طرق خاطئة للحمية (الريجيم) والمصححون مختصون

الوحدة: 24-8 -2020

 

تتسارع النساء في عصر الموضة الحالي للتحري والاستكشاف بشكل دائم عن الطرق والوسائل التي تجعلهن يطللن من خلالها بأجمل وأروع مظهر، وهذا ما يمنحهن شعوراً بالسعادة الفائقة والثقة العمياء بأنفسهن.

إذ أصبح كثير من النساء إن لم يكن معظمهن يرغبن بشكل لافت باتباع برامج وأتيكيتات، ريجيم (دايت) والهدف هو التخلص من البدانة مع الحصول على جسد انسيابي لائق يمكنهن من ارتداء ما يحلو لهن من أزياء وملابس تناسب مستوى جمالهن وأذواقهن، إلا أن الطرق العشوائية في اتباع أنظمة حمية (دايت) من قبل عدد كبير منهن وما ينتج عنها من أضرار وآثار سلبية على الجسد تفرض علينا الوقوف عند بعض الحالات التي التقيناها ومن ثم الاستعانة برأي ذوي الاختصاص لتوضيح الطرق الصحيحة للريجيم وكيفية اتباعها وبالتالي الوصول للنتائج المرغوب بها.

أم عبدو  سيدة في الخمسين من العمر تقول: منذ حوالي خمس سنوات لاحظت أن وزني بدأ يزداد جداً بشكل لافت علماً أن طريقة تناولي للوجبات الغذائية هي ذاتها منذ سنين طويلة ولم ألجأ سابقاً  لأي برنامج غذائي أو حمية فقررت اتباع برنامج غذائي ولكن من ذات نفسي دون استشارة أطباء أو مختصين وكنت أستعين بنصائح ومعلومات من جاراتي ومن بعض النساء اللواتي يتقيدن بالريجيمات الخاصة بهن، كإلغاء تناول الخبز بشكل نهائي والاعتماد على الوجبات الخفيفة مع إلغاء وجبة العشاء وتخفيف الأغذية التي تحتوي على الدسم والبروتينات.

لا أنكر أنه  في إحدى الفترات استطعت إنزال وزني ولكن بعد فترة تعبت من حرمان نفسي من أنواع غذائية كثيرة فقررت إلغاء التقيد بأنظمة الحمية ليعاود وزني بالارتفاع مجدداً بل وأكثر من السابق وهذا ما أشعرني بالإحباط واليأس.

ريتا في الخامسة والثلاثين من العمر قررت اتباع برنامج غذائي منذ حوالي سنة على حد قولها والسبب شعورها بزيادة الوزن والرغبة بالحفاظ على جمالية جسدها وأنوثته خشية من تأثير البدانة السلبي والذي قد يهرم جسدها في وقت مبكر لذا قررت البدء باتباع الريجيمات الغذائية والتي للأسف كانت خاطئة لعدم استشارتها لطبيب مختص واكتفائها بخبرات ونصائح الأصدقاء التي لم تحصل من خلالها على ما ترغب بل بالعكس عرضت صحتها لآثار سلبية وأمراض لم تتوقعها ولم تعلم بها إلا بعد زيارة الطبيب المختص كالشعور بدوار دائم وحالات إغماء في أوقات كثيرة وفقدان للتوازن والتي كان أهم أسبابها تلك الحميات العشوائية وهذا ما جعل جسدها يخسر أهم مكوناته الأساسية كما أخبرها الطبيب المختص الذي استشارته مؤخراً.

ولتوضيح مدى خطأ هذه الطرق التلقائية للحمية الغذائية المتبعة من قبل عدد كبير  من الأشخاص وللتأكيد على أهمية استشارة المختصين قبل البدء بأي نظام غذائي التقينا اختصاصية الطب الطبيعي والتغذية الأستاذة والمحاضرة في كلية الطب جامعة تشرين الدكتورة سوسن غزال والتي بيّنت قائلة: إن الطرق والبرامج العشوائية المتبعة من قبل عدد من الأشخاص بشكل عام والنساء بشكل خاص بالنسبة للريجيمات والحميات الغذائية أغلبها طرق خاطئة وغير مجدية وكثيراً ما تعرض أصحابها لأمراض مفاجئة وأعراض سلبية وآثار جانبية لأنها غير مدروسة بشكل صحيح من قبل مختصين، إذ أن أغلب هذه البرامج يتم اقتباسها من الآخرين ضمن حيز العلاقات الاجتماعية ومن صفحات  وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيره والتي قد تكون صفحات ترويجية لمنتجات معينة هدفها الربح أو جمع لايكات، وعند اتباع النساء لهذه الطرق غير السليمة سيؤدي بهن الأمر لنتائج سيئة على الصحة والجسد.

فالهدف من الحميات هو تنزيل الوزن مع الحفاظ على الصحة وإمداد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها وهذا ما يؤكد ويحفز أهمية استشارة طبيب مختص مسبقاً.

وأشارت الدكتورة غزال إلى خطورة الريجيم الكيميائي والذي يتضمن تناول نوع واحد من العناصر الغذائية كتناول الأطعمة الغنية بالدهون مثل اللحوم أو تناول نوع واحد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات فقط كالأرز أو الخبز مؤكدة أن هذا النوع من الحميات له آثار ضارة كالتأثير على الكبد والكلى وظهور الحصى في أحد منهما وإصابة الشعر بالتلف إضافة للشعور بالإرهاق والتعب نتيجة فقدان المعادن والفيتامينات في الجسم.

وشددت الدكتورة غزال على أهمية اتباع الأشخاص بشكل عام لبرامج غذائية صحية وبإشراف المختصين في هذا المجال منوهة إلى أن هذه البرامج ليست واحدة لجميع الأشخاص بل تختلف من شخص لآخر وحسب طبيعة أجسادهم ومدى سلامتها ومناعتها وأمور أخرى.

ولتخصيص برنامج غذائي للشخص يتطلب الأمر كشف معين من قبل الطبيب وإجراء فحوصات عامة مع جمع معلومات صحية كاملة عن الشخص قبل البدء بأي برنامج غذائي له والذي سيتم تعديله لاحقاً بشكل دوري تحت إشراف ومتابعة الطبيب.

وعن أسباب البدانة كشفت الدكتورة سوسن غزال: الأمر مرتبط بعدة أسباب فقد تكون أسباب مرضية  كالمشاكل الهرمونية المتعلقة  بالغدة الدرقية إضافة لأمراض ومسببات أخرى لابد من علاجها واستطبابها قبل البدء بأي مرحلة من مراحل الحمية وقد تكون بسبب استهتار فائق من قبل الأشخاص لطرق وكميات تناول الطعام وهنا تأتي أهمية الفحوصات والاستبيانات الكشفية للأشخاص من قبل ذوي الاختصاص، مشيرة إلى أن نجاح الحمية أو البرنامج الغذائي لا يتوقف على التقيد بعدد مرات الطعام بل أن تكون كمية الطعام التي يتم تناولها في المرات الثلاث موزعة على طول النهار.

ووجهت الدكتورة غزال رسالة لجميع الأشخاص دون استثناء حثتهم فيها على أهمية اتباع برامج غذائية صحية سليمة في حياتهم اليومية مع التركيز بشكل كبير على الرياضة.

إن دراسة أي خطوة بحياتنا قبل البدء بها حتماً ستملي علينا نجاح رحلتنا مئة بالمئة وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالبرامج الصحية ونتائجها التي ستودي بنا عند إدراكنا الصحيح لها الوصول إلى ما نريده وهو جسم صحي سليم، بل في جميع برامج حياتنا اليومية والتي عندما نفقه ونفهم مسبقاً كل شيء حولها حتماً سنختار حينها القواعد والخطط السليمة للوصول إلى ما نسعى من أجله.

جراح عدره

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار