الوحدة الإرشادية في البصة.. أعمال متنوعة وانتشار واسع.. المهندس حداد: المشكلة الأكبر مكبّ البصة للقمامة وآثاره السلبية الضارة على الإنسان والنبات والحيوان!
الوحدة 30-9-2020
تعنى الوحدة الإرشادية بالبصة بالإشراف على الأراضي الزراعية من بساتين وحقول، ومتابعة أعمال الزراعات المتنوعة فيها من حمضيات، وزيتون، وخضار بأنواعها وعلى وجه الخصوص الباكورية منها، والتي تغطي أكثر من ثلثي حاجة السوق المحلية في مدينة اللاذقية، فضلاً عن عنايتها بالثروة الحيوانية، وتميزها في مجال المرأة الريفية، وفوق كل ذلك دورها التوعوي التنموي في كل تلك النواحي والمجالات، التي نتوقف عندها في موضوعنا هذا.
وبداية، وفي لقاء لـ (الوحدة) مع رئيس الوحدة الإرشادية الزراعية في منطقة البصة المهندس الزراعي عز الدين حداد، أوضح أنه تتبع لمجال عملها عدة قرى ومزارع، وهي: البصة ومعها مزارع: (شيخ الحمى، والسمهانية، والسلاقنة)، وبلدة الهنادي، وقرية العربية وجزء من قرية الشير، حيث تقوم الوحدة الإرشادية من قبل فنيين من المهندسين الزراعيين بالإشراف على مساحات واسعة من بساتين الحمضيات، والتي تبلغ حوالي (14) ألف دُونم، وكما تشرف على حوالي (500) دُونم زيتون ضمن القطاع التابع لها، أما عن زراعة الخضار فتتركز في حيز منطقة البصة ومزارعها القريبة منها، إذ تغطي النسبة العظمى من إنتاج خضارها الموسمية المتنوعة، الحاجة اللازمة للسوق المحلية في مدينة اللاذقية.
وفي مجال الثروة الحيوانية، تشرف إرشادية البصة على قطيع كبير من الثروة الحيوانية، يتضمن الأبقار، والتي يقارب عددها (1400) رأس بين حلوب وعجول، ويبلغ عدد قطيع الأغنام والماعز حوالي (30) ألف رأس، ومجموعة من الدواجن تصل طاقتها الإنتاجية لـ (٨٠٠٠) فروج تربية (لحم) متوزعة على أربع مداجن موزعة في مختلف القرى التابعة لمجال عمل الإرشادية، وهناك واحدة منها مرخصة، والثلاث المتبقيات غير مرخصات حتى الآن.
وفيما يخص تربية النحل، تبلغ أعداد الخلايا ضمن مجال عمل الوحدة الإرشادية (400) خلية نحل، كما توجد خلايا وافدة من أجل المراعي من خارج المنطقة، وتقدر أعدادها نحو (1000) خلية نحل.
وفي إجابة على سؤالنا عن الإصابات بمرض الجلد العقدي الكتيل، نوه المهندس حداد قائلاً: إن هذا المرض يتواجد في مجال المناطق التابعة لإرشادية البصة، وهناك بعض الإصابات بلغ عددها (59) إصابة، وأغلبها تتركز في بلدة الهنادي.
هذا، وتتم معالجة تلك الإصابات من قبل الاخصائيين البيطريين، حيث وزعت عليهم أدوية بيطرية كمنحة مساعدة من قبل دائرة البيطرة في مديرية زراعة اللاذقية، كما تتم معالجة الحالات الواردة إلى الوحدة الإرشادية بشكل دوري، إضافة إلى أنه تجرى حملات تلقيح بشكل دوري أيضاً على القطيع الموجود في المنطقة كافة، ولاسيما ما يتعلق منها بأمراض: (الحمى القلاعية، الجدري، وطاعون الدجاج).
وبين فترة وأخرى، توزع أعداء حيوية كالمفترسات والمتطفلات الخاصة بالحمضيات، والخضار، والحشرات القشرية، ومعالجة الذبول، والفيوزاريوم، وعفن الجذور، كما أن فطر التيكودرما له جيدة، وهو يضيف خصوبة للتربة.
وفي مجال الإرشاد الزراعي التوعوي، تقام ندوات دورية إرشادية زراعية، مترافقة مع إنشاء مدارس حقلية عملية بشكل دوري، وذلك بهدف إيصال المعلومة الصحيحة علمياً وعملياً على أرض الواقع بشكل أسرع وأمثل، وهي أقوى وسائل التواصل والتفاعل الإيجابي مع المزارعين، ولكنها توقفت خلال فترة جائحة كورونا كنوع من الإجراءات والتدابير الاحترازية الوقائية، هذا، وسيتم خلال الشهر القادم العمل مجدداً على جولة إحصاء الثروة الحيوانية بكل أنواعها.
صعوبات وعوائق
أشار رئيس الوحدة الإرشادية إلى أبرز الصعوبات التي تؤثر سلباً على سير العملية الزراعية قائلاً: إن المشكلة الأكبر في معاناة المنطقة عموماً، تكمن في وجود مكب البصة للقمامة، نظراً لتأثيره السلبي الكبير الضار جداً على شبكة الري المكشوفة، نتيجة الرواسب والغبار المتطاير من السيارات والجرارات القادمة إلى المكب، والمحملة بالقمامة كون الطريق إلى المكب ملاصقاً لقناة الري المكشوفة، ما يتسبب بانسدادها، فضلاً عما ينتج عنها من معاناة الأهالي، جراء تأمين مياه الري عن طريق شبكة الري، ولذلك يتم الري بالمضخات وهي أراضي رملية تحتاج للسقاية بشكل متتابع ومستمر خلال فترات قصيرة في أثناء فصل الصيف الحار.
كما أن المعاناة نفسها، تتضاعف منعكسات آثارها السلبية على الثروة الحيوانية من خلال انتشار الحشرات الماصة الموجودة حول موقع المكب، والتي ينجم عنها تشكل بؤرة لانتشار الأوبئة والأمراض المختلفة، إذ تتكاثر وتتكاثف فيها مشكلة مستوطنة بيئية مسرطنة للإنسان، والنبات، والحيوان لما ترتع فيها من أعداد لا تحصى من مختلف أنواع الحشرات والمكروبات والجراثيم في المناطق القريبة من المكب، فضلاً عما تسببه من انتشار الأمراض الفتاكة بشكل كبير وسريع جداً، ما يؤدي إلى اضطرار المزارعين إلى استخدام المبيدات الكيمائية للقضاء على الحشرات بشكل مكثف، ما تنعكس آثاره السلبية الخطيرة على البيئة عموماً وبما في ذلك الصحة العامة بشكل خاص، مضيفاً إلى أن هناك صعوبة أخرى، تتعلق بعدم توفر آليات لنقل الفنيين والمهندسين الزراعيين بين البساتين والحقول، لأنها مناطق واسعة جداً، وبعيدة نسبياً عن مقر الوحدة الإرشادية، ولا تصلها وسائط النقل العامة إلا نادراً.
المرأة الريفية (منح ومشاريع)
بدورها مسؤولة المرأة الريفية في وحدة إرشادية البصة، عفاف يوسف، بيّنت حول المنح والمشاريع التنموية للمرأة الريفية التي تم تقديمها في مجال عمل الإرشادية إنه تم توزيع (125) شبكة ري بالتنقيط لحدائق منزلية، ويتم التوجه حالياً لتوزيع منح أو مساعدات لإقامة مشاريع صغيرة من قبل المرأة الريفية على النسوة، والأسر العاطلة عن العمل، ولديها رغبة في العمل.
و في المجال ذاته، يتم تقديم بذار لتشجيع من لديه قطعة أرض زراعية، أو حديقة منزلية ليزرعها ويحقق الاكتفاء الذاتي من الاقتصاد المنزلي، علماً أنه يتم تقديم مستلزمات مشروعات المرأة الريفية كافة، حيث أن خمس أسر أعطيت لهم المنح، وهناك ثمانية مشاريع صغيرة ويدوية (اثنان منها خياطة)، وقد جرى إخضاع أصحابها لدورة تدريبية مساعدة لهم على إنجاز مشروعاتهم بنجاح، مع التنويه بأن مستلزمات كل مشروع على حدة، تم إعطاء المعدات اللازمة له كافة.
كما استفادت من المنح وحدة تصنيع وتغليف واحدة في البصة، حيث بدأت الإنتاج النوعي المتميز، منذ شهر شباط الماضي، وشملت حفظ وتعبئة وتغليف مختلف أنواع محاصيل المواسم (كالخضار والفواكه والمربيات) إضافة إلى تصنيع الألبان والأجبان، وكانت قد صنفت بالمركز الأول على مستوى سورية من حيث نوعية طاقتها الإنتاجية.
الحسن سلطانة