الوحدة 15-12-2020
قرية جوفين، أرض الزيتون والسنديان والجوز واللوز والتين والأشجار المثمرة والحراج الطبيعية والغيوم الشاردة بين السهل والجبل، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 500 متر.
أجواؤها الريفية الهادئة مازالت تعتنق أصالة الماضي، ولكل موسم زراعي يمر بها طقوسه الخاصة: الانشغال بالزراعة وتحضير المؤن الغذائية القروية كالمربيات ودبس الرمان والبندورة وتجفيف التين والفواكه والأعشاب.
يقارب عدد سكان القرية 1200 نسمة وفي فصل الشتاء ينخفض هذا العدد إلى 500 نسمة نظراً للظروف القاسية وعدم توفر وسائل نقل حيث يفضل البعض السكن في المدينة، ومن هنا كان المطلب الرئيسي لأهالي قرية جوفين تأمين واسطة نقل تريحهم من أعباء السير على الأقدام لمسافة تزيد عن 5 كم.
يقول السيد نبيل عجمية الباحث في التراث الشعبي: الجَوْفُ لغةً هو المطمئنُّ من الأرض، وجوفين مطمئنة ومستقرة بين السهل والجبل رغم طبيعة المناخ القاسية إذ يتدبر أهالي القرية أمورهم اليومية وينظمون حياتهم بما يتناسب وإمكاناتهم المتواضعة.
تتبع قرية جوفين ناحية بيت ياشوط وتبعد عن المركز بحدود خمسة كيلومترات وعن مدينة جبلة /25 / كم …
و تابع: صياح الديك ينطلق كلّ فجر مُعلِنًا ولادة يوم جديد، وأهل القرية قديماً كانوا يختارون حارساً أو أكثر من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم كالزرع والزيتون، وأشجار السنديان (الأحراج) منعاً للتعدي عليها وعدم قطع أشجار السنديان الخضراء.
وذكر السيد عجمية أن أهم المواسم في القرية موسم قطاف الزيتون ولا تزال بقايا معاصر الزيتون موجودة ومنها الباطوس في حارة بيت درويش حتى غايته.
الأجداد يتذكرون البيوت الطينية وحفر التراب من (المحفرة) حيث يجتمع الرجال والنساء والأطفال لنقل التراب الأبيض لطينة البيت وطرشه (بالحوارة) وتزيينه ببعض الرسومات (بقرص النيلي) بدل ريشة الرسامين.
أبناء قرية جوفين متعلمون ومثقفون، وتنتشر فيها البيوت الحديثة وتوجد فيها مدرسة ابتدائية حديثة، وللعلم فإن جوفين وجارتها عين سلم قريتان متلاصقتان ترددان أغنية فيروز (ع هدير البوسطة) بكل آسى وحزن فهما لم تسمعا هدير البوسطة أبداً رغم كل المطالبات بحافلات عامة للتنقل وبقيتا في عزلة عن العالم الخارجي ومن يتنقل من الأبناء إلى المدارس الإعدادية والثانوية والجامعة ينبغي عليه أن يقطع مسافة خمسة كيلومترات على الأقل للوصول إلى واسطة نقل، ومع ذلك فلسان حال أهلها يردد:
خَرَجْنا مِنْ تُرابِ الأرضِ نَسْعَى
وَمِنْ شَوْقِ السّنابلِ لِلْحَصادِ
لِنُعْلِنَ أنّنا شَعْبٌ تَحَلَّى
بِصَبْرٍ وَاتِّحادٍ وَ اجْتِهادِ
مطالب أهالي قرية جوفين
مدير مدرسة قرية جوفين الابتدائية السيد حسين درويش حدثنا عن مطالب أهل القرية:
إن تأمين واسطة نقل لأهالي القرية مطلب رئيسي و كذلك شق الطرق الزراعية من الجهات الغربية والشمالية والشرقية لما لذلك من دور وقائي في تجنب الحرائق لاسيما أن أراضي القرية أغلبها مشجرة بالزيتون.
كما يطالب أهل القرية بإقامة مشروع صرف صحي وإنشاء سدات مائية من الجهة الغربية لإرواء الأراضي الزراعية، وكذلك يطالبون بزيادة عدد الخطوط الهاتفية في القرية، إلى جانب مطالبتهم بصيانة مدرسة القرية الأبواب والنوافذ حيث يبلغ حالياً عدد طلابها 40 طالباً.
وأخيراً أثنى أهل القرية على دور التنمية الريفية التي تشملهم وتساعدهم على توسيع رقعة المساحات الزراعية التي تعد حاجة ملحة في ظروفنا الراهنة متمنين زيادة مخصصاتهم عن السنوات السابقة.
ازدهار علي