الوحدة 3-11-2020
تتجه أغلب الفتيات للولادة القيصرية ظناً منهم أنها أفضل للأم والجنين معاً، ولكن يبدو أن هذا اعتقاد خاطئ، و لتوضيح مخاطر ومزايا كل من الولادة الطبيعية والقيصرية التقينا الدكتورة وفاء إبراهيم (دكتورة نسائية) وقالت: بالتأكيد الولادة هي حلم كل امرأة وفيزيولوجياً الجسم وطبيعته مهيأ للولادة الطبيعية حيث يزداد نمو الجنين حتى يصل إلى الشهر التاسع ويكون عمر الحمل من 36-40 أسبوعاً وهي المدة الطبيعية للحمل وهنا يبدأ الجسم بإفراز هرمونات تساعد على زيادة ليونة المفاصل وخاصة مفاصل الحوض لتسهيل عملية الولادة وحتماً هناك فوائد كبيرة للولادة الطبيعية بدءاً من صحة الجنين لأن انتظار الأم وعدم تسرعها في الإنجاب يمنح الجنين صحة جيدة ويضمن جنيناً مكتمل النمو لأن الإشارة الأولى للولادة الطبيعية تكون من الجنين معلناً من خلالها استعداده للانفصال عن الأم ليبدأ الجسم بفرز الهرمون الخاص بالولادة، أيضاً من فوائد الولادة الطبيعية الرئتان النظيفتان فأثناء مرور الجنين بالقناة المهبلية يتعرض صدر الجنين للانضغاط مما يساعد على تنظيف الرئتين وإخراج كامل السوائل الموجودة فيها ليتمكن من أخذ النفس الأول، وهنا لابد من الإشارة أن الولادة الطبيعية لا تحتاج إلى تخدير لذلك يجب أن يلامس الجنين الأم عند خروجه وحتى قبل أن يتم قطع حبل الصرة لأن هذا يساعد على إفراز الحليب بشكل أسرع لأن الربع ساعة الأولى بعد الولادة هي الأهم بالنسبة للإرضاع ويمكن تطبيق هذا الشيء مع القيصرية شرط أن يكون التخدير قطنياً فالمادة المفرزة خلال الساعات الأولى تسمى اللبأ تعطي مناعة للوليد، أيضاً في المهبل هناك جراثيم متعايشة وعند مرور الجنين في القناة المهبلية تعطي مناعة للجنين وتساعد على نمو الجهاز الهضمي بشكل أكبر، أما بالنسبة لفوائد الولادة الطبيعية للأم فتكون بقصر وقت الاستشفاء وقلة مخاطر الانتانات للجروح، وعودة الجسم وأعضائه لحالتها الطبيعية بشكل أسرع، ولكن للأسف في يومنا هذا تلجأ معظم السيدات إلى الولادة القيصرية وذلك بسبب الخوف من الألم وعدم وجود تشجيع كافٍ وغياب الوسائل التوجيهية لأهمية الولادة الطبيعية ولكن هذا لا يلغي أنها الأسلم بالنسبة للأم والجنين وكل أم قادرة على الإنجاب بشكل طبيعي إلا في حال وجود أسباب تجعل الطبيب يتجه إلى الولادة القيصرية ومنها مجيء الجنين بشكل معيب (جنين مقعدي، جنين معترض) ومرض السكري بسبب كبر حجم الجنين وعند وجود ارتفاع ضغط عند الأم بالإضافة لحالات انفكاك المشيمة أو ارتكاز مشيمة معيب، ومن الممكن أن نضطر أثناء الولادة الطبيعية إلى القيام بعملية قيصرية حفاظاً على صحة الأم أو الجنين، وهنا لابد أن نذكر مخاطر القيصرية بالنسبة للجنين فقد يكون الجنين غير مكتمل النمو وغير جاهز للولادة ولكن لأن الأم قررت القيام بعملية قيصرية انتخابية بناء على رغبتها دون الانتباه إلى احتمال وجود خطأ في حساب عمر الجنين وفي هذه الحالة لا يكون قادراً على إفراز السوائل من الرئة بشكل جيد بداية الولادة فتزيد حالات الاستشفاء والحاجة للحاضنة، أما بالنسبة للأم فهناك مخاطر كأي عمل جراحي آخر من ناحية الاستشفاء فهي بحاجة لمدة أطول واحتمال حدوث إنتانات في الجرح، التأخر في القدرة على الحركة بشكل جيد بالإضافة للاختلاطات التي تحدث نتيجة العملية القيصرية كالالتصاقات التي تحدث داخل البطن وتكون ناتجة عن العمل الجراحي وهذه الالتصاقات قد تكون سبباً لتأخر الحمل لأنها من الممكن أن تسبب انسداد في الأنابيب، وأيضاً هناك اختلاطات مستقبلية كانفكاك مشيمة مبكر نتيجة ارتكاز المشيمة مكان الندبة كما يمكن أن تؤدي الاختلاطات إلى استئصال الرحم حفاظاً على حياة الأم، يجب أن تعلم كل سيدة مخاطر القيصرية بالإضافة إلى أن عملية الإرضاع تتأخر فيها بسبب وجود الألم والتعب، وأضافت: تخشى معظم السيدات الألم لكن الألم نسبي حسب حساسية الأشخاص وألم الولادة الطبيعية ممكن السيطرة عليه وتكون البداية نفسياً وذلك بتهيئة الأم للآلام والإزعاجات التي ستتعرض لها وبالطبع ألم الولادة الطبيعية يختصر بربع ساعة قبل الولادة وبالمقابل تخفف الآلام بأدوية أو بالتخدير فوق الجافية، وإذا قارناه بألم القيصرية فألم القيصرية حكماً أشد لأن ألم الجرح قد يستمر لمدة أسبوع.
وعند تناول موضوع التخدير القطني قالت الدكتورة وفاء: في كل دول العالم القيصرية تعني تخديراً قطنياً حكماً ولا يستخدم التخدير العام إلا في حالات خاصة وفي هذه الحالة تكون الأم مستيقظة وبوسعها القيام بعملية الإرضاع خلال الربع ساعة الأولى، ولكن للأسف الفكرة الشائعة لدينا بأن التخدير القطني سيء وهي فكرة خاطئة ويجب توضيح أن الصداع الذي قد يحدث هو نتيجة تسريب خفيف من السائل الدماغي الشوكي ويتم تخفيفه بالمسكنات وباستخدام إبرة رفيعة أثناء التخدير بالإضافة لخبرة الطبيب.
أخيراً أنا كطبيبة نسائية أحاول إقامة علاقة صداقة مع المريضة وأقنعها بفوائد الولادة الطبيعية فأنا أشجع كل فتاة أن تتوجه للولادة الطبيعية.
رنا ياسين غانم