الوحدة: 7- 12- 2020
اشتهرت بعض القرى والبلدات بصناعة الصابون المنزلي وعلى رأسها صابون الغار إضافة إلى مهارات وحرف وصناعات يدوية عرفت بها عبر مئات السنين تكشف عن حجم الإبداع الفطري وموهبة ابن المنطقة في تأمين متطلبات حياته واحتياجاته اليومية من خلال استثماره لموارد البيئة والانتفاع منها أكثر من صناعة وحرفة ترسخت بوسائل بسيطة تبدأ بالصابون المنزلي بصورة خاصة.
السيدة مطيعة زيود حدثتنا عن رحلة صناعة الصابون في المنزل قائلةً: حرفة تعتمد عليها الكثير من الأسر الريفية وتعمل على تحضيرها وصناعتها، مادتها الأولى والرئيسة زيت الزيتون (غير صالح للطعام) الزيوت المترسبة في قعر الأواني والمهل أو عصر العرجوم واستخراج زيته لصناعة الصابون إذ يتم غليه في الدست (قدر كبير) مع مادة القطرون قبل أن يضاف إلى المزيج كمية من زيت الغار الذي يمنحه الرائحة الزكية ثم يصب على سطح أملس محاطاً بقواطع خشبية إلى اليوم التالي حيث يكتسب قوامه القاسي فيقطع إلى مكعبات متساوية ويصبح جاهزاً للاستخدام.
أضافت السيدة مطيعة: كنا سابقاً نتعلم هذه المهنة من الجدات أو من نساء بارعات في صناعتها وكانت المواد الأولية رخيصة إذ نقوم بصناعة كميات كبيرة نستخدمها في المنزل ونقدمها هدايا لأصدقائنا وأقاربنا في المدن، أما الآن ومع وجود صناعات كثيرة آلية وارتفاع المواد الأولية بالكاد نقوم بتحضير القليل نحن اعتدنا على الصابون الغار من صنع أيدينا ولا يمكننا الاستغناء عنه.
وفي الختام تمنت أن تبقى هذه الصناعة راسخة في الذاكرة ويوجد من يتعلمها ويحافظ عليها، لأنها من الصناعات التراثية القديمة.
معينة أحمد جرعة