الوحدة: 7- 12- 2020
أقام قصر الثقافة في بانياس حواراً بعنوان (ممدوح عدوان… سيرة وحياة) تلاه عرض لفلم اللعبة سيناريو وحوار ممدوح عدوان وإخراج محمد الآغا، وكانت البداية مع الكاتب حسن م. يوسف الذي تحدث عن حياة ممدوح قائلاً: ممدوح يكتب كما لو أن لا شيء في حياته سوى الكتابة خلال حياته وبعد رحيله أطلق عليه العديد من الصفات منها شغيل الثقافة المحترف بامتياز، غول الأدب في سورية، حارس الذكاء النبيل وغيرها، وكان يعتبر عدوان أن الشاعر فيه يأتي أولاً وأخيراً وقد أنجز سبعة عشرة مجموعة شعرية كما وجد الوقت ليدلي بدلوه في الفن من خلال روايتين كما كتب ستة وعشرين نصاً مسرحياً وترجم اثنين وعشرين كتاباً إنكليزياً، أيضاً كتب ستة عشر مسلسلاً تلفزيوناً درامياً وآلاف المقالات والزوايا الصحفية وعمل مراسلاً حربياً وامتاز بفهمه العميق للمهنة، وانعكست خصوصيته كأديب على مقالاته ودراساته بشكل إيجابي، عمل أستاذاً بمادة الدراما الكتابية في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ ممدوح يعترف بالدراما السورية في بداية التسعينيات كجزء هام من مشروعه الثقافي ولكن (ممدوح) لم يقبل الشاشة الصغيرة كما هي فقام بنقل حركته إليها واستخدمها كمنصة لإطلاق صواريخ القلق في عقول المشاهدين وهو لم يقدم الزير سالم كبطل خارق كما في السيرة الشعبية بل قدمه كبطل تراجيدي يعبر من خلال مأساته الشخصية عن مأساة أمة مسجونة في عناتها الذاتية وحروبها القبلية، وكان يرى أن الفن الجيد لم يعد ما تتلقاه وأنت مسترخٍ وهذا ينسحب على الموسيقا والرسم والشعر وحتى الغناء فكل فن جيد يجب أن يوثب ذهننا ويوقظ في نفوسنا أسئلة ما فضولاً ما تنبهاً ما وغير ذلك فهو فن ميت، ورغم ولع ممدوح بالنكتة والضحك، لم يكتب أي عمل كوميدي ولكنه كتب دراما يخالطها شيء من الكوميديا، وأضاف: جعلني ممدوح أغير موقفي من التلفزيون فذات مرة سألته لم تكرس للتلفزيون كل هذا الوقت فأجابني بجدية لم أعهدها فيه ( التلفزيون يخترق المناطق المحرمة على الكلمة المكتوبة ويصل لمن لا يقرؤون لكن أهم شيء بالنسبة لي أن التلفزيون حفظ كرامتي)، وقد عبر ممدوح عدوان عن نفسه وعن كثيرين غيره إذ قال في ديوان (كتابة الموت) إننا ننهض عن مائدة العمر ولم نشبع تركنا فوقها منسف أحلام نحن أكملنا مدار العمر فرساناً وقد متنا شباباً.
وبدوره المخرج محمد الآغا قال: بداية أقدم شكراً كبيراً لمركز ثقافي بانياس لنشاطه الكبير بإدارة الأستاذ خالد، وأضاف: استقبل ممدوح مرض العضال بوجه ضاحك وبروح مرحة فقد كان إنساناً جريئاً وطيباً ومناضلاً، ثم تحدث عن فلم (اللعبة) الذي كتبه ممدوح عدوان قائلاً: الفيلم مأخوذ عن فكرة بلغارية تحكي عن صراع طبقي أو لنقل صراع فئات بين شاب فلاح من الجزيرة يدرس في بلغاريا رأى فتاة من طبقة مخملية وأحبها لتحاول بشتى الطرق أن تحصل على موافقة أهلها للزواج منه فتعرض عليه أن يكذب حفاظاً على سمعة العائلة ولكنه يرفض أن ينكر ذاته و بيئته.
رنا ياسين غانم