تكريم أمّ لرفاق ابنها الشهيد

الوحدة: 14- 12- 2020

 

بلا زينة ولا ألوان ومكياج في المكان بل بساطة وناس تنضح بالكرم والعطاء ملأت صالة ملتقى القنديل في الدعتور مع حبّ يشتعل في القلب لابنها والوطن الذي يسكنها وبمبادرة فردية تندفع كل عام السيدة كفى كنعان والدة الشهيد مجد نبيل رزوق في ارتقائيته لتكريم رفاقه وذوي الذين ساروا في دربه وترفع بنظرها  في عيونهم لترى (مجد) في كل منهم، فقد أوصاها:

 يا أمّي بعرفك عندك جلادي   وصبر فيه الرضا والطمأنيني

ما بدي تلبسي ثوب الحدادي   وما تبكي عليي يا أمي بتحرقيني

(الشاعر نبيل عجمية)

لقد غابوا ولم يحضروا إلا بحضور النصر والمجد كما قالت السيدة كفى وتبعها قول الشاعر المهندس مهند حاتم:

قد خطى نحو ذاته مجد  اسمه مجد وارتقاؤه مجد 

وترنيمة من عمّ شهيد وخال شهيد وأخ شهيد الشاعر المهندس هيثم بيشاني الذي نادى أم الشهيد بكل فخر وقال:

جلالك أم الشهيد فهذه قطوفك    طاب الجنى والقطوف…..

ويصل بعدها بقوله:

ويكبر فينا خيار التحدي   فإما نكون وإما نكون

الشاعر الفلسطيني هاني جلغوط من التراث الفلسطيني ردد مشهداً لأم فلسطيني وولدها يودعها (فترد أم الشهيد: مع السلامة وين رايح    مع السلامة يا مسك فايح ..)

والأستاذ نعمان حميشة في قراءته لكتاب (مجد وكفى) قدم تحية للأم السورية التي تسمو كسنابل قمح واعدة وتمثل نموذجاً مشرفاً لكل نساء الوطن العربي وهي تقول بكل شجاعة ( ذهب مجد بنفسه إلى شعبة التجنيد لا ليقدم أوراقاً ثبوتية للتأجيل كما غيره، بل ليقدم نفسه للتعجيل للخدمة العسكرية)

ورفيقتها أحلام الرفاعي قالت: لقد دفعت صديقتي المهر الأغلى والأعلى لتراب وطنها الذي فيه ألف قاسيون وألف أوغاريت وألف شهباء وألف..

وكل هذه الاحتفالية جاءت بعد دقيقة صمت على أرواح الشهداء وعزف النشيد العربي السوري على العود بيد الطفلة المبدعة روان مصطفى بعمر التسع سنوات لتأتي تلاوة آيات من الذكر الحكيم للشيخ فؤاد إسماعيل، جامع الخلفاء الراشدين، وكلمة من الرفيق عصام إسماعيل، عضو قيادة فرع الحزب العربي السوري في اللاذقية عن الشهادة وقيمها، كما أنشد وغنى كل من المطربين (غسان ديوب وعلي حيدر) على أوتار الصوت والعود.

والد الشهيد علي حاتم زهيرة أشار بأنه لم يكن ليأتي للتكريم ولم يلب دعوة طوال تلك السنين التي مرت على استشهاد ولده لولا أنه من غير أم الشهيد مجد، فهو لا يريد شيئاً بعد استشهاد ولده، فقد أغناه ولده بشرف الشهادة وسماه بين الناس عزة نفس وجاه وكبرياء  بدون مال وقال: رحم الله الشهداء.

زوجة الشهيد علاء علي محفوض قالت: رحل زوجي وخلّف لي ثلاثة أولاد (جعفر صف ثامن ويونس سابع ورهف خامس) أشكر أم الشهيد مجد وأمثالها الخيرين في الجمعيات على تضحياتهن وعطائهن الذي لا يحول ويمدها ببعض ماء الحياة وقد توظفت بعقد سنوي في الجامعة يكفها عن الحاجة والسؤال والحال مستورة والحمد لله.

وبكل فخر وحماس قال والد الشهيد الملازم أول ناصر غازي حميشة تولد  1986 الدعتور بسنادا حي المزار خريج مناهج دبلوم تربوي دعاه الواجب فلبى النداء وبعد مرور سنتين من المعارك الشرسة نال شرف الشهادة بتاريخ 27/ 12/ 2012 في الغوطة وكان من عمداء الشهداء وباسمي وباسم أسر الشهداء نتقدم بالشكر الكبير للسيدة كفى والسيد باحث بالتراث ونحن سعداء باستشهاد أولادنا ومحزونون على فراقهم لكنهم أحياء عند ربهم يرزقون، كلنا للوطن.

السيدة كفى وأهل بيتها زاروا 22 أسرة شهيد في بحمرا لتكريمهم واليوم 15 عائلة في الدعتور، حيث قامت السيدة كفى وزوجها السيد نبيل رزوق وولدها أحمد

بتكريم الشهيدة الحية (أم برهوم) ببطاقة شكر وهي التي غرست ساقها اليسرى في تراب جبهة صلنفة  وبين خلاياه دم الشهداء الذين رافقتهم (أم الجنود سهام شبل والطبيب الشاب مجد محمد الشيخ ) كما تلا الأستاذ حيدر نعيسة أسماء الشهداء الذين رافقوا مجد في يوم ارتقائه ونادى بذوي الشهداء لأجل تكريمهم والتكرم بحضورهم والذي قدم للاحتفالية وأول ما قال فيها: الشهيد من أسماء الله الحسنى وسمة خص بها  رجاله الصالحين الأتقياء.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار