كل الدروب السياحية الشمالية تؤدي إلى بحيرتها.. القرجالة بحاجة إلى لمسة عمرانية تواكب جمالية المكان

الوحدة 15-12-2020  


السياحة الشمالية بكل تفاصيلها هي خلية العمل والنشاط السياحي، وهي حلقة الوصل والبدء لأي خيار ونقاش يُدار حول توضع الأماكن وجمالية الرحلات المعزّزة بـ (الغروبات) السياحية، وكله يصبّ في أطراف لاذقيتنا المعطاءة وتحديداً في أطراف عاصمة السياحة وقبلتها (مشقيتا)، قبل النهاية والابتعاد قليلاً عن أبنيتها المتنوعة تتعدّد وتتنوّع خيارات الزائر عند التلاقي بمفارق و(آرمات) دلالة وإرشاد منها إشارة الوصول إلى خربة سولاس وكذلك بيت حليبية والصباحية وبيت عوان وأسماء أخرى شبه منسية على أطراف بعيدة اصطادها شبح الإرهاب ووضع عليها صفة الابتعاد والنسيان مؤقتاً ، لكن كان الخيار الأهم هو النزول والانحدار الشديد باتجاه قرية لم تتأثر بعالم النسيان وهي القرجالة، طريقها المعبد حديثاً يُرخي بوضوح معالم جمال جوانب الطريق وتضاريس أبدعتها يد الخالق بمنحوتات بازلتية رائعة الجمال، حيث هذه المنطقة تكاد تكون مجهولة بسبب ضعف العمل العمراني والسياحي الذي يليق بالمكان باستثناء بعض الاجتهادات الفردية للمقيمين في تلك المنطقة، علماً أن طريقها شديدة الانحدار وكثيرة المنعطفات تجعل الزائر يتمهّل السير حيث يتثنى له الإمعان بتلك التفاصيل التي تمتلكها تلك التعرجات الطبيعية، ومن حسن الحظ وعطف الطبيعة كانت هذه الغابات العملاقة بعيدة كل البعد عن هول النيران التي أرخت بظلمها على غابات ومحميات ذات مساحات وأشجار صنوبريات عملاقة، وعند الوصول إلى تجمعات القرجالة ينتاب الزائر فضول الوصول إلى زبدة الجمال وهي بحيرتها التي أخذت تبتعد عن شاطئها شيئاً فشيئاً نتيجة قلة الأمطار وكثرة استعمالات المياه للشرب والري على الرغم من أنها وحسب أحاديث أهلها هي لم تتعرّض للجفاف إطلاقاً، لكن مياهها تتجمّع على السرير المقابل من القرية.

 

يقول أهل هذه القرية الصغيرة إنها منطقة سياحية بامتياز، تقع على الكتف الشمالي من بحيرة ١٦ تشرين، تتميز بطبيعتها الخلابة، تتوضّع بين سلسلة من الجبال تربتها متنوعة من البازلت والحوارية والغضارية، هي ذات جبال وغابات مكسوة بجميع الأشجار الحراجية، بالإضافة إلى ذلك هي منطقة صالحة لجميع الزراعات وأهمها الحمضيات والزيتون والتبغ والخضراوات الحقلية بأنواعها، وتتميز القرجالة بتربية النحل بسبب تنوع أزهار ورحيق النباتات الطبية والبرية، وتضم هذه القرية عدة مقامات دينية تعد محجاً للكثير من الزوار من كافة أنحاء القطر وهي مقام النبي أيوب والشيخ نوح والشيخ حيدر والشيخ سلمان والشيخ جمال، بحيرة القرجالة دائمة الاكتفاء من المياه حيث تروي عدد كبير من التجمعات والأراضي الزراعية وصولاً إلى منطقة بانياس على الساحل كما يقول سكانها، وتتميز شواطئ هذه البحيرة بوجود عدد من المطاعم السياحية الخجولة وكذلك قوارب الصيد والنزهة في مياه وخلجان تلك البحيرة، حيث تعتاش على مردودها أغلب عائلات القرية، كما أن شواطئها في الصيف تكون مرتعاً للكشافة والمعسكرات من كافة أنحاء القطر حيث تمتد الإقامة في خيامها لعشرات الأيام، ويقول أهالي القرجالة إن هناك نوعاً من الزواحف النادرة تعيش فقط على طبيعة هذه المنطقة كونها خالية من التلوث البيئي وهذا الحيوان حساس جداً ولا يظهر إلا في موسم الشتاء يشبه السحلية ولونه أسود على جسمه بقع صفراء، يضاف إلى ذلك أنه تم إطلاق عدد كبير من الغزلان في الغابات المحيطة بالقرجالة وأهمها اليحمور وهو غزال نادر الوجود، وتعيش في غاباتها جميع أنواع الحيوانات بسبب وجود ما تعتاش عليه كالقطلب والقيقب علماً أن هذا النوع من الأشجار تتم من خلاله صناعة الملاعق الخشبية وأدوات زينة ومنحوتات متنوعة، كما تنمو في طبيعتها أعشاب طبية متنوعة مثل الخزاما والزعتر بأنواعه والريحان وإكليل الجبل والميرمية والمليسة وأنواع أخرى متعددة، وفي القرجالة عدة ينابيع دائمة الجريان مثل نبع عين القرية ونبع الشيخ أيوب ونبع البستان وجميعها صالحة للشرب، ويؤكد الأهالي أن القرية في الصيف تكون مرتعاً للنشاطات الرياضية السياحية وخاصة الزيبلاين ( Zip line ) وتسلق المرتفعات، كما تشتهر بحيرتها بوجود أنواع مميزة من الأسماك مثل السردين والناصري والبوري والمشط والشموط وهي أنواع ذات قيمة غذائية كبيرة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار