النحل هام للطبيعة والإنسان

الوحدة 1-9-2020 

 

 تعدّ تربية النحل من قطاعات الإنتاج الزراعي الرديفة لقطاعات الزراعة الأخرى وتجود تربية النحل في سورية لما تتمتع به من واقع بيئي مناسب وتنوع مناخي ونباتي و حيواني كبير وتنوّع الغطاء النباتي وانتشار النباتات الرحيقية في مختلف المناطق والتعدد الكبير في أنواع النباتات في الساحل والجبال والداخل وتوفر الظروف المناخية الملائمة في أغلب المحافظات لنجاح تربيته.

 تربية النحل قطاع زراعي واعد ويمكن الاستثمار فيه، وقبل الأزمة الحالية كانت سورية من الدول المصدّرة للعسل وهي نشاط زراعي يساهم في إنتاج العسل وزيادة دخل المربين، والنحل ملقّح أساسي لبساتين المزارعين ومسؤول عن 75% من عمليات تلقيح النباتات وتنوّع المادة الوراثية النباتية، ويقدّم النحل مواد غذائية وعلاجية كثيرة ويتنوع العسل بتنوع الزهر الذي  يتغذى منه النحل مثل عسل اليانسون والليمون والدردار والكينا وزهرة القطن والشوكيات وغيرها، كما ينتج الطلع والعكبر والشمع وسم النحل والغذاء الملكي وحبوب الطلع، وحتى سم النحل يستخدم في علاج عدد من الأمراض مثل العلاج بالأعشاب والإبر الصينية.

 من الصعوبات التي تعرقل تربية النحل كلفة التربية العالية وكثرة التنقل وعدم تسويق المنتج وبيعه في الأسواق الخارجية وارتفاع تكاليف إنتاج العسل لارتفاع أسعار الخلايا نتيجة غلاء الخشب الذي يدخل في صناعتها ومستلزمات الإنتاج الأخرى وارتفاع أجور نقل الخلايا وترحيلها إلى المراعي وتراجع الثروة الحراجية الآمنة والأراضي البرية ونقص المراعي، ورش المبيدات ومثبتات العقد في فترة الإزهار ما يؤدي إلى تسمم النحل، ونقص أدوية مكافحة أمراض النحل وعدم توفر المخابر الخاصة بتحليل الأمراض والآفات التي تصيب النحل ومعرفة كيفية الوقاية منها وتقديم الاستشارات الضرورية للمربين واستغلال بعض الأشخاص للأزمة وقيامهم بإدخال أعسال غير طبيعية وبيعها في الأسواق واللجوء لاستيراد النحل المصري المعروف عنه عالمياً بأنه يحمل مرض النيوزيما وخنفساء النحل وهما من ما يهدد النحل السوري ما أدى لظهور هجائن من النحل ذات نوعية رديئة وتراجع في طوائف النحل وكميات العسل.

 النحل هام للطبيعة والإنسان، علينا الارتقاء بالمنتج المحلي و منع دخول العسل المستورد الذي تغرق به أسواقنا وعدم السماح بإدخال السلالات الأجنبية إلا بعد دراسة مدى تأقلمها مع طبيعة وظروف ومناخ بلادنا ومتابعة كل ما هو جديد في عالم النحل وإنتاج الملكات وطنياً عبر إكثار ملكات النحل المؤصلة عبر برامج بحثية طويلة المدى وتبادل الخبرات بين النحالين على أرض الواقع وتعريف مربي النحل بالأمراض والآفات التي تصيب النحل لتمكينهم من الوقاية والعلاج، وأهمية حضور المعارض والمؤتمرات ونشر ثقافة الترابط بين النحل والزهر فلولا كل منهما لا يوجد الآخر.

 النحل ثروة وطنية هامة يجب الحفاظ عليها والعمل على الارتقاء بمهنة النحالة وتطويرها والحرص عليها وزيادة أعدادها وزيادة عدد المربين وأعداد الخلايا وبالتالي ارتفاع إنتاج العسل ونشر ثقافة النحل والتعريف بمنتجاته وفوائد العسل ومنتجاته الطبية وتراكبيها وإدخال التقنيات الحديثة في تربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته من غذاء ودواء وعلاج.

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار