الوحدة 10-9-2020
مع بداية العام الدراسي الجديد ، سيبدأ طلابنا وتلامذتنا صَفحة جديدة .. صفحة مليئة بالأمل والتفاؤل والإصرار الذي يُنير حياتهم وتطلّعاتهم وطُموحاتهم ، فها هو العام الدراسي الجديد – بظروفه الاستثنائية لهذا العام – سيفتح أبوابه أمامكم أعزائي الأطفال وسيوهبكم زمناً تحققون فيه كل ما تصبون إليه، وتحلمون به، ولن يتأتى هذا إلا بالعمل الدؤوب ومواصلة الجهود في الدراسة . وهذا ما يجب أن تتوجه إليه أنظاركم مع بداية العام الدراسي الجديد بروح جديدة وعمل مثمر, وبذلك تكتسبون مزيداً من الخبرة والقدرة على مواجهة المشاكل التي قد تصادفكم مما يضمن لكم المزيد من النضج والمعرفة. إن قرار افتتاح المدارس لهذا العام لم يتخذ إلا بعد إجراءات وتوجيهات وتوصيات من القائمين على العملية التربوية حفاظاً على صحة التلامذة والطلاب والكادر التدريسي والإداري وحرصاً على إتمام العام الدراسي الجديد بشكل مثالي , لكن مع ازدياد المسؤولية والمهمة نتيجة ما حملته ظروف انتشار فيروس كورونا , تزداد مسؤولية الأهل والمعلمين في توجيه سلوكيات الطفل بما ينظم أسلوب حياته ليبدأ ببناء مستقبله بشكل جاد وفعال . وهنا يجب أن تتكامل الأدوار الاجتماعية التي تؤثر بشكل فعال في حياة الطفل خاصة من الناحية التربوية والتعليمية .. ولكي تؤدي المدرسة دورها على أكمل وجه كمؤسسة تربوية هامة وصرح تعليمي شامخ وتكون النور الذي يضيء الطريق للطلبة والتلاميذ على اختلاف مراحلهم التعليمية ، لا بد أن تلقى منهم الحرص والاهتمام بنظافتها إلى جانب اهتمامهم بصحتهم وبدراستهم وتحصيلهم العلمي. فنظافة البيئة المدرسية وأهميتها سلوك هام يجب أن يغرس في قيم الطلبة وأخلاقهم ، لتكون هذه البيئة المكان الأول و الحضن الآمن الذي يحتضن الحياة التعليمية ويسير بها نحو غاياتها المنشودة بالشكل الأمثل ، ويمكن للطلاب المحافظة على نظافة المدرسة من خلال المحافظة على نظافة الباحة و نظافة دورات المياه وغرفة الصف. وتعد المحافظة على النظافة الشخصية للطالب جزءاً لا يتجزأ من المحافظة على نظافة المدرسة من خلال مراعاة القواعد المتبعة حالياً للوقاية من انتقال عدوى فيروس كورونا والتي تبدأ بأهمية التباعد الاجتماعي والوقاية باستخدام الكمامة وأدوات التعقيم وعدم تبادل الأغراض الشخصية والأدوات المدرسية…. ولأن النظافة تعد من السّمات والصّفات التي تميّز المجتمعات الرّاقية المتقدّمة ، فإن اتباع قواعدها في المدرسة تعلّم الطّالب القيم الجيدة والسلوك الصحيح ، فحين يتعلّم الطالب مراعاة قواعد النظافة ويحافظ على صحته أولاً وعلى مقعده وقاعة صفّه ومدرسته ثانياً فإنّه يتعلّم بذلك سلوكاً راقياً و تتحول مدارسنا إلى بيوت للعلم و للمعرفة ، ولذلك فإن من أبسط حقوق المدرسة علينا أن نحافظ على نظافتها ونهتم بإبراز وجهها الحضاري والتربوي بما يتناسب مع مكانتها كصرح تعليمي متكامل الأدوار تربوياً ومعرفياً وصحياً… فالمدرسة تشكل المكان الأول الذي تنطلق منه المراحل التعليمية في درجاتها الأعلى ، وهي المكان الذي يرسّخ مفهوم النظافة لدى الطالب في حياته اليومية كالبيت والشارع والأماكن العامة. والمدرسة ونظافتها ثقافة هامّة يجب أن ترسخ في عقول الطلبة، لتكون حديقة للمعارف يقطف منها الطالب ثمار جهده ويتمكن من المشاركة الفعالة في بناء مجتمعه بشكل حضاري.
فدوى مقوص