أيادٍ بيضاء تمتد لتعزز دور العلم و الأصالة في قرية بسين

الوحدة : 15-11-2020

يغترب البعض من الأبناء لأسباب كثيرة منها العمل وتحسين مستوى المعيشة أو لاكتساب العلم أو…. لكنهم يحملون أوطانهم معهم أينما رحلوا وحلوا، لا ينسون أبداً أهلهم ويحاولون مد يد العون لهم في كل مناسبة أو ظرف يتمكنون خلاله من سداد جزء من ديون الوطن عليهم، وليس غريباً ابداً على ابن قرية بسين الجميلة.

 الدكتور إبراهيم محمد المغترب حالياً في ألمانيا ومبادرات الخير التي يقوم بها بشكل دائم ومستمر مع أبناء منطقته وقريته الجميلة (بسين)، لفتت انتباهنا مبادرة جميلة يقوم بها حالياً بالتعاون مع بعض من الأهل وأصحاب الخير في القرية مضمونها تقديم دورات تعليم مجانية لأبناء القرية لتقويتهم في كافة المجالات ويؤكد الدكتور إبراهيم أنها ليست بالجديدة على القرية فقد بدأت هذه المبادرة من سنين عديدة ماضية والغاية منها الحرص على تلقي أبناء القرية والقرى المجاورة الدروس التي يحتاجونها وتوفير الوقت والجهد والمال عليهم وعلى أهاليهم وخاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها جميع العائلات السورية، فكيف بأبناء قرية جبلية بعيدة عن المدينة وتحتاج إلى دعم كبير على كافة الأصعدة، ويؤكد الدكتور محمد أنه حرصاً على وقت أبناء قريته والقرى المجاورة وحتى لا يتكلفون بثمن الدروس الخصوصية الباهظ وأجرة المواصلات العالية بشكل يومي إلى القرداحة أو حرف المسيترة تتم إقامة هذه دورات تعليمية بشكل دوري من رياضيات وفيزياء وكيمياء وإنكليزي وعربي وكافة المواد الهامة مع تأمين ما يحتاجه الطالب من كافة المدرسين المختصين بهذه المواد بالإضافة إلى تأمين الأساس اللازم من كراسي وطاولات وألواح.

وأضاف: الجديد في هذا العام إقامة هذه الدورات في بيت ترابي تراثي قديم ورثه عن أبيه وأجداده وعاش فيه مالا يقل عن تسعة أجداد على التوالي حيث يفوق عمره ال 450 عاماً، ويعتبر من أقدم البيوت الترابية في المنطقة وقد قام بترميمه وصيانته والمحافظة عليه من الاندثار، وخلال عملية الترميم تم الاعتماد على نفس المواد التي كان الجدود يستخدمونها لبناء بيوتهم بمساعدة عدد من كبار السن في القرية وجوارها.

وقد أحب الدكتور إبراهيم أن يتعلم أبناء القرية من خلاله وبالتوازي مع دروسهم التعليمية كيف يرتبطون بجذورهم الممتدة في عمق الزمان ويحافظون على أصالتهم وحضارتهم وتراثهم ويتمسكون بتاريخهم العظيم الذي يحاول العالم أجمع تشويهه وتخريج أجيال جديدة بلا هوية ولا انتماء، وفي سبيل تعزيز الارتباط بالجذور يستقبل البيت أيضاً من فترة لأخرى الطلاب والباحثين من مناطق مختلفة في اللاذقية بهدف تعريفهم على جوانب مهمة من حياة أجدادهم وفنهم المعماري.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار