الوحدة 20-8-2020
تعيش الأسر في جميع المحافظات السورية هاجس عودة أطفالها إلى مدارسهم نظراً للظروف الحالية في ظل الكورونا والتي تتسم بالصعوبة للأهل والأطفال على حدٍ سواء. وبينما تمثّل العودة إلى المدارس خطوة مهمة في عودة الحياة إلى طبيعتها .. يبقى التساؤل المشروع لكل أسرة لديها أطفال في سن الدراسة أن تطرح مخاوفها على بساط النقاش والاقتراح للوصول إلى حالة من الاطمئنان وهو : هل تتوافر الشروط الآمنة لأطفالنا لكي يعودوا إلى مدارسهم ؟ و ما هي الخطوات التي اتخذَتها وزارة التربية للمساعدة في ضمان سلامة الطلاب؟ ” الوحدة ” وعبر هذه السطور قامت باستطلاع آراء عدد من الأهالي حول قرار افتتاح المدارس في الأول من أيلول بظل مخاطر كورونا التي بدأت بالانتشار المتزايد في جميع المحافظات وباتت تشكل خطراً حقيقياً على جميع شرائح المجتمع… فكانت الآراء الآتية : السيدة منى الأطرش – كاتبة ومدرسة لغة انكليزية وأم لطفلة في السن المدرسي ، قالت : بدأت المخاوف من عدوى / كوفيد 19 / تزداد وتتضاعف مع اقتراب المدارس وأصبح الهاجس أكبر وخصوصاً أن القاعات الصفية في بعض مدارس المدن مزدحمة وقد يضم المقعد الواحد تلميذين أو أكثر ..كيف يمكننا تحقيق التباعد المكاني ؟ هذا من جهة ، ومن جهة أخرى الازدحام في باحة المدرسة ووسائط النقل .. وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها ..أنا كمدرسة وقبل انتشار كورونا كان الخوف ينتابني من رؤية حافلة الطلاب وهي تغص بالازدحام ذهاباً وإياباً، ويحزنني أن يأتي إلي أحد الطلاب ليقول لي : أن مقعده لا يتسع له ولرفاقه لوضع حقائبهم . وأحياناً نكون غير قادرين على تأمين مقاعد زيادة إلا بعد فترة حتى يتم تقديم طلب رسمي إلى مديرية التربية والتنسيق مع الإدارة .. وفي حال افتتاح المدارس حالياً قبل إيجاد اللقاح يبقى الخطر قائماً على الجميع من مدرسين وطلاب وتبقى مسؤولية التوعية والارشاد الصحي هي المنقذ الوحيد في ظل وباء عالمي لايرحم صغيراً ولاكبيراً …وهنا أود التطرق إلى مشكلة حقيقية أن بعض المدارس يتأخر إرسال المرشد الصحي إليها لذلك علينا جميعاً أن نقوم بدور ذلك المرشد وتوعية الطلاب وإرشادهم إلى سبل الوقاية المناسبة في المنزل والمدرسة ..وربما يكون تخصيص مدة خمس دقائق من كل حصة درسية للحديث عن سبل الوقاية من الوباء أمراً نافعاً .. وكما نوه السيد وزير التربية مشكوراً إلى ضرورة الاستفادة من خبرات المدارس الفنية والمهنية في خياطة الكمامات وتوزيعها وذلك في مبادرات طوعية وإنسانية تبدو الفكرة رائعة حيث يعتاد الطلاب والتلاميذ على ارتداء الكمامة بشكل يومي وحماية أنفسهم ..وفي النهاية نتمنى كل السلامة والشفاء للجميع من هذا الوباء الخطير ويجب أن نكون على أتم الجاهزية والاستعداد لمحاربته في مدارسنا لأن الأطفال أمانة في أعناقنا .. حمى الله بلدنا الحبيب وأبعد عنه كل شر وبلاء ويبقى الوعي من الجميع هو سيد الموقف. السيدة رنا محمد – كاتبة قصص أطفال وأم لطفلين في السن المدرسي ، قالت : ينبغي ألا يُعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب. وأنا ضد فتح المدراس بهذه المرحلة الحرجة من انتشار المرض… فافتتاح المدارس مغامرة بالكادر التدريسي وبالأطفال وأهاليهم وبالتالي الضغط سيتزايد على القطاع الصحي وظروفه الصعبة بعد سنوات من الحرب والتي ازدادت صعوبتها بعد انتشار الوباء والحصار المفروض علينا . وأرى أن تأجيل المدارس حل مؤقت لتخفيف الآثار الكارثية لانتشار الوباء وتخفيف الضغط على القطاع الصحي في المرحلة الراهنة. فأطفالنا هم مستقبل سورية الواعد .. صحيح أن تأثير إغلاق المدارس سيء تعليمياً واجتماعياً ، إلا أننا نستطيع تداركه بالوعي وبوضع خطة للتعويض لاحقاً ، لكن تأثير خسارتنا لأطفالنا – لا قدر الله – أو مرضهم أمر لا يمكن تداركه . السيد وسيم يوسف – مدرس علوم وأب لطفلة في السن المدرسي ، قال : سأختصر رأيي بملخص عن دراسة طبية عالمية أكدت على : ” أن النية لإعادة فتح المدارس التي تم إغلاقها لمنع انتشار فيروس كورونا يمكن أن تخاطر بموجة ثانية من العدوى، إن معظم حالات الفيروس عند الأطفال خفيفة، ولكن تشير الدراسات إلى أنهم قد يلعبون دوراً رئيسياً في نقله إلى بعضهم البعض وإلى البالغين ، لذا فإن إبقاء المدارس مغلقة لفترة أطول قد يساعد في وقف انتشار الفيروس و يمكن أن يقلل من العدوى ويؤخر الوباء ” . وحسب رأيي فإن العالم يعيش اليوم أزمة شاملة وذات صلة بانتشار وباء كورونا، وتداعياته التي طالت جميع الفئات الاجتماعية ، وأهمها الأطفال، باعتبارهم الأكثر تضرراً من تدني مستويات المعيشة الآمنة والكريمة، وبالتالي فإن تلك التداعيات ستجعل منهم الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن الوباء، صحياً واجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً. السيدة ريم جبيلي – صحفية وأم لطفلتين في السن المدرسي ، قالت : أنا ضد افتتاح المدارس في الأول من شهر أيلول ﻷن الوباء مازال في مرحلة الانتشار وليس الانحسار، وإرسال أطفالنا إلى المدارس مغامرة كبرى في ظل الأعداد الكبيرة المتواجدة في القاعة الصفية الواحدة، وغياب أدنى درجات الوقاية الصحية من إجراءات التباعد المكاني والتعقيم المتكرر والدائم للمرافق الصحية وغير الصحية المتواجدة في المدرسة. ومع غياب التثقيف الصحي سواء للكوادر المدرسية أو الطلابية. ووجود حالة كورونا واحدة ﻷي طالب أو مدرس ستسبب كارثة صحية حقيقية لا قدر الله، لذا نحن بغنى عن هذا الشر وتبعاته. لاسيما وأننا نلتزم بكل الإجراءات الاحترازية داخل بيوتنا منذ آذار الماضي. وبمجرد انحسار الكورونا سنكون أول من يبادر لتعويض الفاقد التعليمي ﻷطفالنا وإرسالهم إلى بيتهم الثاني. السيدة سمر ناصر – مدرسة وأم لطفل وطفلة في السن المدرسي ، قالت : في السنة الماضية ، عندما كانت سورية خالية من الكورونا تم تعطيل المدارس والجامعات ومرافق الدولة المختلفة .. واليوم تتم مطالبتنا بالدوام في ظل انتشار متزايد للفيروس . وأنا ضد افتتاح المدارس بالظروف الحالية .. لدي طفل في الصف الثالث وقد قررنا كأسرة التريث في إرساله إلى المدرسة حتى تتبين الأمور ونرى الإجراءات الفعالة في مدرسته لحمايته هو ورفاقه خاصة من ناحية التباعد المكاني في الصف وكذلك إجراءات التعقيم والنظافة وغيرها .. وهذا ما سأفعله أيضاً مع طفلتي التي بعمر الروضة .. لكن المخاوف ستظل قائمة بسبب التزامي بالدوام الذي لن أستطيع التخلف عنه كوني مدرسة وعلي الالتزام بالقوانين والأنظمة التي تصدرها وزارة التربية. بقي للقول : إنه من الطبيعي أن يكون لدى الناس أسئلة كثيرة أثناء هذه الفترة الحافلة بالقلق والتعطيل. إذ يُعد افتتاح المدارس في هذا الظرف الصحي الاستثنائي من أكثر المواضيع جدلاً بين الأوساط السورية، نظراً لصعوبة الأوضاع وتنوعاتها في جميع أنحاء العالم. إذ تتعدد الأسئلة حول كيفية التخطيط لإعادة فتح المدارس وهل هو التوقيت السليم لذلك؟ . ويبقى الأمر بيد الجهات الرسمية التي تنطلق من حرصها على وضع القرارات المناسبة .. لكن الواجب يحتم أن يتم الأخذ بالاعتبار وضع الصحة العامة، والفوائد والأخطار المتأتية عن استئناف التعليم . بحيث تكون المصلحة الفضلى لسلامة أطفالنا في مركز أي قرار بالعودة إلى المدارس . ونأمل أن تكون الآراء في موضع ترحيب خاصة مع التأكد بأن ظروف العودة لأطفالنا ستكون مختلفة عما سبقها في الأعوام الماضية ، لذلك فإنه من الأهمية الحاسمة أن يبدأ التخطيط لذلك للمساعدة على ضمان سلامة الطلاب والمعلمين والإداريين عند عودتهم وعندها سنضمن اقتناع كافة الأسر في المجتمع بإعادة أطفالها إلى المدارس.
فدوى مقوص