حقيقة مطويّة – لا عمر للحبّ – هذي ملاكي – الانتظار

الوحدة : 3-12-2020

في اتحاد الكتاب العرب باللاذقية

وسط حضور كثيف ومصغٍ لما قدّمه الأدباء المشاركون من أعمال أدبية أقيم في فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية النشاط الثقافي لكل من السادة الأدباء ، ربى منصور، هالا مرعي، حسين النهار، إبراهيم سويد وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد.. ” الوحدة” حضرت هذه الظهرية التي تعددت فيها النتاجات الأدبية وتنوعت الأساليب الشعرية والأفكار والمضامين في القصائد الملقاة وكذلك القصص القصيرة الهادفة التي تعكس الواقع الحياتي المعاش.. ونتمنى بدورنا أن يبقى الحضور الكريم بمثل هذا التفاعل والإصغاء والاستماع لما له من أثر إيجابي على المشهد الثقافي في المحافظة..

والبداية كانت مع القاصة والروائية ربى منصور عضو اتحاد الكتاب العرب، لديها ست روايات منشورة هي: حبة ماس – مطاليب الفرح – هكذا عاد – على بالي – طبعة جوري – معبر المشاعر وثلاث مجموعات قصصية هي: العاصفة الرقمية – أقبية النار – الوشاح وقد أتت مشاركتها من خلال قصة حملت عنوان : (حقيقة مطوية) وهي قصة اجتماعية من واقع الحياة اليومي ركزت فيها القاصة – وبكل شفافية وصدق وبأسلوب بديع – على أمر أساسي وهام وهو محبة الحياة والتمسك بها و بتفاصيلها حتى لو كانت هذه الحياة مؤلمة ومتعبة ومرهقة وذلك من خلال بطلة القصة (سومانا) التي لم تشعر بأهمية حياتها إلا بعد أن فقدتها وتمنت لو تجاوزت مرارتها وتحملّت مآسيها وصعابها حيث رمت نفسها من الجسر إلى النهر وماتت ولم تفكر لحظة بأنها ستشتاق كثيراً إلى الحياة ومن (حقيقة مطوية)اخترنا المقطع التالي: بعد موتها وخلال مراقبة البشر اكتشفت أن بهجة العيش بلا حدود، وأن السعادة تجنى أحياناً من إغفاءة قصيرة إثر أي عمل، لقد كانت في متناول يدها ولم تكن تدري! لكن الموت سبق الندم وهي في مكانها الضبابي تتمكن الآن برضى من مراقبة الناس ولن تعيد الكرة وتتبرم من أي أمر، منذ مدة لاحظت حركة غير اعتيادية في مدن الأرض كافة، يا لغرابة البشر! لأول مرة تراهم مجتمعين على رأي واحد وقد بلبلتهم المخاوف، كان الفضول الآن يسحب سومانا إلى حي الزراعة في اللاذقية، بشوق رفرفت متجهة صوب جسد يقف أمام غرفة صغيرة، كان كل واحد منهم يتناول الخبز من كوة ويغادر لكنها لم تفهم جيداً حديثهم المتواصل عن كورونا.

المشاركة الثانية للكاتبة الروائية هالا مرعي وهي عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية القصة.. لديها أربع مجموعات قصصية حملت العناوين التالية: (نصف الحقيقة لا يجدي – خلايا العشق – رقص بلا إيقاع – عندما يغني الألم) تحمل إجازة في اللغة الفرنسية كما عملت في الترجمة وقدّمت في هذه الظهرية قصة عاطفية بعنوان: (لا عمر للحب) زهرة النار عبّرت فيها عن أهمية الحب في حياة الإنسان سواء كان كبيراً أو صغيراً فالحب لا يعرف عمراً وذلك من خلال شخصية (رملة) ومنها اخترنا المقطع التالي: ” لم تتأخر رملة يوماً عن تسليم الخضار في موعدها، ففي العاشرة تماماً توزع نظرها بين الساعة ونافذة المطبخ كي ترى أبا سعيد وهو قادم، كان أبو سعيد رجلاً بشوشاً وكثير المزاح، هيئته تدل على تجاوزه الخمسين من العمر، لكنه كان لا يكف عن التودد إليها، برغم الحصار الذي كانت تفرضه على نفسها بعبوسها الدائم في وجهه، خوفاً أن يعتقد سوءً بها ولكن رجلاً كأبي سعيد لا يعرف اليأس لقد تجرأ في إحدى المرات أن يلمس يدها، فارتبكت رملة واحمّرت واختفت سريعاً خلف الباب، وكأنه أوقد زهرة النار! لقد أصبحت تنهي عملها باكراً لتتزين قبل حضوره، وتترقب وصوله الوشيك من نافذة المطبخ.

المشاركة الثالثة للشاعر الفراتي من الرقة الحبيبة حسين النهار – هذا الشاعر الذي يشبه نهر الفرات في كثير من الأشياء.

الشاعر النهار يعد لطباعة ثلاثة دواوين مشارك في كثير من المهرجانات و الملتقيات واللقاءات التلفزيونية وقد ألقى قصائد عديدة بعناوين مختلفة منها: (مريبط والبحر، هلا بالريحان – اسأل الزوار)وقصيدة غزلية بعنوان: (هذي ملاكي) واتسمت غالبية قصائده بالطابع المحكي الرائع ومن قصيدة (اسأل الزوار) التي يتغنى بها بنهر الفرات العظيم اخترنا ما يلي:

خدتني الريح لبلاد بعيدة

أحن ونوح للرقة الحبيبة

على شطك تربينا

غرفنا المياي

بجفوف ادينا

علامك يا نهر

ما تزعل علينا

اسأل الزوار

والزاروك

ما بخلنا

رفعنا اسمك

لو بعنا منازلنا

أنت للكرم سلطان

تعطي وتاخذ

والعجيلي ذكر ذلك

في محافلنا

ومن القصيدة الغزلية: (هذه ملاكي) اخترنا ما يلي:

ما تنوصف يا ناس

آشلون أوصفها

هيا قمر لو هلال

محلا مشيتها

لو داست عالأرض

ينبت الريحان

ويفرح غزال الكون

بمشيتها

ولو حجت يخرس

الإنس والجان

ويشتهوا

أطول كلمتها

المشاركة الأخيرة في هذه الظهرية للشاعر إبراهيم سويد – عضو اتحاد الكتاب العرب – الموجه الأول للغة العربية، صدر له مؤلفات عديدة نذكر منها: (الغجر الجديد، أزهار البنفسج) وقد ألقى في هذه الظهرية مقطوعة شعرية واحدة بعنوان: (الانتظار) ومنها اقتطفنا الأبيات التالية:

أفتش أصداف قعر البحار                       عن اللؤلؤ السّاحر المدخر

يطول انتظاري على لهفي             وأبصر في الرمّل حلم البصر

ولا شيء حولي سوى المستحيل        وبعض الحجارة حول الحفر

فأهتف أين الشراع الذي                            سيبحر بي مثل كلّ البشر

وأهتف أهتف مثل الغريق                      بصمت إذا ما أحس الخطر

فحملت نفسي ما لا أطيق                           وهل يستساغ شراب الكدر؟

 ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار