سرقوا أحلامنا بامتلاك منزل .. شكاوى من تفريغ مشروع سكن الشباب من هدفه

العدد:9302

الخميس:28 شباط 2019

مشروع إسكان الشباب مكرمة من السيد الرئيس لتأمين المنزل – الحلم للشباب، بشروط ميسّرة، لا تثقل كاهلهم بأقساط أو دفعة أولى تؤدي إلى تفريغ المشروع من هدفه.
كان يفترض انتهاء المؤسسة العامة للإسكان، فرع اللاذقية من إنجاز المشروع وتسليم الشباب المكتتبين منذ عام 2002 مساكنهم بحلول 2019 مَن استلم بالدفعة الأولى نجا من دفع نسبة 30% من تخمين سعر الشقة ليلتزم بالأقساط الشهرية فقط وهي معقولة، قياساً بالارتفاع الصاروخي وليس التدريجي لمن استلم لاحقاً، وكذلك استلم الشقة (على المفتاح) بنسبة إكساء 100%، وبغض النظر عن نوعية وجودة الأكساء وما أثارته من جدل.

 

وردتنا إلى جريدة الوحدة شكوى باسم مكتتبي مشروع سكن الشباب لدفعة التوزيع في شباط 2019 للمرحلة الثانية – سبع سنوات – نحو 488 مكتتباً وهي الدفعة النهائية لهذه المرحلة فئة p1، مساحة الشقة (100) م2.
رأوا أنّ المؤسسة العامة للإسكان قامت بالاستخفاف بهم وبعقولهم وبمصيرهم، من خلال قرارات مجحفة بحقهم بما فيه ظلم كبير لم يتعرض له من ساعده الحظ واستلم بدفعات سابقة، وطرحوا تساؤلات تحمل الشكوى، متسائلين: من يعمل على سرقة حلمهم بامتلاك شقة اكتتبوا عليها من مشروع سكن الشباب، لماذا يجب أن يدفع المواطن المكتتب وحده ثمن التأخير بالتسليم الذي كان مرتقباً في عام 2010 إلى عام 2019؟
هذه الدفعة التي تم تخصيصها في شهر شباط 2019 تمت معاقبتهم بتخفيض نسبة الإكساء من 100% إلى التسليم 80%، مع تساؤلات واستنكار حول صدور قرار التسليم بنسبة 80% لهذه الدفعة بشكل مفاجئ دون مقدّمات، وهذا إخلال وتفضّل من المؤسسة تجاه مكتتبين شعروا بالغبن والظلم، ولم يتم معاملتهم أسوة بالدفعات السابقة التي استلمت الشقة على المفتاح جاهزة.
الأكثر إجحافاً بحقهم هو رفع سعر المتر إلى 101000 ل.س وبنسبة إكساء 80% بينما الدفعة السابقة التي استلمت منذ نحو سنة ونصف السنة، بسعر 92000 ل.س وبنسبة إكساء 100%، هنا تساؤلهم: إذا تم تخفيض نسبة الإكساء، لماذا تم رفع سعر المتر إلى ذلك الرقم؟، وكان من المفروض تخفيض سعر المتر، أو على الأقل أن يكون أسوة بسعر الدفعة السابقة؟
القرار الجديد الذي فوجئوا به سينعكس سلباً على من تمّ تخصيصهم بهذه الدفعة، خصوصاً أنّ التخصيص تم مبدئياً، وهناك أعمال مستمرة للمتعهد بالمحاضر ومنها لم تصل الأعمال بها إلى نسبة الـ 80% المزعومة، مع تأجيل التسليم ليُقال لهم عند سؤالهم عن موعد التسليم: راجعونا كل شهر أو شهرين إلى أن يجهزها المتعهد، ثم نسلمكم الشقة بشكل نهائي لاحقاً؟
هل نسبة الأكساء 80% فعلاً؟

رافقت مهندس تم تخصيصه بشقة إلى موقع شقته، لا زال الموقع العام يشير إلى عدم الانتهاء من الإكساء والمحضر بكل تفاصيله من المدخل إلى الدرج، وصلنا إلى الشقة هناك طينة للجدران، وبلاط بالغرف، لكن الحمامات والمطبخ قيد التنفيذ.
أمام هذا الواقع طلبت منه أن نذهب إلى شقة تم تنفيذ 80%، وجاهزة للتسليم في محضر آخر وصلنا، وسننقل ما تم تنفيذه على أساس 80% إكساء المحضر من (10) طوابق يضم (40) شقة بمساحة (100) م2.
الموجودات كانت: (بلاط أرضيات، أبجور خارجي، سوادات صحية، سوادات مياه شرب، تيب كهرباء، فرغ من داخله دون أسلاك، باب خشب رئيسي، مطبخ فارغ إلّا من بلاط الأرض، خزان مياه دون تمديدات).
لننتقل إلى النواقص والتي تم توصيفها تحت بند 20% وهي (أبواب داخلية خشب، أبواب ألمنيوم للحمّامات، نوافذ وأبواب سحاب ألمنيوم، سيراميك مطبخ وحمامات، مجلى مغاسل، خلّاطات مياه وإكسسواراتها مع حنفيات، بياضات كهرباء كاملة مع الأسلاك، دهان داخلي) ليظهر التساؤل إذا كان المتعهد دفع مليوني ليرة سورية على إكساء 80%، وربما هكذا التخمين؟، إذا حسبنا النسبة من المليونين 20%، يفترض أن يدفع المخصص بالشقة (400) ألف ليرة سورية للانتهاء من إكساء ما تبقى وذكرناه سابقاً.. هل ستكفيه (400) ألف ل.س لشراء النواقص بالأسعار الرائجة بالسوق، أم سيحتاج لأضعاف الرقم لإكساء مقبول وليس جيداً؟! ذاك الكلام لمن استطاع إليه سبيلاً من ذوي الدخل المحدود، الذين انتظروا بفارغ الصبر استلام المنزل (الحلم) وصبروا على أمل أن تحافظ الجهات المعنية على هدف المشروع دون وضع عقبات تجعلهم يتحسّرون، ويندبون (حظهم المعتر) بتأخر التنفيذ، والاستلام بدفعة شروطها لحلها لصالح المؤسسة وفتحت الباب لتجّار العقارات بالسوق السوداء لدخول المشروع والشراء من أوسع أبوابه وهم يتفرجون على سرقة حلمهم بمسكن، منهم من تزوّج وسكن مع أهله أو استأجر منزلاً بانتظار استلام شقته ولكن التطورات الأخيرة تنذر بأنه الحلم المستحيل.
قال أحدهم: لنأخذ معدلاً وسطياً بتخمين شقة من هذه الدفعة بـ (12) مليون ليرة بنسبة إكساء 80% وسيتم إبرام العقد، هنا ستبدأ رحلة المعاناة والخيارات على الشاب بعد حسم ما تم تسديده من أقساط مسبقة ليصل الرقم إلى نحو (3) ملايين ليرة، وأمامه خيارات إما الدفع (الكاش) أو يبيع (الحيلة والفتيلة) أو الدين لتأمين الدفعة الأولى، بالإضافة إلى تأمين المبلغ المالي المخصص لمتابعة الإكساء الباقي 20% مع تأكيده أنّها نسبة تزيد على 30% وقد تصل إلى مليون ليرة أو أكثر بإكساء مقبول وليس ممتازاً، لاحقاً سيبدأ مسلسل الأقساط الشهرية التي ستقفز لأكثر من (35000) لمدة عام، مع عدم القدرة على ضغط المدّة المسموحة بين (5-25) عاماً للأقساط الشهرية، علماً أنّ أي تعيين بوظائف الدولة للفئة الأولى لا يتجاوز القسط الشهري.
أمام هذه المعطيات، ماهي نسبة الشباب القادر على تنفيذ شروط المؤسسة لامتلاك منزل؟ هناك خيار وحيد ينتظره أصحاب المكاتب العقارية وتجّار السوق السوداء لشراء شقته المخصصة لينتهي الحلم ويكتفي ببضعة ملايين لم تكن هدفه عند الاكتتاب على سكن الشباب.
بالإضافة إلى ملاحظة ذكرها بعض المخصصين بهذه الدفعة وهي عدم إيصال المياه والكهرباء إلى الشقق وغياب المصعد لمحضر من (10) طوابق، وإذا استلم أحدهم أين سيتابع ما بقي من إكساء وكيف؟

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار