الوحدة : 11-10-2020
أحد أنواع النباتات الزهرية التي تضم من 40-100 صنف وتختلف في طول العيدان ولها أزهار صغيرة ذات لون أصفر، هذه الأزهار تنتج مجموعة من البذور تنتج أوراقاً والأوراق هذه تستخدم في عمل طبق الملوخية المعروف.
اتخذت رجاء (أم سيزار) مكاناً تحكمه برودة وهواء منعش وجلست مع عائلتها ليبدؤوا بقطف الملوخية وسط جو طغى عليه تبادل النكت والمزاح وهيمنت الألفة فيما بين العائلة.
تقول: الملوخية أكلة ملوكية أنا والأولاد نحبها كثيراً، يقاطعها زوجها (شو هالأكلة باكلها بس ما بحبها) وهكذا بين اﻷخذ والرد حتى انتهوا من قطفها وفرزها لتقوم رجاء وتفردها على شرشف نظيف معرضة للهواء دون وصول ضوء الشمس حتى تجف وتملأ منها أكياساً بأحجام مختلفة ممونة إياها للشتاء..
حول كيفية زراعتها تقول رجاء: نزرع الملوخية في مساكب معدة لها أو في خطوط ثم نرش البذور ونسقيها بالمياه رشاً وقد تتم سقايتها مرة أو مرتين فيما بعد ريثما تنبت ومن بعد أن تبدأ بالنمو نقوم بسقايتها بشكل متكررو نضع لها السماد إن توفر لكي تحافظ على خضارها ويزداد نموها وتتابع لتقول إن الملوخية من الخضراوات الصيفية وتحتاج درجة حرارة مرتفعة نسبياً وتزرع في شهر أيار وبعد شهر تقريباً نقوم بقطفها أو نحشها قريباً من الجذور بعد أن تصل للحجم المناسب وأحياناً نعمد لقلعها من الجذور.
أصول الملوخية
شاع أن الملوخية أكلة مصرية بلا منازع ولكن مؤخراً نسبت أيضاً لليابان وهناك روايتان عن سبب تسميتها وأصولها تقول الرواية الأولى إن المصريين القدماء عرفوا الملوخية بعد أن وجدوا أوراقها تنمو على ضفاف النيل واعتقدوا بداية أنها نبات سام لذا لم يقبلوا عليها وكانوا يسمونها (خية) وعندما احتل الهكسوس مصر جبروا المصريين على تناولها لإهانتهم وإذلالهم بتناول النبتة السامة وكانوا يقولون لهم (ملو خية) أي (كلوا خية) وبعد أن تناولها المصريون وظنوا أنهم ميتون ﻻ محالة اكتشفوا أنها غير سامة وأنها تصلح للأكل وتناولوها فيما بعد وأصبحت الأكلة المفضلة لديهم.
أما الرواية الثانية يرجع تاريخها إلى عهد الفاطميين في مصر حيث وصفها الأطباء للحاكم الفاطمي المعز لدين الله والذي كان يعاني من آلام شديدة في المعدة فاستخدمت كعلاج يقضي على هذه الآلام وبالفعل شفي بعد أكلها وأراد بعدها أن يحصر تناولها عليه وعلى حاشيته وأطلق عليها (ملوكية) أي أكلة الملوك فقط ولم يسمح لعامة الشعب بتناولها حتى سكبها طباخ الحاكم بأمر الله على قدميه وهو يشرف على إعدادها فثار وتألم من سخونتها ومن بعدها أصبح لها مكانة مميزة عند المصريين يقومون بطبخها في المناسبات والأعياد ومن ثم قرر المصريون أن يرجعوا تسميتها إلى ما كانت عليه في عصور الفراعنة فعاد اسمها ملوخية.
أشاد العديد من أخصائيي التغذية بفوائد الملوخية ومنهم اختصاصية التغذية الدكتورة سوسن غزال التي بينت بأن الملوخية تملك قيمة غذائية عالية وتعد من مجموعة النباتات الورقية الخضراء التي تحوي في مكوناتها أكثر من 30عنصر ومركب مهم لتعزيز صحة الجسم وأهم فوائدها السيطرة على ضغط الدم في الجسم وتعزيز صحة القلب باحتوائها على البوتاسيوم ومحتواها العالي أيضاً من الألياف الغذائية يعزز فوائدها في تخفيض نسب الكولسترول السيء في الجسم/ LDL / وزيادة نسب الكولسيترول الحميد/ HDL/ ومن شأن ذلك المساعدة في تقليل فرص الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين وتنظيم عمل الجهاز الهضمي والوقاية من الإمساك وتخفيف أعراض القولون العصبي وتضيف أنها تحتوي نسبا عالية من المعادن المختلفة كالكالسيوم والفوسفور والحديد والسيلنيوم ومضادات الأكسدة والتي تلعب دوراً مهماً في بناء العظام ووقايتها من الهشاشة وتكمل بأنه لطالما اشتهرت الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن بغناها بالحديد مشيرة إلى أنه كلما زادت قتامة اللون الأخضر كلما دل ذلك على زيادة محتواها من الحديد الذي يعد المكون الأساسي لكريات الدم الحمراء ونقصه يؤدي لزيادة فرص الإصابة بفقر الدم (الأنيميا).
وكما أن للملوخية ميزات تساعد في الاسترخاء والتخلص من الأرق وتعزز مناعة الجسم وصحة الدماغ والذاكرة وتكافح أنواعاً مختلفة من السرطانات وتحديداً ما يرتبط منها بالجهاز الهضمي كسرطان القولون.
أشارت دراسة أن كل 100غرام من الملوخية تحوي ما يقارب 26سعرات حرارية وبهذا تعد قليلة السعرات وعالية الألياف مما يجعلها مناسبة جداً لمن يبحثون عن وصفات قليلة السعرات تساعد في خسارة الوزن وكبح الشهية.
نجود سقور