الوحدة: 21- 12- 2020
من الطبيعي أن يشعر الآباء والأمهات بالقلق الكبير حين يتأخر أطفالهم في عملية النطق، وذلك خوفاً من أن يكونوا مصابين بالتوحُّد، وعلى هذا الأساس ارتأينا أن نورد بعض الفوارق التي ذكرها الباحثون، بين الطفل المتأخر في النطق، والطفل المصاب بالتوحد ومنها:
– الطفل المتأخر في عملية النطق يكون قادراً على التواصل مع الآخرين، على الرغم من عدم امتلاكه مفردات اللغة التي تمكنه من ذلك، فنحن نشعر بقدرته على تحقيق التفاعل معنا، إذ يكون هناك أخذ ورد بيننا وبينه، أما طفل التوحد نجده منعزلاً غير قادر على إعطائنا أي اهتمام بوجودنا معه، وكأنه في عالم مستقل بذاته.
– الطفل المتأخر في الكلام تكون لديه نظرة العين طبيعية، إذ ينظر إلينا عندما نتحدث معه، ويحاول أن يجذب اهتمامنا بنظراته، ينظر إلينا حين نناديه، فهو يتواصل بصرياً بطريقة سليمة، لكن طفل التوحد لديه مشكلة في نظرة العين، فهو ينفر من التواصل البصري معنا، ويحاول أن يبتعد حين نتابعه بنظراتنا.
– الطفل المتأخر في الكلام يكون قادراً على التفاعل وفق الطريقة السليمة معنا، وذلك من خلال نظراته وابتسامته وحبه لمشاركة الآخرين له في اللعب، لكن طفل التوحد نجده كأنه غير متواجد، غير مكترث بحضور المحيطين به.
– الطفل المتأخر في الكلام يكون قادراً على استخدام الإشارات، إذ يشير إلينا بأحد أصابعه إلى الشيء الذي يريده، أما طفل التوحد فيكون استخدامه لأسلوب الإشارة شبه معدوم، فهو لا يستعمل أصبعه كي يشير إلى الشيء الذي يريده، بل يستبدل ذلك باللجوء إلى نوبات البكاء والصراخ.
– الطفل المُتأخر في الكلام يسارع إلى تنفيذ الأوامر، إذ إننا حين نطلب منه أن يجلب لنا شيئاً على سبيل المثال، فإنه عادة ما يلبي تنفيذ الأمر برغبة شديدة، أما طفل التوحد فهو لا يتمكن من الاستجابة إلى تنفيذ الأوامر.
– الطفل المتأخر في الكلام يندفع للعب مع الأطفال الآخرين بإقبال ورغبة، أما أطفال التوحد فأغلبهم لا يتمكنون من الاندماج والتفاعل مع سواهم من الأطفال.
د. رفيف هلال