أسئلة وطن … نيكوس كازانتزاكس نموذجاً

الوحدة 8-12-2020   

 

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (أسئلة الوطن.. نيكوس كازانتزاكس نموذجاً) ألقاها الأديب والشاعر عباس حيروقة وقال فيها: لا شك أن الروائي العالمي اليوناني كازانتزاكس أكبر من أن يعرف إلا أنه لابد أن نقول أنه الكاتب والناقد والشاعر والفيلسوف والمترجم والناقد إنه المثقف الموسوعي الشامل، وقد ألف الكثير من التراجيديا وترجم الأدب العالمي إلى اليونانية أيضاً له العديد من الأعمال الروائية التي تم عرضها كأفلام مثل زوربا، المسيح يصلب من جديد، ونلحظ وجود قلق كبير عند هذا الروائي قلق مفاده البحث عن الله والبحث عن الحقيقة بالإضافة إلى البحث عن الجمال وتتبعه وبعد كل هذا البحث المضني والمرير وتجواله في كل دول العالم تقريباً عاد إلى قلبه ووجد أن الله يسكن قلبه فقط  وبين ذلك بمقولته  (قلت لشجرة اللوز حدثيني عن الله يا أختاه فأزهرت) أي أنه وجد الله في كل الأشياء الجميلة، وبعدها انتقل إلى مفهوم الوطن فهل الوطن الذي نعيش فيه اليوم هو ذاته ما قبل الأزمة؟ هل ثمة اتفاق على مفهوم الوطن وهل هو الوطن بالنسبة للسوري والعراقي والفلسطيني هو ذاته الوطن بالنسبة للقطري والسعودي؟ ما كان وطناً قبل مئات السنين أراه غير ما كان وطناً قبل آلاف السنين فالوطن كان قبل آلاف السنين عبارة عن قبيلة على سبيل المثال وتوسع ليصبح مدينة وتبدل بعد ذلك حسب الحراك الزماني لكل أمة وعلى مستوى الأمة العربية ليصبح خلافة وبعد الحرب العالمية الثانية وبعد تحرير بلداننا من الاستعمار لاحظنا أننا حافظنا على الأوطان التي رسمت لنا بموجب اتفاقية سايكس بيكو وبتنا ندافع عن شيء رسمه الاستعمار لنا، إلا أنه يبقى في المخيل الحلم في الوطن العربي ويبقى السؤال ماهي مقومات تحقيق هذا الحلم الجميل، وأضاف: كازانتزاكس كان ينظر إلى الوطن نظرة خاصة تتقاطع معنا جميعاً ككتاب وأدباء لاسيما في عمله الإخوة الأعداء و هذا ما سنتحدث عنه اليوم لأننا عندما نقرأ هذا العمل ندرك أننا نقرأ عن سورية حيث يتناول العمل الحرب الأهلية في اليونان التي خاضتها أطراف يونانية فيما بينها ونلاحظ أنهم يقاتلون ويقتتلون وتتسع الفجوة بين أبناء البلد الواحد لأنها امتلأت بالثأر و الفقر والجوع و القهر، كما أنه يسلط الضوء على دور رجال الدين فثمة رجال دين يقومون بالدور المنوط بهم فيعملون على تعزيز المحبة والخير والسلام وآخرون يعملون على إثارة الفتن ويدعون إلى القتل، كذلك يتحدث عن الشخصيات الهامشية المقهورة والتي قدمت أبنائها في سبيل تحرير البلد كما يحدث تماماً في سورية، أخيراً نوه أن الروائي قال كلمته على لسان الأب يناروس الكاهن الذي يدعو إلى المحبة عندما كان يشعر بأنه المسؤول عن هذا الجوع والقهر كما كازنتزاكس الذي كان يبين في كثير من أعماله أنه المسؤول أمام الله عن عذاب العالم ولذلك وقف الكاهن على أعلى الكنيسة فاتحاً ذراعيه وينادي المحبة يا أبنائي وهذا ما يجب أن نقوم به نحن كسوريين لأننا لن نخرج مما نحن فيه إلا بالمحبة والتكاتف.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار