العدد: 9303
الأحد: 3-3-2019
أقام اتحاد شبيبة الثورة بطرطوس ندوة فكرية حوارية مركزية بعنوان التنوع الديني والثقافي ودوره في بناء الحضارة السورية مع وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد حيث بيّن أن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الأخير تحدث عن التنوع الديني الذي يغني المجتمع فلابد لنا أن نركز في محاضراتنا على تكريس هذا المعنى، ومعنى هذا الغنى الذي يؤدي إلى الحوار الهادف والحوار البناء الذي لا يقسم المجتمع وانما يجمع أبناء الوطن تحت سقف واحد، ويشير السيد إلى أن الخطاب الأخير للسيد الرئيس حدد المنظومة الفكرية والعلمية للمواطنين والمسؤولين في القطر العربي السوري وتحدث عن الموضوع الذي نحن الآن بصدده وهو التنوع الديني والثقافي والحضاري في بلادنا حيث قال: علينا تعميم ثقافة التنوع الذي يعني الغنى بدلاً من ثقافة التناقض والتنافر الذي يسعى أعداؤنا لتعميمها واستغلالها
والحقيقة أن هذا المقطع من خطاب السيد الرئيس هو العنوان الأمثل لهذه المحاضرة والعنوان الأمثل لهذا الغنى وهذا التنوع، معنى التنوع من الجانب الثقافي هو تراكم الحضارات التي مرت على بلادنا ولا يستطيع أحد أن ينكره على الإطلاق فنحن أبناء حضارة مدت جذورها عبر التاريخ وتراكمت هذه الحضارات حتى وصلنا إلى هذا المجتمع المتنوع في ثقافته وحضارته وفكره بشكل عام، وهذا الفكر الذي نحن بصدده وخصوصاً التنوع الديني، مبيناً أن الأديان أصلها واحد والدينان الأساسيان في بلادنا (الإسلام والمسيحية) فإن الكنيسة إلى جانب المسجد تعمل من أجل بناء الإنسان وحضارته ولم يكن لدينا أي تناقض بين الكنيسة والمسجد طالما الهدف واحد، ومن هذا المنطلق نجد أن الحرب التي عصفت في بلادنا التي أرادت تفكيك الغنى السوري والتنوع الذي يفتقده الأعراب في شبه الجزيرة العربية وكل دول المنطقة، هذا التنوع الذي كان مستهدفاً من خلال هذه الحرب الإرهابية التكفيرية الوهابية التي سلطت على بلادنا فأرادوا تمزيق هذه اللحمة وهذه الأواصر، ولكن سورية كانت أقوى بجيشها وشهدائها الأبرار الذين قدموا الدماء للحفاظ على هذه المعاني العظيمة التي عشناها عبر تاريخنا والتي نريد لأبنائنا أن يحملوها. ويضيف: التنوع الثقافي والديني لا يكون أبداً متناقضاً، هم حاولوا ضرب هذا التنوع حيث ضربوا المسجد وكذلك الأمر ضربوا الكنيسة والمؤسسات والبنية التحتية وكل هذا ليقسموا المجتمع ويفرقوا بين أبنائه، ولكن حكمة السيد الرئيس وتضحيات شهدائنا وشجاعة جيشنا استطاعت أن تتجاوز هذه الحرب.
ربى مقصود