أم الشهيدين تطرق كلّ الأبواب ولا تسمع جواباً!

الوحدة: 30- 11- 2020

 

أم محمد، بديعة عزيز حمدان، من مدينة الشيخ بدر في طرطوس، هي أم لشهيدين، واحد استشهد في مطار الطبقة لم يُعرف عنه شيء،  والآخر  في ضاحية الأسد بحلب، أحضروه إلينا وقمنا بواجب الدفن كما يجب، هي أرملة، زوجها متوفٍّ منذ 14 سنة, عندها شاب عسكري جريح عنده نسبة عجز 30% يحارب في إدلب، متطوّع، لديها ابنة وحيدة عمرها 19 سنة، لا سند ولا معيل، التعويض الذي تتقاضاه السيّدة المكلومة بسيط لا يتجاوز  45 ألفاً تعويضاً عن الشهيدين! ماذا يكفي هكذا مبلغ؟ هي مريضة تعاني من كيسات ومعها تقرير حول إيكو بطن، إضافة لكونها مريضة سكري ومعها دفترها الخاص بمرضى السكّري، تعاني عدّة أعراض صحية، ليست عندها وظيفة وليس لديها أرض تعتاش منها، راحت كلّها بالحريق السابق، 23 زيتونة احترقت بالكامل لم يتبق منها ولا ورقة زيتون، وضعها صعب، إذ راجعت عدّة جهات في المحافظة بطرطوس وقابلها المحافظ، تقول إنه متجاوب، لكن لا توجد نتيجة، قالو لها في المحافظة: الوظيفة للزوجة والأولاد! طيّب، الأولاد لم يتزوجوا وهم الذين من المفروض أن يعيلوها، وكانوا يتامى، وقدّمتهم فداء الوطن، ألا تستأهل عملاً كريماً تعتاش منه حياة لائقة، كانت مسؤولة مكتب الشهداء بالمحافظة خلال أربع أعوام طويلة جعلت فيها الأرملة أم الشهداء اليتامى تعيش بين ثنايا الحرمان والوعود فقط دون نتائج واقعية، أخيراً بقيت  دون معيل ودون عمل ودون أرض تعطيها قوت يومها، فما السبيل؟ لسان حالها يقول: أتمنى أخيراً مقابلة السيد الرئيس والسيدة الأولى، وإلا فالحل المنشود لن يطرق بابي أبداً…

نحن بدورنا في صحيفة الوحدة نقول: يجب عليها أن تحصل على مرادها، بوظيفة تدرّ عليها راتباً يقيها شر الحاجة وفاقة العوز وتعالج نفسها من المرض والفقر، لقد قدّمت أغلى ما تملك، وحقّها على الوطن أن تعيش حياة كريمة.

أحمد كريم منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار