التشكيلية مريم عدرة.. طموح وإصرار يعانقان المستحيل

الوحدة: 13-12-2020

 

شابة موهوبة، تلمح في بريق عينيها شغفاً وحباً كبيرين لفن الرسم.. تجاوزت كل ما اعترض طريق نجاحها بإرادة وعزيمة وقوة، وإصرار على التحدي، فأثبتت براعتها، وكان لها ما أرادت من حضور وتميز، وصنعت لنفسها اسما ينتمي إلى مدارس التشكيل المميزة، ومازالت تنشد التألق والتميز في طموحاتها وآفاق تطلعاتها.

مريم عدره حائزة على ماجستير بيولوجيا بحرية، حدثتنا عن تجربتها الفنية الفتية في السطور الآتية:

بداية لا أذكر متى بدأت الرسم لكني كنت  صغيرة جدا، ومعلماتي كن يقلن ﻷمي إن رسوماتي أكبر من عمري، ودائما كنت أربح في مسابقات الرسم.. كبرت وكبر معي حبي لهذا الفن، وكنت أتعلق به كل يوم أكثر فأكثر (في هذه الفترة شاركت في معارض مشتركة بالمركز الثقافي) وبعد أن نلت الشهادة الثانوية قررت التقدم إلى كلية الفنون الجميلة، لكن  للأسف رفضوني في امتحان الرسم، فتغيرت مخططاتي الدراسية، وابتعدت عن الرسم كردة فعل على رسوبي في امتحان القبول، وقاطعت أقلام الرسم وألوانه حوالي أربع سنوات، إلا أن دارستي للعلوم، وما يتطلبه القسم العملي من رسم على دفاتر التشريح، عادت بي ذكريات الطفولة من جديد، عندما كان أساتذة العملي يتركون دفاتري لديهم لتبقى لسنين، ويشرحون للطلاب الجدد منهم.

بعدما تخرجت من الجامعة عدت لشغفي وحبي للرسم، لكن بطرق مختلفة، بالحبر، بالقهوة، على الورق، على الجدران… فشاركت بجداريات عدة، اثنتان في كلية العلوم، واثنتان مع جمعية صناع السلام، واثنتان مع فرع الشبيبة.. جدارية في مدرسة برج إسلام وثانية في مدرسة سهيل أبو الشملات، وجداريات كثيرة في اللاذقية كطلبات خاصة.

كما شاركت مع جمعية الروابي الخضراء بمعرض فني، ومع فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بجامعة تشرين، إضافة إلى معرض افتراضي في أيام الحجر الصحي، وفي عام 2018 شاركت لمدة شهر كامل من الرسم بفعالية اسمها Inktober، كل يوم رسمة جديدة بالحبر لمدة شهر كامل، وبفعالية ثانية كل يوم رسمة لروبوت بشكل مختلف أيضا لمدة شهر كامل.

أما بالنسبة لمشاركتي الأخيرة ضمن احتفالية تراثية تابعة لصناع السلام تحت اسم نسيج فكانت كالآتي: فرقة ترحال تعزف الروزانا، وحكواتي يحكي لنا قصتها، ونحن نرسم جنباً إلى جنب معهم، ما هو مستوحى من القصة ومن مضمون الاحتفالية التراثي، فالفكرة التي رسمتها هي رمز للاذقية، واخترت كنيسة اللاتين، وهي مقصد المسيحيين والمسلمين على حد سواء، وما من أحد باللاذقية إلا ويعرفها وزارها، فكانت خيارا موفقا بالنسبة لي.

 إضافة إلى المولوي الذي دمجته معها بنفس اللوحة… كانت الفكرة من الكنيسة والمولوي معاً مستوحاة من التراث السوري ومن اسم الاحتفالية (نسيج) الذي يجمع كل مدن وأطياف سورية معاً.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار