نوافذ الشوكولاتة.. ابتكار آنا رعد الياس لعيد الميلاد

الوحدة 8-12-2020   

 

 

كلنا للوطن يداً بيد مع الفقير ليغنى والمريض ليشفى والضعيف ليقوى هذا هو شعار عائلة المرحوم رعد الياس من طرطوس الخريبات. من سكان حلب هذا الأب الحنون الذي غرس في نفس أولاده حب الوطن والعمل المشترك لأفراد العائلة يداً واحدة ووجعاً واحداً ليساعدوا أكبر عدد من المحتاجين لتعود سورية قوية ومنيعة كسابق عهدها . بدأت قصة آنا رعد الياس بتحقيق حلمها الذي بدأ منذ عمر ال١٣ سنة بالعمل الدؤوب منذ ثلاث سنوات بتعلم أسرار صناعة الشوكولاتة وصناعة منتج خاص يحمل اسم والدها مستفيدة من خبراتها التي اكتسبتها خلال زيارتها لعدة دول أجنبية تختص بصناعة الشوكولاتة: بلجيكا ،هولاندا ،إيطاليا وبقيت مؤخراً ست سنوات في فنزويلا الموطن الأصلي لبذور الكاكاو فطورت خبراتها واطلعت على ثقافات جديدة وجربت كل ما يخص هذه الصناعة ولم تكتف عند هذا الحد بل عملت بجد وبحثت في مواقع الانترنت أيضاً عن كل ما هو جديد لتعود إلى الوطن بخبرات وأفكار جديدة وتوّظف معارفها فيه .تعلمت آنا على يد سيدة عجوز كان تاريخ عائلتها حافلاً بإنتاج الشوكولاتة فضلاً عن العديد من الدورات وكل ما يخص هذه الصناعة حتى صقلت معرفتها من كل النواحي فبرأيها :الخبرة تكتسب بأي لحظة وأي مكان من خلال الوعي لقدراتنا الداخلية وتكتمل بالاكتشاف والبحث والدراسة وأهم شيء التميز ،فحين نبحث عن التفرّد علينا ألاّ نمشي على الطريق المرسومة لنا لأنها تقودنا حيث ذهب الآخرون ،ولذلك علينا أن نصنع فرصنا بيدنا بدلاً من تلك التي ضاعت وهذا كله يأتي من التحضير والعمل المستمر والوقت وما أثمنه في هذا الزمن.

 

والأهم من ذلك كله العامل الأساسي للنجاح وهو الاستمرارية رغم كل المعوقات من انعدام الكهرباء والمواد . لقد قيّد الوضع العام للبلد وما تمر به من أزمات مشاركة آنا بالعديد من المعارض ولكنها استطاعت أن تنفذ فكرة جديدة من ابتكارها الخاص لتفرح قلوب أطفال سورية بعيد الميلاد وتنسيهم ما عانوه وستكون جاهزة في الأسواق في كانون الأول بأسعار رمزية وهي عبارة عن علبة في هيكلها الخارجي صورة لبابا نويل وعليها ٢٤ نافذة في كل منها قطعة من الشوكولاتة يفتحها الطفل حتى يصل ليوم العيد .كما طرحت آنا العديد من الأنواع في السوق بنكهات وإضافات جديدة وغريبة :شوكولاتة بنكهة البندق وشوكولاتة بيضاء ،قشور الفواكه مغطسة بشوكولاتة مع إضافات أخرى كحشوة الكرز وقطع الكرز . لم تتوقف آنا عند هذا الحد بالإبداع بل استفادت من خبرة والدتها بالرسم في تشكيل قطع وأشكال غريبة من الشوكولاتة . ختاماً وجهت آنا شكراً خاصاً لكل الداعمين لها لعائلتها أولاً ممثلة ببركات والدها من السماء ودعم والدتها وشقيقتها وفضل زوجها بالعمل والجهد لتأمين المواد على أمل أن تفرح قلوب أطفال سورية الذين آذتهم الحرب وشردتهم .

رهام حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار