غزوان إبراهيم مُصّمم إضاءة مسرحية: هناك فرق بين الإضاءة والإنارة

الوحدة 9-12-2020

 

 

على مدى (16) عاماً وغزوان إبراهيم من الجنود المجهولين في المسرح القومي في اللاذقية يعمل وراء الكواليس بدوره الفعّال والحساس لإعطاء العمل المسرحي ملامحه العميقة، كونه يعمل على عنصر الإضاءة في الأعمال المسرحية، ولما  كان للإضاءة دور أساسي في إضفاء رونق حقيقي على أي عرض على الخشبة وإيصال الرسالة الحقيقية له.

ولطالما فقدت كثيراً من العروض المسرحية رونقها بسبب تشويه عنصر الإضاءة لها…

 عن تجربة غزوان ودخوله لهذا العالم وإشكالياته كان لنا معه اللقاء التالي:

– بداية كيف دخلت إلى هذا العالم، عالم الإضاءة الواسع والهام، دون تحصيل أكاديمي في هذا الاختصاص؟

أولاً: شكراً على هذا اللقاء، وبداية كوني أعمل في المسرح القومي كان لدي اهتمام من خلال مشاهدة العروض المسرحية، أن أراقب الإضاءة التي كانت تستخدم في العروض وشعرت أنها من التقنيات التي كانت تشدني في أي عرض أحضره، علاقة بيني وبينها، وكما ذكرت بداية من خلال عملي في المسرح بدأت بالتعرّف على مفردات العمل المسرحي بشكل عملي، ووجدت نفسي أكثر قرباً من الإضاءة، فقمت باتباع عدة دورات في الإضاءة والتصميم والتنفيذ، ودخلت بشكل عملي في طور التجربة الفعلية من خلال مشاركتي في هذا المجال بالعديد من الأعمال المسرحية لأساهم يوماً بعد يوم في أغلب المسرحيات على خشبة المسرح القومي، وليكون لي رصيد كبير من الأعمال المسرحية طبعاً في مجال تصميم وتنفيذ الإضاءة.

– كيف تصمم الإضاءة للعمل المسرحي، أو ما هي الآليات لذلك؟

قبل أن أتحدث عن التصميم، لنتحدث قليلاً عن الضوء، أي شكل له خطوطه الخارجية التي تجسّمه، ولولا الضوء لما تأثرت أعيننا بهذا الشكل، فمن البديهي معرفة أن وظيفة الإضاءة هي إعطاء المتفرج رؤية واضحة، وعلى المسرح الإضاءة تظهر حركات الممثلين وتعبيراتهم وهناك فرق بين الإنارة والإضاءة كالفرق بين الواقع والفن.

الإنارة تجعل من رؤية المتفرج للمشهد أمراً ممكناً، أما الإضاءة المسرحية هي لغة فنيّة تصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضفاء دلالة أو حالة نفسية محددة ومقصودة بحد ذاتها وللإضاءة وظائف عدة:

1- تحقيق الرؤية وهي أبسط وظيفة..

2- التأكيد والتركيز.

3- التكوين الفني والمقصود هنا أن لها جمالياتها من خلال اللون والتمازج والتقنيات الحديثة التي تغني العمل الفني.

4- خلق الجو الدّرامي /فرح – خوف- قلق- إلخ../

5- الإيهام بالطبيعة: وهي تقريب الواقع قدر الممكن للمتفرج.

6- دلالة الزمان والمكان.

وكل ما ذكرت عن الإضاءة والضوء هي أدوات بيد المصمم ليتمكن من تصميم إضاءة مسرحية لأي عرض، إضافة طبعاً إلى أنه يتوجب عليّ قراءة النص المسرحي، ثمّ حضور البروفات والمناقشة مع المخرج ليتم تحديد النقاط والمفاصل الأساسية في العمل لتوظيف ما ذكرناه لخدمة العمل المسرحي وإعطاء أفضل حالة فنية بصرية للمشهد الواحد، وبعد ذلك يتم وضع خريطة لتوزيع أماكن الإضاءة بما فيها اللون والشدّة وزوايا الأجهزة، وفي كثير من الأحيان يصبح الظلّ والظلام إضاءة بحد ذاته وفقاً لحالات معينة.

– بعد /16/ عاماً كيف ترى تطور تجربتك في مجال تصميم الإضاءة؟

بعد مرور كل هذا الوقت من العمل في مجال الإضاءة أرى أنه لا يمكن لأي شخص احتواء كل مفردات الإضاءة في عالم التصميم، لأنه بعد هذه الثورة الرقمية أصبح كل يوم شيئاً جديداً يجب التعرف عليه لتوظيفه في هذا المجال.

العمل مع مرور الوقت يصبح تراكم خبرة، ويستمر هذا التراكم والمعرفة حتى الوقف عن العمل، عندها نتحدث عنه كتجربة، لكن أستطيع القول أن تجربتي كانت مفعمة بتجارب عديدة من خلال مشاركاتي بالعديد من المسرحيات والمهرجانات المسرحية المحلية والعربية، وهي بمجملها تجارب جيدة لأنني استخلصت من كل عمل معرفة جديدة لحالة فكرية جديدة وهي بدورها أغنتني من خلال التراكم الذي تحدثت عنه.

وفي الفن بشكل عام لا يوجد مراتب فإما إبداع وأفكار جديدة أو لا فن، أما بالنسبة لإشكاليات العمل فهي كثيرة لكن لن أتحدث عنها لأنها قاعدة من قواعده بشكل عام، لكني قمت باستثمارها وتسخيرها لخدمة العمل وفي أحيان أخرى أتجاوزها.

هل من كلمة أخيرة؟

 شكراً لكل من عملت معه في المسرح وكان سبباً في إغناء معرفتي وصقل خبرتي.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار