قصة الأمثال الشعبية في محاضرة بثقافي الحفة

الوحدة 28-10-2020

 

أقيمت في مركز ثقافي الحفة محاضرة بعنوان (الأمثال الشعبية والقصة التي نتجت عنها هذه الأمثال) تحدثت خلالها سهير السيد عن بعض الأمثال التي نستخدمها في حياتنا اليومية دون معرفة قائلها، وأشارت خلال هذه المحاضرة إلى أن المثل ابن للبيئة واللغة والحدث الذي نشأ فيه، وتعتبر الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية، ومرآة لحياة البشر لتغلغلها في الكثير من جوانب حياتهم، والأمثال الشعبية   تعكس ببساطة موجزة حياة الناس ونظرتهم لها، هذه النظرة مستقاة من واقع خبرتهم بها ومعايشتهم لها كواقع يومي، وأضافت: وعلى الرغم من تداولنا الأمثال الشعبية بشكل يومي في أحاديثنا إلا أن الغالبية لا يعلمون القصة الحقيقية وراء المثل واستهلت حديثها عن بعض الأمثال التي نستخدمها خلال أحاديثنا اليومية اخترنا منها   (اللي استحوا ماتو)، يحكى أن الحمامات التركية القديمة تستخدم الخشب والحطب والنشارة لتسخين أرض الحمام والمياه ولتمرير البخار من خلال الشقوق وكانت قباب ومناور معظم الحمامات من الخشب، وفي أحد الأيام اندلع حريق هائل في أحد الحمامات الشعبية فخرجت معظم النساء عاريات في حين رفض بعضهن الخروج وفضلن الموت وعندما سأل مالك الحمام إذا كان أحد قد توفي فقال (اللي استحوا ماتو) ومن هنا غدت هذه المقولة مثلاً يتردد إلى يومنا هذا.   

(عالوعد يا كمون)، يطلق على كل من يخلف وعده باستمرار، ويقدم الوعود الكاذبة وبذلك أصبح شائعاً ويطلق على كل من يخلف وعداً، وقصة هذا المثل كانت هناك قرية صغيرة  يعيش لقمان الحكيم في طرف من أطرافها ويعيش في طرفها الآخر حكيم يدعى كمون والقصة بدأت  بأن تحدى أحدهما الآخر بأن يضع سماً زعافاً كي يعرفا من منهما الأكثر براعة والأجدر على البقاء في القرية ولهذا اقترحا أن يجرب أحدهما السم على الآخر فمن يستطع إنقاذ نفسه هو الأجدر بالبقاء ووافق لقمان الحكيم على اقتراح كمون وشرب السم ثم عاد إلى بيته وشرب الحليب المغلي فتقيأ السم ثم قال لقمان الحكيم لكمون سوف أضع لك سماً لن تستطيع إنقاذ نفسك منه ولكن أمهلني أربعين يوماً لأحضره فوافق كمون، عندها قام لقمان بشراء مطحنة يدوية كبيرة وذهب إلى بيته وبدأ يدق بها كل يوم حتى كان صوت رنينها يصل إلى أسماع أهل القرية، وتملك كمون الفضول من صوت المطحنة ونوع السم الذي يصنعه لقمان الحكيم له وعندما حضر كمون لتناول السم كان متعباً هزيلاً وعند أول رشفة من السم توفي كمون مباشرة فتعجب الناس من قوة السم وعندئذ قال لقمان الحكيم أنا لم أضع السم والذي شربه ليس إلا ماء لكن الذي أماته هو الانتظار والقلق أربعين يوماً.

أما قصة مثل (عادت حليمة لعادتها القديمة) فيطلق على من تعود على شيء ويظهر أنه أقلع عنه وعن أصل هذا المثل قالت السيد بأن حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم واشتهرت هي بالبخل، وكانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ أخذت الملعقة ترتجف في يدها حرصاً منها ألا تزيد في مقدارها، فأراد أن يعلمها الكرم فقال لها بأن الأقدمين كانوا يقولون بأن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في إناء الطبخ زاد الله بعمرها يوماً فأخذت تزيد ملاعق السمن حتى تعودت على السخاء ولكن شاء الله أن يتوفى ابنها الوحيد فحزنت عليه حزناً شديداً حتى تمنت الموت وأخذت تقلل من وضع السمن في إناء الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت فقال زوجها (عادت حليمة لعادتها القديمة).

 بينما مثل (على قد لحافك مد رجليك)، فأوضحت بأن هذا المثل يرجح لحكاية شاب ورث عن والده ثروة طائلة أنفقها ببذخ حتى غدا لا يملك قوت يومه فاضطر للعمل عند أحد الأشخاص فتبين أنه ابن ترف لم يعمل من قبل، فسأله صاحب العمل عن قصته وعندما أخبره بها قرر صاحب العمل أن يزوجه ابنته وأعطاه منزلاً صغيراً وعملاً بسيطاً وطلب منه أن يمد رجله على قد لحافه ليصبح بعدها مثلاً دارجاً. وختمت بان الأمثال الشعبية كثيرة وهي تعبير عن تجربة طويلة أدت إلى حكمة وعبرة توارثتها الأجيال.

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار