الوحدة 9-12-2020
ها أنتِ والفجرَ تطلّين أغنيةً حاملةً المطر وتأخذني ريحٌ شتويّة فأعبرُ الّليلَ مُرتقباً خيوطَ الفجرِ تنبثق من لحظِ عينيكِ ومنَ السّواقي تعبرُ الوعرَ فأجدُ نفسي واقفاً بين نفسي ونفسي أتصفّح أيّامي الّتي ما عادتْ تشبه أيّامي فتلوحُ الذّكرياتُ حقولَ رياحين وتأخذُني مُبحِرةً في سفنِ الحُبّ والأملِ والحنين وأُسافر والذّكرى فأقرأُ فيها قصائدَ الغد لأرى عيونَه قد بان اشتياقُها وترمي أوراق الخريف مفسحةً الدّربَ أمام برعم يلد الذّكرى حياة وتغادر العتمة الآلام فأسمع طنين النّحل يشدو أغنيات الشّوق
آه لذا الّليل كم به من نجوم ترشّ رذاذها على دروب الحبّ والقوافي قصائد وأغنيات ليعبر الصّبح مُشرقاً وقد أذنْتِ له بالمجيء فيعبر درب الياسمين وأرى الصبح لوحةً مزركشة تزيّنت بعباءات الفرح
أنا المشتاق لومضةِ برقٍ من سنا عينيكِ أمتطي غيمة السّهر ويتجدّد الأرق فأسافر في مدارج الضّوء أرتقب قيلولة على بريق الأمل وأرقب النّجومَ وقد بانتْ هانئة فأسمع الريحَ صدًى يطرق شغفي وأغدو طريحاً أتوسّد الشّوق ويفيق الحلمُ لأجدني أبحث عن الـ كانت حياة حلمي وترنيمة البلابل في صبحٍ نيسانيّ وأبقى أفتّش في ثنايا الذّكرى عن الحلم بأعلى صمتي.
نعيم علي ميّا