أختي العزيزة.. أكرهك! لماذا تقولها البنت لشقيقتها؟

الوحدة 15-12-2020  

 

 غالباً ما تشير أصابع الاتهام إلى الأهل بمجرد ذكر الغيرة بين أولاد الأسرة الواحدة بنين وبنات هذا الموضوع الشائك بات محط اهتمام علماء النفس والاجتماع، لكن لماذا كل تلك الأبحاث حول علاقة الأخوات بالتحديد؟

 وهل دخلت صلتهن ببعضهن في دوامة التنافس بعد أن كانت مثالاً حياً للعلاقة الأخوية التي يسودها الحب؟

 تدرك أي فتاة تماماً ما الكلمة التي يمكن أن تسعد أختها وأي الألفاظ يغيظها ويجعلها تشك في نفسها لا شك في أن الولاء والود بين الأخوات موجودان لكن في مقابل هذه الصورة المثالية ثمة صورة أخرى نمطية تؤكد أن هؤلاء الأخوات جد متنافسات أيضاً تنافساً قد يدفع  بالغيرة أيضاً إلى السطح.

 هذه المقولة يمكن ملاحظتها بوضوح في الوسط الفني الذي شهد صراعات عديدة بين الشقيقات بالتحديد حيث اشتعلت الغيرة بين نيكول سابا وأختها نادين حين حاولت الثانية أن تلحق بها إلى عالم الشهرة واشتد الصراع بين هيفاء وهبي وأختها رولا وباتت سيرتهما على كل لسان وتوترت العلاقة بين أصالة وأختها ريم التي أرادت دخول الوسط الفني فاصطدمت بمعارضة أصالة لها بحجة أنها ستؤذي نفسها وتتعرض للمتاعب المعروفة في عالم الفن.

 فما سبب هذه الغيرة بين أفراد الأسرة الواحدة الذين من المفترض أن تجمعهم المودة والرأفة لا أن يدخلوا في دوامة التنافس.

 إلا أنه في مرحلة المراهقة وما فوقها يكون ارتباط الأختين ببعضهما أقوى في أي علاقة أخوية بين أخ وأخت أو أخوين ويعني ذلك أنهما غالباً ما تكون قريبتين السبب الذي يخلق بينهما فرصة لمزيد من الصراع والتناحر وهنا يكمن التناقض العاطفي. الطفل قد يتصارع مع أخيه أو أخته نحو خمس مرات في اليوم وهذا أمر طبيعيّ لكن بعض الأهل عن جهل ومن دون قصد يتسببون في تخريب العلاقة بين أولادهم من خلال وضع المسؤولية دائماً على الطفل الأكبر الذي عليه من وجهة نظرهم الخاطئة بالطبع أن يلهي أخوته الصغار ويلاعبهم وينتبه إليهم ما يسبب له الاستياء لأنّ إعطاءه ثقة فوق طاقته يزعزع علاقته بإخوته ويضع عليه عبئاً ثقيلاً والخطأ الأكبر يكون عندما يترك الأهل أولادهم يحلّون مشكلاتهم بأنفسهم مع أنك حين تسأل أحد الوالدين على سبيل المثال عن كيفية معالجته أي مشكلة تنشأ بين ابنتيه يقول: أتحدث معهما وأجعل كل واحدة تقول وجهة نظرها، وأساعدهما على إيجاد الحل لكن إلى أي مدى يطبق الوالدان هذه المثالية على أرض الواقع.

 نراهما إما يصرخان في وجه ابنتيهما وإما لا يفعلان شيئاً ويظن الأهل أن أولادهم سيتخطون مع تقدمهم في العمر الخلافات العديدة التي تنشأ بينهم لكن الأبحاث أثبتت أن العلاقة الأخوية في مرحلة الطفولة سيئة كانت أم جيدة غالباً ما تستمر بالطابع ذاته في مرحلة الرشد.

 إن الغيرة غريزة موجودة عند كل إنسان لكن التربية السليمة وعدم التفرقة بين الإخوة والأخوات يسهمان في إخماد أي نوع من الغيرة أو المنافسة.

 والخطأ الفادح عندما تتم المقارنة بين الأخوات وتجريح إحداهن أمام الأخريات لأن مستواها التعليمي ضعيف وأن نطلب منها التشبه بأختها كذلك حين يمدح الأهل جمال ابنتهما أمام الناس من دون ذكر أختها التي قد تكون أقل جمالاً.

 فتنمو عند الأولى مشاعر كبرياء وغرور بينما تعيش الثانية في عقدة نقص قد تتطور في المستقبل والغيرة بين الشقيقتين غالباً ما يكون سببها الأهل أنفسهم كما أن المدرسة أيضاً يمكن أن تلعب دوراً في خلق صراع بينهما إذا كانت إحداهن أذكى من

الأخرى وهنا يكمن دور الأهل في معالجة وتخفيف حدة هذا الصراع من خلال البحث عن النقاط الإيجابية عند ابنتهم ذات المستوى العلمي الضعيف والافتخار بها وبما هي موهوبة فيه أمام الناس حتى لا تشعر بأي نقص مقارنة بأختها.

 لأن الغيرة بين أي شقيقتين غالباً ما تكون نابعة من تربية الوالدين ومقارنتهما الدائمة بينهما، فإذا كانت إحداهما تتمتع بشخصية قوية وبمدح دائم من أهلها فإن ذلك سيؤثر في نفسية أختها التي تتعرض للإحباط ومن هنا تأتي أهمية أن يكون لدى الأبوين وعي كامل بسمات الطفل النفسية حتى يتمكنا من مراعاتها ومن تقوية الترابط بين أولادهما.

ومن أسباب الغيرة، هذه النقاط الرئيسية التي يمكن الانتباه لها وتلافيها.

 عندما تتلقى الطفلة هدية من دون أن تحصل أختها على شيء.

عندما يقف الوالدان في صف أخ أو أخت من دون الآخرين لدى أي خلاف يحدث بينهم.

 عندما يقضيان وقتاً أطول مع ابنة من دون الأخرى.

عندما يبديان اهتماماً أكبر بإحدى بناتهما لأنها موهوبة أو متميزة بشيء ما لأن الأطفال يسجلون في أذهانهم كل ما يقوله الأهل وما يفعلونه وهم يحتاجون دائماً إلى انتباههم وحبهم كما أنهم لديهم القدرة على أن يقرروا ما هي الأمور التي قد تعنيهم.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار