الشعرية باكراً، وباكراً حصل على جوائز محلية، وعلى مدى ٥٠ عاماً من الشعر نال جوائز كثيرة وأهمها جائزة نوبل، وتنوع نتاجه بين الشعر وبعض النثر وتميز شعره بالإنسانية، كما أنه رافق الثورات وحركات التحرر، بالإضافة للترجمة فقد ترجم رائعة شكسبير (روميو وجولييت) كما ترجم للعديد من الكتاب والشعراء الفرنسيين، وفي المسرح فقد كتب مسرحية وحيدة، أما أعماله الشعرية فهي كثيرة تشكل ركناً هاماً في الشعر الحديث ومنها الشفقيات وهو أول دواوينه ثم (عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة، أشعار القبطان، الأعناب والريح) وآخر دواوينه (سيف اللهب)، وتميز شعره بأنه النغمة التي لم تنخفض نبرتها إنما ازدادت ارتفاعاً واتساعاً لتشمل الدنيا بأسرها هكذا أصبح شعره حاملاً تجربة الإنسان اللامتناهي في انهزاماته وانتصاراته بلغة تدوي فوق الجراح وعبرها لغة تثبت شرعيتها بالممارسة، ولم يقبل نيرودا بتسطيح الشعر لصالح السياسة ولم يلجأ إلى البساطة التي تضاهي التفاهة وإنما بقي ملتزماً بخطه الشعري المبدع يوضح حيث يجب الوضوح ويوغل في عالم المجاز والتخيل، كان نيرودا منحازاً للشعب وكانت أهم جائزة بالنسبة له هي قراءة الشعب لشعره، وقال: (هذا التاج الذي يكفيني عندما يقول الشعب حقاً كان رفيقنا)، وكانت له علاقة مع شعراء وثوار أمريكا اللاتينية وكتب عن الديكتاتورين، وكان في حياته نقطة فاصلة هي علاقته مع الشاعر لوركا وعبر عن جريمة اغتياله، ونوهت أنه بالإضافة للشعر كان له نشاطات أخرى فقد كان قنصل مثل بلاده بالمكسيك، كوبا، و إسبانيا، كما أنه رشح نفسه إلى رئاسة الجمهورية في الشيلي إلا أنه سحب ترشيحه لصالح زميله الرئيس الليندي، توفي عام ١٩٧٣ أثناء الانقلاب الغاشي الذي أطاح بالحكومة الديمقراطية وعلى الأغلب أنه اغتيل لأن الانقلابيين دمروا منزله وحرقوا مخطوطاته.
رنا ياسين غانم