الوحدة 27-8-2020
تقع الكنيسة بالقرب من قرية عين سالم التي تبعد حوالي 25 كم جنوب شرق مدينة جبلة في الجهة الشمالية الشرقية.
وذكر الدكتور مسعود بدوي رئيس دائرة آثار جبلة أنّ هذه الكنيسة (عين سالم) بنيت على نمط البازيليك وهي محفوظة في أغلبها على مستوى الأساسات بشكل مستطيل بطول 17,50م وعرض 13م مبنية من الحجر الكلسي المحلي.
تتألف من رواقين جانبيين وصحن في الوسط والأوبسيد مع ملحقاته في الجهة الشرقية والجدران الخارجية كانت مبنية من حجارة غير مشذبة وتمّ إكساؤها بطينة من الكلس.
أما صحن الكنيسة فهو مربع الشكل يتألف من ثلاثة أروقة تفصلها قواعد لأربعة أعمدة في كل جهة كانت تحمل الأعمدة وهي مزينة بتيجان كورنيشية من الرخام والأعمدة والأقواس وبعدها يوضع السقف وغالباً يكون من الخشب وهو مغطى ببلاط من القرميد كشف عن بعضها في مناطق مختلفة من الصحن.
يتم الدخول إلى صحن الكنيسة عن طريق ثلاثة مداخل وعلى عتباتها زخارف وضمنها شكل الصليب.
الأوبسيد
يقع الأوبسيد في الجهة الشرقية في منتصف الرواق الأوسط بشكل قوس يتم الدخول عبر مدخل يسبقه درجتان على العتبة إشارة صليب وينفصل الصحن عن الأوبسيد بحاجز مازال جزء منه محفوظاً بشكل واضح عليه زخارف هندسية.
وأشار الدكتور مسعود إلى استخدامات الفسيفساء في صف صحن الكنيسة والأروقة الجانبية وبعض الملحقات وهي تحمل العديد من العناصر الزخرفية (هندسية ، أحياء بحرية، حيوانية، ونباتية) كما واستخدمت الحجارة الكلسية وأحياناً قطع الفخار خاصة في ملحقات الصحن.
صورت اللوحة الرئيسية بمشاهد مختلفة
– بحرية: مؤلفة من الأسماك ذات الأحجام المختلفة التي ترمز إلى تعارف المؤمنين المسيحيين ببعضهم خاصة في القرون الميلادية الأولى: مشهد الحيوانات التي تمثل الجنة أو لوحة السلام، والثانية طاووس أمام كأس.
فالطاووس يرمز إلى يوم القيامة وخلود السيد المسيح والكأس يرمز إلى السعادة الأبدية.
وفي الجهة الغربية من اللوحة الرئيسية يوجد لوحة بشكل مستطيل حفظ جزء منها وهي ذات إطار بشكل جدائل، ضمن الإطار نجد صليبين كبيرين ، وهذا يذكرنا بعام (325) م خلال مجمع نيقية الذي تقرر فيه تقديس الصليب ويعدّ رمزاً للتضحية، وأرضية الرواق الشمالي زينت بزهرات مرصوفة بتقنية بشكل حراشف السمك.
أما المسافة الفاصلة بين الأعمدة فقد تم تزيينها بالفسيفساء على شكل حصيرة مستطيلة تتناسب مع حجم الفراغ بين الأعمدة وبما يتناسب مع أرضيات الأروقة كما وكشف حول البناء الرئيسي للكنيسة عن بعض الملحقات خاصة في الجهتين الشرقية والشمالية المتمثلة ببعض الغرف الخدمية ولسكن رجال الدين وأوضح الدكتور مسعود بأن بعض أرضيات الملحقات للكنيسة قد تعرضت إلى التخريب والتشويه وتم رصفها بالفسيفساء بطريقة عشوائية من الواضح التشويه كان متعمداً ربما يعود هذا إلى حرب الأيقونات التي كانت خلال القرنين الثامن والتاسع الميلادية. وبشكل عام فقد تميزت الكنيسة في مواضع زخرفية لها علاقة بتعاليم الدين المسيحي، وقد شهدت حرب الأيقونات وشغلت الكنيسة المسيحية ومجامعها الدينية خلال القرنين الثامن والتاسع الميلادي وهذا دليل على استخدام الكنيسة بعد الفتح العربي الإسلامي للمنطقة عام (638) على يد عبادة بن الصامت: كنيسة عين سالم أول كنيسة يتم الكشف عنها في جبال منطقة جبلة التي كانت أبرشية منذ بداية العصر البيزنطي وهي من الأبرشيات البحرية في ولاية أنطاكية وفي الفترة الصليبية كانت أبرشية لاتينية عرفت باسم زيبل مرتبطة ببطركية أنطاكية اللاتينية.
هالة كاسو