الوحدة: 13-12-2020
الفنانة التشكيلية رزان عيسى ترى أن عملها أعطاها الرغبة في تعلم المزيد، والشعور بأنها متفردة، واثقة بقدرتها على خلق كل شيء فني جميل، وهي ترى فيه روحها تحلق عالياً، إن الفن في منظورها لغة جميلة ومميزة للتعبير عما يجول في داخل الفنان، وترجمة لأفكاره عن طريق الإبداع والعمل الصامت، فلنستمع إليها وهي تروي لنا شيئاً عن تجربتها، إذ تقول: أنا ابنة صافيتا الجميل، وابنة طبيعتها الخلابة، أعشق الرسم وفن الخالق فيها وجمالها، واخترتُ أن أقلدها فبدأتُ بالرسم من عمر صغير، كنتُ أرسم بالرصاص دائماً أي شيء يقع عليه ناظري، وأعجب به، فرسمتُ السنديان وبيت الجيران وصخور قريتنا، وحتى الحيوانات الجميلة، كنتُ أرسمها على الأتربة والأشجار وحجارة القلع الكبير، وفي مدرستي كنتُ المميزة دائماً برسوماتي التي كانت تدهش المعلمات، وتطورت هوايتي حين انتقلتُ لرسم البورتريهات بقلم الفحم لشخصيات معروفة ولأصدقائي، حتى الثامنة عشرة من عمري فتوقفتُ بسبب انشغالي بالحياة الزوجية وتربية أولادي وتعليمهم، وحاولتُ أن أكتفي بالأعمال اليدوية من حين لآخر إلى أن كبروا أبنائي، فعدتُ إلى الرسم بتشجيع من الصديق الفنان المحترم محمد السلوم أستاذي وقدوتي، فعلمني بالإضافة إلى نصائحه المتعلقة بالرسم… النحت بالطين والخشب، وبدأتُ أطور موهبتي حتى وجدتُ لنفسي أسلوباً للرسم تميزتُ به ، فأصبح الناس يعرفون لوحتي من دون توقيعي، فهذا إنجاز أفتخر به، ثم تضيف: لا يوجد وقت معين بالطبع للرسم والنحت، إنما هو حالة نفسية معينة، أو جو هادئ يساعد على التركيز والعمل من دون تشويش . وعن مساهماتها في المعارض تقول: شاركتُ بعدة معارض في عدد من المحافظات السورية، مع ملتقانا الجميل، ملتقى البيادر الثقافي، بإدارة الأستاذ حسن بزاقي، وآخر معارضي كان في مركز ثقافي المزة، مع عدد من الفنانين الكبار، وهكذا معارض لها دور كبير في التعريف بالفنانين، وتمنحهم الفرص الكبيرة للشهرة، وتلبي رغبة الفنان بأن تتعرف الناس على أعماله وأسلوبه وتفكيره، وطرحه للمواضيع الحياتية والجمال.
وعن مواضيع لوحاتها تضيف: كانت لوحاتي تتضمن عدة أشكال، منها الطبيعة، والعجوز الحكيم، وغيرها، وآخر أعمالي كان مجموعة نحتية بالخشب، تتكلم عن المرأة من عمر المراهقة والجمال والغنج حتى تتزوج وتبدأ معاركها مع الحياة والتعب والإرهاق في تربية أولادها، وتعيش الصراع بينهم وبين بناء نفسها، وممارسة هواياتها، وتطوير ذاتها حتى تنتفض بعد أن يكبروا، وتبني لنفسها وطنها الخاص بها الذي ينمي ذاتها، ويرضي روحها وقلبها.
ثم تتابع: وما زلتُ أعمل على أسلوبي في الرسم، كي أطوره بصورة متزايدة، وأعمل بالأشغال اليدوية الصوفية، وأحاول أن أبني كل شيء جمي .
وأخيراً تتحدث عن أمنياتها قائلة: أتمنى أن يتم الاهتمام بالفن والفنانين، والتشجيع على الاقتناء والنظر بحال الفنان، فهو دائماً يسعى لخلق الجمال بأغلى الأثمان، وبخاصة غلاء الألوان ومواد النحت، والأعمال اليدوية، وضرورة إيجاد سوق تصريف دائم لأعمالهم.
د. رفيف هلال