تقســـــم «الفولـــــة» نصفـــــــــين فــــــلا رضـــي الزبـــون ولا شـــبع البائــــع..مباريــــــات الأســــــعار تحســــــمها ضربــــــــــات الجــــــزاء الترجيحيـّـــــة للتنزيـــــــــــلات
العدد: 9305
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
عروض وتخفيضات كبرى تتصدّر واجهات المحال مع نهاية كل موسم، وأسعار مغرية جداً تدعوك إلى اقتناص فرصة الشراء واقتناء بضاعةٍ حلمت بها لكن أسعارها الباهظة الثمن حالت دون ذلك، ترى ما حقيقة هذه التنزيلات ولمصلحة من هي؟ أهي لمصلحة التاجر وبضاعته تجنّباً للكساد مع هامش ربح ضئيل؟ أم هي لمصلحة المستهلك الذي تُوَفّر عليه أموالاً كبيرة في عزّ موسم الشراء وتمكنّه من ادّخار مؤونة الشتاء أو الصيف القادم من الملابس والأحذية وسواهما؟
آراء عدة نستطلعها في السطور الآتية.
السيدة وفاء (مدرّسة): أحرص مع نهاية كلّ موسم على شراء حاجياتي وحاجيات عائلتي من ألبسة وأحذية وأدّخر لذلك مبلغاً معيناً يمكنني من خلاله شراء ما يلزم، وفيما يخص أبنائي أشتري لهم قطعاً بمقاسات وأحجام أكبر قليلاً، وأخذ في الحسبان نموهم من عام إلى آخر.
وترى الشابّة ميس (طالبة جامعية): إنّ ارتياد الأسواق مع بداية الموسم لا يشجّع على الشراء نهائياً، فالأسعار خيالية ومجنونة، ولا علاقة لها بالدخل الشهري العاديّ لأي عائلة، وهي مخصّصة لأناس محددين وبعينهم، أما نحن نقف أمام واجهاتها ولنا الفرجة وتوزيع النظرات والحسرات هنا وهناك، وتتابع: أما في موسم التنزيلات أداوم على زيارة الأسواق لاقتناص أي فرصة لأي عرضٍ مغرٍ، وأشتري كل ما يلزمني لكن بكميات مقبولة، مع مراعاة جودة وموضة ما أبتاعه، كي لا أكون أنا في وادٍ والموضة في وادٍ آخر في الموسم اللاحق.
أما السّيد علي ( موظف): يؤكدّ أن أكثر ما يشتريه في موسم التخفيضات الشتوي هو المعاطف والأحذية الشتوية التي تحلّق أسعارها عالياً مع بداية الموسم ويكون شبه مستحيل ابتياعها إلاّ في حالات الضرورة الاجتماعية القصوى، كحضور مناسبة خاصة أو حفلاً أو ما شابه، وبحكم طبيعة عمله وخروجه اليومي من المنزل يجد أنّه لابدّ من وجود تشكيلة واسعة من مختلف الألوان والموديلات في خزانته الخاصة، ومن قال: إنّ هذا حكرٌ على الفتيات فقط؟ فالشاب أيضاً يبحث دائماً عن أناقته وشياكته بعيداً عن الموضة الصارخة التي لا تتناسب وعمره.
فيما يشير السيد (حسن) إلى أنّ موسم التخفيضات والتنزيلات الذي يجتاح الأسواق يرهق جيوب كثيرين، فزوجته مثلاً تفرغ كل ما في جيوبه، وتبتاع ما يلزم وما لا يلزم بحجّة الغلاء الفاحش في بداية الموسم وضرورة الأخذ بالحسبان ضعف قدرتهم الشرائية وعدد أبنائهم الكبير ومستلزماتهم التي لا تنتهي، لذا فإنها تتوجه في كثير من الأحيان إلى محال (البالة)، التي لم تستثن نفسها من هذا الموسم مع عروض مغرية جداً تتناسب ودخل كثيرين وترضي أذواقهم وتؤمن مستلزماتهم وعائلاتهم وبكميات كبيرة وبأقل الأسعار، وحالها ينطبق على الملابس والأحذية، المحلية والأوروبية.
وترفض السيدة وداد (ربّة منزل) الغبن الذي يتعرض له المستهلك في بداية فصلي الشتاء أو الصيف، وتعد عملية البيع والشراء تلك مغامرة كبيرة بحق المشتري، فيما تكون عملية خداع واستغلال من قبل البائع الذي لا يهمه سوى جيوبه ويقوم بعرض بضاعته التي تلقى رواجاً لدى بعض المقتدرين مادياً وأصحاب الدخل العالي والمرتفع الذين لا يهمهم بداية أو نهاية الموسم، بل على العكس يتباهون باقتناء هذه البضائع الثمينة ويحرصون على شرائها مهما غلت بغية التفاخر بها أمام الآخرين، أمّا نحن فإن استطعنا شراء بعض ما يستر أجسادنا وأبناءنا فهذا حلم بعيد المنال في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها الناس، واتجاههم إلى تأمين لقمة عيشهم وعائلاتهم، دون الحاجة إلى شراء الملابس أو الأحذية الجديدة إلا في حال أصابها التآكل أو التمزق أو الاهتراء.
أما السيدة عبير (موظفة) تبتعد عن ابتياع حاجياتها في موسم التنزيلات والتخفيضات، وتسعى إلى شراء ما يلزمها في أي وقت كان ولا تنتظر هذا الموعد ولا يعنيها بشيء، لكنها حريصة على شراء ملابسها وملابس عائلتها تزامناً مع مواسم الأعياد سواء صيفاً أم شتاءً، وتتجه إلى الأسواق العادية ومحالها التي تبيع وفق أسعار مقبولة ومعقولة، أما الماركات والوكالات التي كانت تشتري منها قبل زمن، فهناك خصومة قد تكون أبدية بينهما، في ظلّ الأسعار الخيالية التي تطرحها والتي تتجه إلى فئة محددة ومعينة، فلكل سوق ناسه، وحسب السوق نسوق.
وللتجار رأيهم الخاص فيما تشهده الأسواق من عروضات مغرية جداً، فالسيد عدنان (صاحب محل ألبسة) قال : موسم التنزيلات مهم جداً لأي تاجر وضرورة لابدّ منها من أجل تسويق بضاعته وترويجها، كل لا تكسد ويضطر إلى وضعها في المخازن إلى المواسم اللاحقة، مع الأخذ بالحسبان ما قد تتعرض له هناك من تلف واهتراء، لذا يرى أنه من الواجب بيعها ولو برأسمالها دون أن يترك لنفسه هامش ربح ولو قليل، فالبيع أفضل مئة مرة من الكساد.
وتنوّه السيدة رشا ( صاحبة محل أحذية) إلى أنه مهما بلغت نسبة التخفيضات التي قد تصل أحياناً إلى 70 أو 80% فإن البائع هو المستفيد، فهذه العملية تحرك السوق وتكسر الجمود الذي يلفّه، وهي بمثابة الوقود الذي يحرك عجلة الأسواق ويعيد إليها حيويتها وضجيجها، وأكدت أن لا خداع يطال المستهلك في هذه الحالة، فالسوق عرض وطلب وكل موسم له زبائنه، ومن لا يود الشراء في موسم التنزيلات حر، لكن أغلبية الناس بدأت تنتظرها وتدخر لها من مصروفها الشهري وتحرص كل الحرص على شراء مستلزماتها كافة مع بدء الإعلان الأول عنها والازدحام الذي تشهده المحال أكبر دليل على ذلك، وأشارت إلى الدور الكبير الذي تلعبه صفحات ومواقع التواصل الاجتماعية مثل الفيسبوك في ترويج وتسويق هكذا عروضات وتهافت الناس عليها وإخبارهم بعضهم البعض بها ما يسهم في تحريك الأسواق ويقدم دعماً اقتصادياً وخاصة للمنتج الوطني والمحلي الذي يعرض بأسعارٍ منافسة.
ريم جبيلي