الوحدة 10-12-2020
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية نشاطاً ثقافياً شارك فيه مجموعة من الشعراء و كتاب القصة القصيرة و هم السادة الأدباء : محمود إسماعيل , محمد جبور , أمل حورية , مايا سليم , غازي زربا … و ذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد … ” الوحدة ” حضرت هذه الظهرية الأدبية المتنوعة و المتميزة بجودة الأعمال الأدبية من القصائد الشعرية و القصص القصيرة الهادفة كما تميزت أيضاً بالحضور الكثيف و الذي نتمنى أن يكون هكذا على الدوام فهو دليل عافية المشهد الثقافي في المحافظة التي نتمنى لها دوام الألق و الازدهار ..
قدّم الظهرية د . صلاح الدين يونس رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية حيث نوه في البداية إلى القصة القصيرة .. هذا الجنس الأدبي الذي يعد واحداً من معالم العصر الحديث حيث قال : نشأت القصة القصيرة في أمريكا اللاتينية و شكل ظهورها نقلة نوعية في عالم الإبداع و يرجع ظهورها لسبب جوهري وهو أن الشعوب التي قطنت تلك القارة كانت مهاجرة من جميع أنحاء العالم , أتت إلى القارة الجديدة لا لتؤسس مجتمعات و إنما لتكون تحت وصاية العمل و في هذه الأجواء انطلقت القصة القصيرة ووجدت لها مسوغات ضمن هذه الظروف ساعدها في ذلك الأجواء و المناخات السياسية في هذه القارة الأمريكية اللاتينية … و اليوم يستهوي هذا الجنس الأدبي– القصة القصيرة – جيل الشباب فهي ما تزال الأكثر مقروئية بين الأحباس الأدبية لسهولة تناولها وإيصالها لأهدافها وتماشيها مع الزمن، هذا وقد استهل الأديب محمد جبور الظهرية بمشاركته التي تمثلت بقصة حملت عنوان: (عندما يعشق سندران) تدور القصة في فكرتها الأساسية حول الإنسان الكادح الذي يفشل في حبه للمرأة ولكنه يفلح في حبه للوطن وللأرض ومن الجدير ذكره أن الأديب جبور عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية القصة والرواية صدر له ثلاث مجموعات قصصية: الزكام – الكابوس الجميل – الأيقونة ولديه ثلاث مخطوطات اثنان منها في الشعر وآخر في القصة ومن قصته التي ألقاها في الظهرية اخترنا ما يلي: “ارتمت على سريرها البارد، أطبقت جفنيها على حلم جميل، وسافرت بعيداً إلى أيام الصبا، يوم كانت كالفراشة، تطير من حقل إلى آخر، دون أن تعبأ بالتخوم أو بأسلاكها الشائكة”
المشاركة الثانية للكاتبة أمل حورية عضو اتحاد الكتاب العرب، لديها خمس مجموعات قصصية هي: (وتلاشى الحلم) (عندما تبكي الأنوثة) (العري) (طحين الخلفاء) (الشام ايل) شاركت في العديد من المهرجانات الثقافية والنشاطات الأدبية حصلت على الجائزة الأولى للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي في ليبيا، مديرة مجلة المعلم العربي في اللاذقية… شاركت بقصة حملت عنوان: (ادفع عمرك) وهي من وحي العمر الضائع دون جدوى أو هدف أو طموح ومن وحي فكرة من أحد الخيالات العلمية.. القصة المذكورة حملت خيالاً علمياً ففي أحد القرى يولد الناس على معصمهم ساعة رقمية تحدد أعمارهم والملفت بأن سكان هذه القرية يشترون حاجياتهم بأعمارهم وليس بالمال ونرى في هذه القصة المفارقة العجيبة بيننا كبشر عندما لا نشعر بثمن الوقت المهدور في تأمين حاجيات حياتنا الضرورية ويمر العمر جزافاً دون جدوى
وحاولت الكاتبة أن تضيء اللحظات الهاربة من عمر بطل القصة ( آدم ) الذي يمثل كل البشر و منها اخترنا المقطع التالي : ” آدم استهلك معظم سنوات حياته في شراء الكماليات و بذخ على نفسه كأي شاب متهور, إذ قضى معظم عمره في الحانات و أماكن اللهو , و دفع كثيراً من سنين حياته لبنات الليل و الهوى , يجلس متأملاً ساعته الرقمية و هي تنبئه أن ما بقي من عمره يومان فقط .. يشعر بالحزن الشديد .. و يتهكم بمرارة , سيقضي ما تبقى من أيام حياته جائعاً فثلاجته فارغة من الطعام و الشراب , معدته تصدر أصوات الاحتجاج .. هو لا يملك حتى كسرة خبز لإسكات احتجاجها .. يشعر بالندم و هو يتجه إلى المرآة و يتأمل وجهه الشاحب إذاً هذه الوسامة و الجاذبية تنتظر الموت ؟ . ” المشاركة الثالثة للشاعر محمود اسماعيل عضو اتحاد الكتاب العرب و قد قدم في هذه الظهرية قصيدة عنوانها : ( خرافة ) و منها اقتطفنا :
و خرافة
أخرى , تمر على سيا ..
ج القلب , يفتح بابه
و أنا الذي
عنكبت باب القلب من
حب بعيد
و خرجت من
ذاتي إلى
ذاتي , عبرت الضفة الأخرى وعد ..
.. ت لعزلتي
المشاركة الثالثة في الظهرية للشاعرة مايا شعبان سليم شاركت في نشاطات متنوعة و مهرجانات ثقافية نالت فيها المراتب الأولى و الثانية , فائزة على مستوى القطر في اتحادر شبيبة الثورة .. و لديها أربع عشرة شهادة و تقدير من جهات مختلفة ثقافية مثل اتحاد الشبيبة و نادي راميتا , لديها كتاب قيد الطباعة بعنوان : _ خصوبة ) و آخر بعنوان : ( حلم ) و قد ألقت في هذه الظهرية قصيدتين هما على التوالي : ( يا أنتِ ) , ( موعد ) و من الأولى اخترنا :
يا رمشها
و يغرد القلب البهي
يمر ربيعها
صوب النجوم ..
و تراني أرشف من ندى ..
أعمّدُ طيفها
وجع الغيوم ..
عيناكِ قافلتي
و بلونها صوت الدروب
دنياي كم أشتاق
تتوهج الدفلى
بحّناءِ التخوم
و من ( موعد ) اقتطفنا الآتي :
ستنسى الشمس موعدها
و أنساها وتنساني كأن الليل يسبقها
لأشجاني و حرماني
كأني إذ نذرت غدي
وتاه اليوم قبطاني
تمزقني المسافات
فأرسم كوكباً ثاني
أدغدغ حلمي الغافي
فيصحو بين أحضاني
كأني اليوم أحرسها
بآمالي و ألحاني
وبخوري الذي يغفو
على تنوري الحاني
المشاركة الأخيرة في هذا النشاط للشاعر غازي زربا الذي شارك في العديد من المهرجانات الأدبية و نال العديد من الجوائز التقديرية كما نال الجائزة الأولى في النقد الأدبي و الجائزة الثانية في القصة القصيرة في اتحاد كتاب العرب فرع اللاذقية , له العديد من المقالات الفكرية و الأدبية و هو أمين سر نادي أوغاريت الثقافي , يكتب الشعر و القصة و ينشر نتاجه على صفحات المجلات و الجرائد السورية و العربية كما حاز على شهادات تقديرية من مؤسسات ثقافية عديدة , لديه ثلاثة دواوين شعرية هي : ( امرأة لاتتقن الحب – نقطة انتهى – سيدة الندى ) وروايتين قيد الطبع حملت إحداهما عنوان : ( نجوم في وضح النهار )
و قد شارك في هذا النشاط بقصيدة عنوانها :(قهوتنا بلا سكر ) وهي من ديوان : ( نقطة انتهى ) وتعكس هذه القصيدة أفكار المواطن السوري بشكل عام و انكساراته و ماضيه و حاضره و من ( قهوتنا بلا سكر ) اخترنا المقطع الآتي :
حيَّ على الصباح
فلنقم الأعراس
سهولنا شاسعة
فلنقم الأعراس
قهوتنا
بلا سكر
ندى كمال سلوم